أول الكلام: قبو أثري جميل!
ثمة قبو عمراني أثري جميل، في حي المدينة، يقع تحته وفوقه، منزل عائلة شهدا الغاوي الحموية، يشكل طريقاً مأهولاً بكثافة للمارة بين جهتي حارتي الشير والباب القبلي.
يعود بناء القبو والمنزل، بحسب المعلومات المتواترة، إلى ما قبل العام 1700 للميلاد، وهما ما يزالان محافظين على صلابتيهما العمرانية، بسبب أعمال الصيانة المستمرة التي تتم فيه بين الحين والآخر. اشترى أبناء شهدا الغاوي هذا المنزل، الذي تقع بعض أسطحته فوق هذا القبو، في عام 1900، من أحد أبناء عائلة البارودي الحموية. وفيه عاش أبناؤه نقولا ورزوق وأنيس وشحادة وصوفيا، وحفدته، حيث استمر بعضهم فيه، وغادره بعضهم الآخر، جراء ازدياد عدد أفراد هذه العائلة.
يعد هذا القبو الذي أُسمي ( قبو بيت شهدا الغاوي)، وآلت ملكيته إلى حفيدي ابنه: رزوق وأنور ولدي نظير بن رزوق شهدا الغاوي إرثاً وشراء من أبناء أعمامهم، من الأقبية الأثرية النادرة الباقية في مدينة حماة.
رزوق الغاوي: دمشق،حماة
لنتذكر أن نشكر الله
دخلت إلى إحدى المطاعم مع شلة محببة إلى قلبي من الأصدقاء، جلسنا إلى إحدى الطاولات سعيدين متمازحين وتعبين من كثرة الضحك. بعد جلوسنا بقليل، لاحظت أن الشاب الذي يعمل في المطعم على خدمة الزبائن، ولا أظنه تجاوز التاسعة عشرة من العمر، يعرج من رجله وهو يتنقل بين الطاولات حاملا الطلبات. سألت صديقتي مستغربة: 'لماذا يعمل و هو يعرج؟'. فأجابت:' بسبب حادث، لكنه يحتاج للعمل، فوالده توفي في ظروف مأساوية، وظروف العائلة صعبة وهو لا يمكنه إلا أن يعمل'. وقتها تشتت وشغل موضوعه ذهني، فقد حزنت وخجلت من نفسي: فبينما استغرقت أنا دقائق لأقرر نوع الطبق الذي سأتناوله، ربما كان هو يصلي ليفرغ المطعم من الزبائن ويستريح قليلا من العمل، ربما قدم على مدار اليوم طلبات لزبائن في مثل عمره هم شبان جاؤوا ليرفهوا عن أنفسهم وهو شاب يعمل على خدمتهم حتى وهو تعب جسديا. لا أريد اليوم أن أتحدث عن حزني و تأثري لما رأيت لكني سأتشارك معكم ما أثاره في نفسي ذلك الوضع: في الحقيقة دفعني ذلك الشاب إلى شكر الله على كل شيء، فنحن نتذمر من أمور كثيرة في حياتنا اليومية، ناسين أن الله قد أنعم علينا بنعم كبيرة و كثيرة، نحن ننظر إلى نصف الكأس الفارغ ولا نرى نصفها الملآن. سأبدأ من نفسي كي لا أشعر أني أنظّر إلى الآخرين، فعلى الرغم من أني و الحمد لله أحصل تقريبا على كل ما أريد في حياتي إلا أني أحيانا لا أفكر إلا في الأمر الذي ينقصني، وأحزن متناسية الأمور الجميلة الأخرى من حولي. ما أريد قوله أن كلا منا يشهد حالة مماثلة يوميا، فلنتعلم من كل حالة أن نشكر الله على ما أنعم علينا به فثمة أناس يحلمون في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ألا يناموا جائعين و ذلك همهم الكبير.
أشكرك يا الله على كل ما أنعمت عليّ به وعلى كل ما حرمتني منه فربما علمتني بحرمانه شيئا كثيرا. لنبدأ حديثنا مع الله ب'شكرا لك' ،ثم 'أريد منك'. و ختاما أشكر الله على ثقتكم و متابعتكم الدائمة لملحقنا الثقافي ونشرتنا التي نتعاون جميعا لنقدمها حقا بكل محبة و دمتم بخير.
لينا مطيع شموط- محردة
أقدم أثر عليه اسم السقيلبية
إذا كانت كنيسة القديس جاورجيوس في السقيلبية أقدم أثر معماري باقٍ حتى يومنا هذا، يعود بناؤها إلى سنة1891، فإن أقدم أثر يحمل اسم 'السقيلبية'، يعود إلى 163 سنة خلت. قنديل من الفضة أهدي إلى الكنيسة المذكورة سنة1850، حين كانت لم تزل بعد مبنية من الطين على طريقة بناء البيوت التي كانت شائعة آنذاك وحتى فترة ليست ببعيدة، وكانت تُعرف عادة ب'بيوت الكبيس' ذات السقف المستوي الذي تسنده أعمدة خشبية مقطوعة من جذوع الأشجار الضخمة تسمى ب' السواميك'.
القنديل ذو الحجم الصغير نسبياً مصنوع من الفضة، ومنقوش يدوياً تزينه في أغلب مساحاته الزخارف النباتية مع توليفة مساعدة من الزخارف الهندسية أحياناً، على طريقة التكرار.
فوهته واسعة، وقد انتفخ وسطه بينما ضاقت نهايته السفلية، وعلى جانبيه من الأعلى ثلاث حلقات صغيرة تُعلق بها السلاسل التي تحمله متدليا من فم حمامة خشبية أعلى الأيقونسطاس (حامل الأيقونات) من جهته الشرقية الشمالية، ومباشرة فوق الباب الشمالي للهيكل.
نُقش أعلى القنديل اسم واهبه الأول الذي أهداه إلى الكنيسة: (وقف 'كمال ابن سلوم الياس' قدم إلى كنيسة السقيلبية سنة1850). بينما نقش في الوسط اسم واهبته الثانية: (هذا القنديل إلى وطفة مرة اسعد السبور وقف إلى كنيسة القديس جاورجيوس في16 نيسان1927).
هذا يعني أن القنديل قدم مرتين إلى الكنيسة، في المرة الأولى حين لم تكن بعد قد حملت اسماً لقديس، وقبل أن يفتتح الصلاة الأولى فيها المطران غريغوريوس جبارة بعيد تشييدها من الحجر الذي أُحضر من حجارة أطلال أفاميا.
غيث العبدالله - السقيلبية
حنين صوت الناعورة !
تابع هذا الملحق الثقافي في السنوات السابقة جوانب من رحلة الفنان زيد الظريف(المولود بحماة 1979)، مع الكتابة والمسرح والتلفاز، وقد لبى مشكورا دعوة الملحق إلى فتح أبواب الحوار مع الملحق حول رحلته الفنية، منذ بداية نشاطه الثقافي المميز في أيام دراسته الإعدادية عام 1993... وبعد تخرجه عام 2004 في قسم الدراسات الدرامية وتتالي أعماله الفنية في السنوات الماضية، والنجوى الآتية، قبس من أوراقه الملونة:
'حماة ..... نشأت فيها ولازمتني أبداً! في حماة قرأت بنهم وعملت في المسرح بجهد شديد مع الكثير من إخوتي الهواة الذين صقلوني وصقلتهم، وقد تشاركنا في كل شيء حتى كأس الماء.
من يقف للحظة متأملا ناعورة تدور ويسترق السمع لهزجها الرتيب ، لن يدري بأي عدوى قد يصاب ...
لن يستطيع أن يربط لوهلة بعد أن يكرر في رأسه شريط حياته فيما بعد، أن ما أعطته إياه الناعورة كان دفعاً للنجاح وتجديدا للحياة وفرصة للخلق ودعوة للألفة والسلام..
طوبى للذين وعوا ما صنعت فيهم النواعير..
ظلت الناعورة من أجمل الصور المؤثرة في طفولتي ونشأتي، وعندما غادرت حماة إلى دمشق عام 1999 لمتابعة الدراسة بعد المرحلة الثانوية في ثانوية 'أبي الفداء'، رافقني صوت الناعورة بترجيعه الحنين الذي لا يضاهى، فأذكر كيف اجتمعت في حماة سبل العيش المادي والروحي والفكري بأجمل وجوهها، ونخوة ناسها وطيبتهم الصرفة الخالية من الخبث والرياء ...'
زيد الظريف - حماة
الفنان أنطوان شهيد والمسرح
يتابع أنطوان شهيد دراسته الجادة في المعهد العالي للفنون المسرحية، بعد نجاحه في غير دورة مسرحية اختصاصية، وقد شارك في العامين الماضيين بأدوار في أعمال مهمة، مثل مسرحية وليم شكسبير الشهيرة 'ماكبث'، وأدى في عرض ذي طابع امتحاني دورا فرديا لافتا لشخصية موظف كبير في النصف الثاني من العقد السادس من عمره، يواجه تهمة ملفقة تلبسه جريمة السطو على مستودعات الوظيفة، التي يبعد عنها ليعمل بدلالة العقارات في مكتب خاص به، ويعاني من صعوبة التواصل مع الزبائن بسبب صفته الرسمية السابقة، ومع دلالي العقارات الموجودين في الجوار (كأي دخيل على هذه المهنة) , وفي خضم معاناته تحضر الشرطة الأخلاقية إلى شقته المؤجرة، فيصبح هو في موقع الدفاع عن نفسه باحثا عن عقد الزواج الخاص بالمستأجرين (العروسان الجديدان) الموجود عنده في المكتب, وبينما هو يبحث عن العقد يجد الأوسمة الخاصة ببطولاته السابقة في وظيفته القديمة، وبعد البحث يجد عقد الزواج العتيد، فيعرضه على الشرطة مثبتا شرعية عمله، ويعود لتذكر ماضيه العريق عن طريق الأوسمة, و من ثم التفكير في أمر البقاء في هذه المهنة (الدلالة) أو تركها، فيقرر متابعة الطريق الجديدة على الرغم من الصعوبات.
أدى أنطوان هذا الدور المركب نفسيا بفنية تستحق التحية.
أجمل الأمنيات لأنطوان بمستقبل لائق بحبه للمسرح مؤمنا بحق الإنسان في الدفاع عن براءة وجوده ونقائه، وتوقه إلى عالم من المحبة والكرامة والنور.
رأي يفقد زمنه: عندما تتحول الغيرة
منذ صغرنا كنا نغار من أقراننا، نشاهد العابا، لباسا، أشياء عدة.. نغار ونطلب الحصول على مثيلاتها... يكون الرد بحسب رغبة الأهل. عندما لا يرغبون، يكون الرد باتهامنا بالغيرة للتخلص من الإحراج، فتتحول كلمة الغيرة لصفة غير محببة، بل سلبية، مما دفعنا لأن نكبت غيرتنا لا نفصح عنها.
الغيرة هي شعور محفز طبيعي عند الإنسان للتمثل بالآخرين، (بإمكاناتهم وصفاتهم)، يدفعنا للوصول إلى الأفضل. إلا أن ذاك التعامل معها جعلنا نشعر بأنها مستهجنة وغير محببة، وجب علينا عدم إظهارها أو البوح بها، فعملنا مكرهين على طمسها في نفوسنا، ننعم بها بطرق متوارية ... إلى هنا تأخذ الغيرة حقها الطبيعي في النفوس السوية الآمنة والمستقرة. أما إذا كانت تلك النفوس تعاني من بعض الاضطرابات مثل الشعور بالدونية أو الفوقية، نتيجة لحالات من الإخفاق أو النجاح .. أو تعاني من رغبات ملحّة، مثل حب التظاهر والتفاخر، أو الإفراط في الأنانية.. أو لاضطرابات متأصلة منذ الصغر.. أو ... فإن الغيرة عندها.. يكون النصر حليفها أبدًا، فهي الأضعف أمام تلك الاضطرابات .. لذا ستجبر على تغيير نفسها لتتحول عندها إلى وحش هو (الحسد).. ينهش صاحبها أولاً.. ثم أقرب الناس إليه.. إلى أن يصل لكل من هم أفضل وأحسن منه .. توهمه.. وتدفعه برغبة شديدة في أن له الأفضلية بكل ما يملكون .. وبما أنه لا يقوى على تحقيقها .. فلن يجد وسيلة لترضي ذاك الوحش (الحسد) إلا بغرز أنيابه في سمعتهم، وكرامتهم.. وأخلاقهم.. ولن يكتفي بذلك.. فيعمل على التشكيك في شرعية نجاحهم... وأحقيتهم في كل ما يملكون... ولن ينجو منه ناجح قط...؟؟!! ستواجه صراعًا قويًا مع تلك الحالات ولن... المخفقون يعزون نجاح الآخرين للطرق الملتوية كي يبرروا إخفاقهم.
اليان كحيل - حماة
أبناء الزمان الحاضر
كل يوم يمنح لنا هو جزء مقتطع من الأبدية، منحنا إياه الذي بيده قيادة عجلة الزمان، ومصادر البركات والنعم غير المتناهية. وهذا الوقت لم يكن ملكنا من قبل، ولن يكون فيما بعد، لأن عجلة الزمان لا ترجع إلى الخلف، ولا تتوقف عن الدوران، بل تعلن مرور الزمن إلى غير رجعة.
ومن يصغي بإمعان يسمع تكات الثواني، ووشوشات الدقائق، ورنين الساعات وهي تقطع الوقت الذي ليس تحت تصرفنا.
قد يصعب علينا أن نلتفت إلى الوراء، إلى الماضي الذي عبرناه مع أننا نرى ملامحه ظاهرة واضحة في كل جزء من حياتنا. ومن العبث محاولة التخلص منه وهو الواقف على خفايا قلوبنا، والعالم بجميع أسرارنا، والشاهد الأمين على أفضل وأقبح ما أنجزناه في حياتنا.
فليس هناك يومان متشابهان، فكل يوم يمنح لنا له بركاته وصعوباته، له آماله ومساوئه. فإذا تطلعنا إلى جمال الكون المحيط بنا بنفس طيبة شعرنا بسعادة غامرة، لأننا نرى كل شيء جميلا ومحبوبا. فالحاضر يقدم لنا الفرصة الذهبية في كل دقيقة تعبر، ويمنحنا هبة الاستفادة من هذه الفرص الثمينة المقدمة لنا وانتهازها، مستقبلين كل أنواع السرور والأحزان التي تنتابنا بفرح، متطلعين إلى الغد بنعمة الرجاء المتدفقة من جميع نوافذ الوجود، الذي يغرس في إدراكنا بأن جميع الأيام تقدم لنا عطايا لا تقدر بثمن.
الأمس قدم لنا الذكريات الجميلة، واليوم يقدم لنا الحياة الحلوة، والفرص الثمينة التي علينا اغتنامها، والغد يرصع لنا الأيام بالرجاء ويربط حياتنا بالأبدية. فالأمس عبر والغد لم يأت بعد، أما نحن أبناء الحاضر فلنعش الحاضر بفرح، ونملأه بجلائل الأعمال.
محفوض جروج - محردة
طهو الطعام
مع كل التطور والآلات التي اخترعت لتسهيل طهو الطعام، أكدت دراسة بيئية صحية أجريت مؤخرا أن أكثر من 1600000 إنساناً يموتون سنوياً بسبب استنشاقهم للدخان السام المنبعث من طهو الطعام بالطرق التقليدية البدائية كحرق الأخشاب والفحم والمخلفات الحيوانية. وخلصت الدراسة إلى أن هذا الدخان يقتل سنوياً أعداداً يصعب تقديرها في كل من الهند والصين وأفريقيا وبعض الدول النائية. فيلجأ أكثر من ثلاثة مليارات نسمة إلى حرق الأخشاب والفحم وغيرها الكثير من المواد للحصول على الطاقة اللازمة للتدفئة ولطهو طعامهم، ولتسخين مياه الاستحمام في منازلهم وأن ما يدفعهم لذلك أنهم لا يستطيعون الحصول على بدائل أخرى للطاقة تكون نظيفة وآمنة كالتيار الكهربائي أو شبكات توزيع المياه الساخنة. وتجدر هنا الإشارة إلى أن حرق كل من الوقود والمواد الصلبة وروث الحيوانات ينجم عنه انطلاق مجموعة هائلة من الغازات السامة كأول اكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين والفورملين والديوكسين وغيرها من السموم التي تسبب الإصابة بالالتهابات الرئوية والعمى والسرطان والسل والموت المفاجئ.
زينة فروح- حماة
حيـرة
شارد الفكر والعقل . .
محتار فيما أفعل . .
هل أبقى أو أرحل . .
أو عن حصاني أترجل . .
أجيب نفسي
وأسأل . .
كان كل شيء أسهل . .
الأن لا أعرف ماذا أفعل . .
هل أنتظر القدر يقرر
ما هو أفضل . .
الياس جحجاح- حماة
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما - See more at: http://www.mjoa.org/cms/index.php/others/2011-12-29-09-32-16/9853-2014-02-18-15-40-18#sthash.qityfTSQ.dpuf
2014-02-23
هذه الأيّام!
هذه الأيّام!
قال لي محدِّثي: أنا محبَط وحزين! أين الله؟! كأنّه تخلّى عنّا! وحشيّة مَن يكبحها! فوضى أخلاقيّة عارمة! ق....