{ الإنجيل لوقا 13 : 10 – 17 ( لوقا 10 )}
في ذلك الزمان كان يسوع يعلِّم في أحد المجامع يوم السبت* وإذا بامرأة بها روح مرض منذ ثماني عشرة سنة وكانت منحنية لا تستطيع أن تنتصب البتة* فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: إنك مطلَقة من مرضك* ووضع يديه عليها وفي الحال استقامت ومجدت الله* فأجاب رئيس المجمع وهو مغتاظ لإبراء يسوع في السبت وقال للجمع: هي ستة أيام ينبغي العمل فيها ففيها تأتون وتستشفون لا في يوم السبت* فأجاب الرب وقال: يا مرائي أليس كل واحد منكم يحل ثوره أو حماره في السبت من المذود وينطلق به فيسقيه* وهذه وهي ابنة إبراهيم التي ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة أما كان ينبغي أن تُطلَق من هذا الرباط يوم السبت* ولما قال هذا خزي كل من كان يقاومه وفرح الجمع بجميع الأمور المجيدة التي كانت تصدر عنه.
{ الرسالة أفسس 2 : 14 - 22}
يا إخوة, إن المسيحَ هو سلامُنا هوَ جعلَ الاثنين واحدًا ونقضَ في جسده حائطَ السياجِ الحاجزِ أيْ العداوة* وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائضه ليخلُقَ الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا بإجرائه السلام* ويصالحُ كليْهما في جسدٍ واحدٍ مع الله في الصليب بقتله العداوةَ في نفسه* فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدين منكُم والقريبين* لأنَّ به لنا كلينا التوصلَ إلى الآبِ في
روحٍ واحد* فلستمْ غرباءَ بعدُ ونزلاء بلْ مواطني القديسين وأهل بيت الله* وقد بُنيتم على أساسِ الرسلِ والأنبياء وحجر الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ* الذي بهِ يُنَسَّقُ البنيانُ كلُّهُ فينمو هيكلاً مقدسًا في الرب* وفيه أنتم أيضًا تُبنون معًا مسكنًا لله في الروحِ.
العظـــة
يسلِّط إنجيل اليوم الضوء على حادثة من حوادث الشفاء التي تممها الرب يسوع يوم السبت مثيرًا بذلك الجدل القائم حول الحرفية في فهم وصايا الله وروحها. فالحرفية في التعاطي مع كلمة الله تجعل من هذه الكلمة ألَمًا وعبودية وافتراقًا عن الحياة، وتيهانًا في طريق غريب.
فهذه المرأة التي يتحدث عنها إنجيل اليوم كانت 'منحنيةً لا تستطيع أن تنتصب البتة'، لكنها حين كسرت حاجز الحرفية وفعّلت الروح الذي فيها، بادرت دون خوف حين دعاها الكلمة المحيية يوم السبت ليضع يديه عليها، وحينما لمسها الرب 'استقامت ومجَّدت الله'.
وفي المقابل كان رئيس المجمع مغتاظًا لشفاء يسوع لهذه المرأة يوم السبت. فلم يستطع رئيس المجمع أن يدرك ويعرف أن من يشفي في هذه الحادثة هو رب السبت وصاحب السلطان الأعظم. لم يستطع أن يفهم أن الوصية لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل الوصية. ما كان قادرًا أن يلمس أو يتحسس العطف الإلهي الذي بادر به الرب يسوع تجاه المرأة المنحنية منذ ثماني عشرة عامًا. فقد كان أعمى هو والذين تذمروا وأعموا قلوبَهم حتى لا يروا. وإذ كانوا تائهين في الظلام لم يشاءوا أن يسمحوا للنور بالولوج إلى قلوبهم. لذلك نسمع في إنجيل اليوم أن هؤلاء قد أخزوا حين سماعهم كلام الرب.
والملفت في نص إنجيل اليوم أن رئيس المجمع يبرر موقفه بالكلام الإلهي، فيستحضر وصايا الرب في العهد القديم ليقيد بها من كان مسؤولاً عنهم، ويتسلط بها عليهم. لذلك يقول الرب يسوع، في موضع آخر، له ولأمثاله: 'وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ ' (لوقا 52:11).
والكثيرون منا موقفهم موقف رئيس المجمع هذا، نسارع في تقييد أنفسنا والآخرين بقوانين وتشريعات كنا قد أخليناها من كل روح وحياة، فباتت هذه الشرائع عراقيل بدل أن تكون منارات في طريقنا. فالقوانين تسن ليتيسر الإنسان أن يصل إلى مبتغاه دون صعوبة. وهذا الأمر ينطبق على الوصايا الإلهية نفسها. فهمُّ هذه الأخيرة أن تحيي الإنسان وتحرره من شروره، لا أن تجعل منه عبداً لها. من هنا قول الكتاب أن 'الحرف يقتل والروح يحيي'.
فلنتمسك يا أحباء بروح الكلمة ونحياها مبتعدين عن حرفية تطبيقها لنكون بذلك أبناء ملكوت أعده الرب لنا لنعيش في النور الحقيقي الذي لا يغرب أبدًا.
أخبار الأبرشية
لجنة الأنظمة والقوانين (البلمند)
يوم الجمعة 29/11/2013 عقدت هذه اللجنة اجتماعها في المعهد اللاهوتي (البلمند) برئاسة صاحب السيادة المطران إيليا راعي الأبرشية وعضوية نخبة من الدكاترة المحامين إكليريكيين وعلمانيين واستأنفت ما توصلت إليه من أبحاث قامت بها في اجتماعها السابق 13/11/2013.
وبعد جولة من المناقشات شكلت نواة قانونية من الحاضرين الدكاترة: د. م. ابراهيم رزق- د.م نسيب إيليا- د. م. زياد شبيب- د. م إيليا شلهوب- د. م. جورج غندور- د. الشماس برثينيوس اللاطي، للمباشرة بتهيئة المجموعة القانونية الجديدة. وقد اتفق الحاضرون على آلية جديدة للعمل للإسراع بإنجاز المجموعة الجديدة بشكل أن ينفرد كل منهم بتهيئة جزء معين من القوانين المعمول بها والمشاريع المقترحة ويلتقون أسبوعيا للاتفاق على المهيأ وهكذا إلى أن يتقدم العمل بسرعة ويعرض المنجز على الهيئة الكاملة في اجتماعها القادم المحدد يوم السبت 11/ 1 / 2014 في نفس المكان أي المعهد البلمندي.
وختم الاجتماع كما بدأ بالصلاة.
أخبار كنسية
البلمند: الذكرى السّنويّة الأولى لرحيل البطريرك إغناطيوس الرابع
ببركة وحضور صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، وبمناسبة مرور عام على انتقال المثلّث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع، أقيم قدّاس احتفالي وصلاة التريصاجيون في دير سيّدة البلمند البطريركيّ نهار الأحد 1/1/2013. وجاء في كلمة غبطته:
'إنسان هذه المنطقة حبيبنا. نحن من هذه الأرض نطلع فنتصاعد إلى السماء. نذهب حتى جذور تاريخها ونمتد إلى غدها على مركبة الرجاء. نحن لسنا طائفةً يقف همها عند حدودها. نحن ومضةٌ ونبضٌ ونسغٌ حتى يتألق الجميع ويطمئن الجميع. ونحن على المصلوبية حتى لا ينوء أحدٌ سوانا تحت الصليب. وإنّ لنا من الحب والرؤى اللاهوتية ومن ممارسة هذه البلاد ما يجعلنا نشعر بأننا لُحمةٌ بين طوائفها جميعاً'. هذا ما قلته يا سيدنا إغناطيوس في الكنيسة المريمية يوم قُلّدت عصا الرعاية والأبوة أواخر سبعينيات القرن الماضي. وهذا ما تردد صداه قلوب المؤمنين المجتمعين ههنا كما جدران هذه الكنيسة الشاهدة على عراقة وأصالة إيمان كنيسة الأنطاكيين.
لسنا هنا لنرثي إغناطيوس الرابع بل لنستذكر من خلال حياته مالَه أن يُترع قلوبنا رجاءً ويلهبها غيرةً وحميّةً. حين يتكلم المرء عن إغناطيوس الرابع يجد أن الكلمات تخونه وتخذله في ذكرى ذلك الطفل والشاب والطفل والشيخ الوقور الذي التقم منذ صباه محبة الرب من أهلٍ وديرةٍ طيبةٍ فاعتجن بخمير التواضع و'تنهنه' على صاج محبة الرب فأفاح عرف طيبه للعالم كله. حين يتكلم المرء عن الإغناطيوس، عن الناريّ اسماً-كما يدل معنى اسمه في اللاتينية- وعن الناري فعلاً وموقفاً، فإن نار الغيرة الربانية تلظّي قلبه بذكر ذلك الفتى –حبيب- الذي احتضنته كنيسة محردة مرتلاً متتلمذاً على يد أبيه..
وسأذكر في فترة بطريركيته حادثةً أراها تعبّر عن وجه إغناطيوس الرابع حتى يومنا. في سنة 1988 وفي ذروة أحداث لبنان المريرة أطلق غبطته مشروع جامعة البلمند. يومها قيل له 'أتراها ظروفاً وأحوالاً مناسبة تلك التي تكتنفنا لنبني معاهد وجامعاتٍ؟ فأجاب: 'إذا كان قدرهم أن يدمّروا فإن قدرَنا أن نبني ونبقى'..
أطلب إليك يا سيدي من هذا المنبر، من البلمند الذي سقيته من إكسير محبتك، والذي اعتادك أباً وواعظاً ومدبراً لعروسة المسيح، أن تذكر هذا المشرق والعالم كله في صلاتك. أسألك بكلمات شفيعك القديس إغناطيوس الأنطاكي 'أن تصلي من أجل الكنيسة التي في سوريا التي المسيح ناظرها ومحبّتك' . اسْأل المخلص أن ينزل على سوريا الحبيبة سلامه الإلهي وسله أيضاً الرأفة بإنسان هذه البلاد والشفقة بالذين أخطؤوا وأعوزهم مجد الله. قل له أننا لا نخشى التجارب لأننا نستمد من محيّاه مواطن القوة، لكننا بالنهاية بشرٌ تجتاحنا الرهبة أمام تجرع كأس الآلام. قل للمخلص أننا نفتقد أخوينا المطرانين يوحنا وبولس ونسألك حفظهم وردّهم وسائرَ المخطوفين سالمين معافين.
ارنُ يا سيدي من عليائك وتعهّد لبنان الغالي وسل المخلص أن يغرس سلامه في ربوعه وفي قلوب بنيه، فيعرفوا جميعاً أنهم مؤتمنون على بلد الأرز الغالي ويتعلموا من الأرز الذي يبسط أفنانه أفقياً ويرتقي أعالي الجبال، أن بلوغ المجد والعلى والرقي بالدولة والمجتمع يتم بمد اليد أفقياً وبملاقاة الآخر وقبوله والنهوض معه بأعباء هذا الزمان.
لقد ائتمنك المخلصُ يا سيدي عل كنيستنا التي، على عهدك لملمَتْ جراحها واستعادت وحدةً كنسيةً صدّعتها أهواؤنا. صلّ إلى الرب أن يمسحنا جميعاً ببلسم حكمته لنصون هذه الكنيسة واحدةً لا غضن فيها ولا شائبة. صلّ إليه أن يفقّه أبناءك في أنطاكية ويزرع في قلوبهم أن كنيسة من تسمَّوا أولاً مسيحيين جديرةٌ وتستحقُّ منهم كل الجهود التي تصونها واحدةً يتجلى فيها رونق وبهاء الرب يسوع.
سله أن يكتنف عالمنا وبلداننا بظل جبروته الإلهي ويمسحها بفيض شفقته الربانية، هو المبارك والممجد أبد الدهور آمين.
وبعد القداس افتتح معرض صور تذكاريّة في قاعة الدير. وفي يوم الاثنين 2/1/2013 أفتتح غبطته مؤتمرًا جامعيًّا بعنوان 'البطريرك إغناطيوس الرابع- الإنسان وميراثه'. واستمرّ المؤتمر إلى مساء الأربعاء حيث اختتمت أعمال المؤتمر.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما - See more at: http://www.mjoa.org/cms/index.php/others/2011-12-29-09-32-16/9853-2014-02-18-15-40-18#sthash.qityfTSQ.dpuf
2014-02-23
هذه الأيّام!
هذه الأيّام!
قال لي محدِّثي: أنا محبَط وحزين! أين الله؟! كأنّه تخلّى عنّا! وحشيّة مَن يكبحها! فوضى أخلاقيّة عارمة! ق....