{ الإنجيل 6 : 14 - 21}
قال الربُّ: إنْ غفرتم للناسِ زلاَّتِهم يغفِرْ لكم أبوكم السماوي أيضاً* وإنْ لم تغفِروا للناسِ زلاَّتِهم فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلاَّتِكم* ومتى صُمتم فلا تكونوا مُعبِسين كالمرائِين فإنَّهم يُنَكِّرون وجوهَهم ليظهروا للناسِ صائمين. الحقَّ أقول لكم: إِنَّهم قد أخذوا أجْرَهم* وأمَّا أنتَ فإذا صُمْتَ فادهَنْ رأسَكَ واغسِلْ وجْهَكَ لِئَـلاَّ تظهرَ للناسِ صائمًا بل لأبيكَ الذي في الخِفية، وأبوكَ الذي يرى في الخفيةِ يُجازيكَ علانيةً* لا تكْنِزوا لكم كنوزًا على الأرضِ حيث يُفسِد السوسُ والآكِلَةُ ويُنْقِبُ السارقون ويسرقون* لكن اكنِزوا لكم كنوزًا في السماءِ حيث لا يُفسِدُ سوسٌ ولا آكِلةٌ ولا يَنْقُبُ السارقون ولا يسرقون* لأنَّهُ حيث تكون كُنوزُكم هناك تكونُ قلوبُكم.
{ الرسالة عبرانيين 12 : 1 - 10}
يا إخوة إذ يُحدقُ بنا مثلُ هذه السحابة منَ الشهود فلنلقِ عنَّا كلَّ ثقل والخطيئةَ المحيطةَ بسهولة بنا. ولنسابقْ بالصبرِ في الجهاد الذي أمامنا* ناظرينَ إلى رئيس الإيمان ومكمِّله يسوعَ الذي بدَلَ السرور الموضوع أمامهُ تحمَّلَ الصليبَ مستخفًّا بالخزي وجلسَ عن يمين عرشِ الله* فتفكَّروا في الذي صبرَ على مثل هذه المخالفة لهُ من الخُطاة لئلاَّ تكلُّوا وتَخزوا في نفوسكم* فإنَّكم لم تقاوموا بعدُ حتَّى الدَّم في مجاهدتكم الخطيئة* وقد
نسيتم التعزيةَ التي تُخاطبكم كالبنين قائلةً: يا بُنيَّ لا تحتقر تأديب الربِّ ولا تَخُرْ إذا وبَّخكَ* فإنَّ الذي يحبُّهُ الربُّ يؤدِّبهُ ويجلدُ كلَّ ابن يتَّخذه* فإن صـبرتم على التأديب فإنَّ الله إنَّما يعاملكم كالبنين. وأَيُّ ابن لا يؤدِّبُهُ أبوهُ* وإن كنتم بمعزل عن التأديب الذي اشتركَ فيه الجميعُ فأنتم إذنْ نغولٌ لا بنون* وأيضًا قد كان آباءُ أجسادنا يؤدِّبوننا ونحن نَهابُهم فهلاَّ نخضع بالأحرى جدًّا لأبي الأرواح فنحيا* فإنَّهم إِنَّما أدَّبونا لأيَّام قليلة وعلى هواهم أمَّا هو فلمنفعَتنا حتَّى نشتركَ في قداستِهِ.
العظـــة
في الأحد الماضي ذكرتنا الكنيسة بدينونة الله العادلة لنا، وعما سيسألنا في يوم الحساب. أما في هذا الأحد والذي يدعى أحد الغفران يضعنا النص الإنجيلي أمام هدف من أهداف الصوم، ألا وهو الغفران والمسامحة وأن يعرف الإنسان أنه خاطئ، وبالتالي كل إنسان خطاء 'فالكل أخطأ وأعوزهم مجد الله'، فالصوم المقبول عند الرب الإله هو لمن يسامح ومن يغفر.
عالمنا اليوم ينظر إلى الإنسان المسامح أنه ضعيف أو غبي، لأن في المنطوق الأرضي القوي هو ذاك الإنسان الذي يأخذ حقه بيده أي ذاك الإنسان الذي يقسّي قلبه ويطرد الرحمة منه، وما أكثرهم اليوم، فلننظر ما يحدث حولنا؟ وما هو السبيل لكي نخرج من دوامة العنف، وكيف نقبل الآخر على أنه صورة الله ومثاله؟
إنجيل اليوم يضعنا أمام تحد وأمام منطق ليس هو منطق أبناء هذا العالم ولكنه حل لمشاكل أبناء العالم، فالرب يسوع يقول لنا أن نغفر سبعة في سبعين أي ليس من حدود للمغفرة، فالعنف لا يقابل بالعنف إذ ذاك يولد عنف أكثر، إن نظرية الحق يحتاج الى القوة ليست صحيحة، لا بل الحق هو القوة، فنحن لا نؤمن بحق القوة ولكن نؤمن بقوة الحق، لأن الحق يولد رحمةً وسلامًا لأن الرب ذاته يقول: 'أنا هو الطريق والحق والحياة'.
أيها الأحباء الصوم الذي نحن على عتبته الأولى يدعونا إلى معرفة الذات وتهذيبها، يدعونا إلى تنقية ذواتنا لنرى الآخر كما الله خلقه بجماله، الم يقل عندما أبدع الخليقة أنه 'حسن جداً'، فلماذا نكره الجمال؟ لماذا نريد سحق وتشويه الجمال المخلوق على صورة الله ومثاله؟ والسؤال الأعم لماذا نرفض الله بجمالاته؟
يا أحباء الغفران هو أن يدرك كل منا انه لست دياناً للعالم بل أنه أكثر الناس خاطئ ذاكرين القول الإلهي 'من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بأول حجر'. فلنسلك في طريق التنقية، في طريق الغفران، فالله يرحم من كان بقلبه الرحمة لأنه هو القائل:' طوبى للرحماء فإنهم يُرحمون'.
أسألوا تعطوا..
هل صحيح إن السيد المسيح قال في رجال الكهنوت الحاليين:' اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم؟
هذا تأويل خاطئ لقول المسيح في الكتبة والفريسيين: 'فكل ما قالوا لكم إن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لاتعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون' (مت23: 3) هذا السؤال يدل، ويا للأسف، على أن الناس لا تقرأ الكتاب المقدس. ومع ذلك يبقى قول المسيح هذا خالداً وينطبق على جميع الذين يعلمون الكلمة الإلهية ولا يعملون بها لأنهم يأخذون دينونة أعظم. لهذا السبب ينصحنا الرسول يعقوب:'كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم'(يع1: 22)؛ وأيضا: 'لا تكونوا معلمين كثيراً يا إخوتي، عالمين إننا نأخذ دينونة أعظم'(يع 3:1) .
والذهبي الفم في تفسيره لمتى 23، يقول إن الرب ينتقد حياة الكتبة والفريسيين الفاسدة ومحبتهم للمجد لا لكي نحتقر نحن معلمينا ولا حتى نثور ضد كهنتنا. ويقول إن شر المعلم لا يبرر شر تلميذه أو تهاونه، لأن المعلم يتكلم بكلمات الله لا بكلماته هو، لهذا السبب قال السيد 'كل ما قال لكم إن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه' حتى ولو كان المعلم لا يقوم به في حياته،لأنه سيأخذ دينونة أشد.
الشيء المضحك والمبكي هنا أن الكثيرين من الذين يقولون اليوم: 'اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم' لا يعرفون هذه الأقوال ولا يحفظونها ولا يطبقونها في حياتهم.. ((يتبع..))
(من كتاب سألتني فأجتبك/ س46)
أخبار الأبرشية
أحد الدينونة
يوم الأحد 23/2/2014 ترأس صاحب السيادة راعي الأبرشية الخدمة الإلهية في كنيسة الكاتدرائية (حماه) يعاونه الآباء الكهنة. وأثناء الخدمة وجه سيادته كلمة أبوية للمصلين استهلها بالشكر لله على عطاياه الإلهية ومنها عطية الحياة والحركة إذ به نحيا ونتحرك وبدونه لا حياة ولا حركة. وعلق سيادته على تسمية هذا الأحد بأحد مرفع اللحم أو احد الدينونة نسبة إلى المقطع الانجيلي الذي تلي في الخدمة وهو يتمحور حول الدينونة أي المجيء الثاني للرب يسوع ، واستفاض بحثًا عن ماهية الدينونة، وأننا جميعًا في المجيء الثاني سنمثل أمام الديان الرب يسوع لنؤدي حسابًا عن تصرفاتنا في هذه الحياة الأرضية ونسمع حكمه الإلهي إما ثوابًا أو عقابًا.
وشدد سيادته على أن الدينونة لا تنحصر في يوم المجيء الثاني بل تمتد إلى حياتنا الأرضية حيث مارسها الله في صوته فينا، في الضمير الذي يمدحنا على عمل الخير ويؤنبنا على عمل الشر.
وعرّج سيادته على القيم الأخلاقية في الإنسان حيث أن قيمة الإنسان ترتكز على ما فيه من أخلاق وأن المنحرفين أخلاقيًا بتصرفاتهم لا بد من أنهم سيدفعون الثمن عن سوء أخلاقهم خاصة عند ربهم.
وتمنى سيادته أن يأخذ كل واحد منا بعين الاعتبار وقفته أمام ربه في يوم الحساب ليبني حياته الأرضية على هذا الأساس. ولم ينسَ سيادته أن يمر عابرًا على ضرورة الاستعداد للدخول في الصوم الأربعيني المقدس الذي سنستقبله بعد أسبوع بحياة نقية طاهرة وثابة نحو الكمال. وختم سائلاً الرب الإله أن يحفظنا جميعًا بالعافية والحماية وطول العمر.
أسرة التعليم الديني في محردة
ببركة وتوجيه سيادة راعي الأبرشية وتطبيقًا للقرار الصادر عنه رقم 1/2014 القاضي بإنشاء مراكز لأسرة التعليم الديني في كل الكنائس، قد أنشئ مبدئيًا مركزان في كنيستي مار الياس والقديسين يواكيم وحنة بالإضافة إلى مركز كنيسة السيدة. وسيعمم على بقية الكنائس حرصًا على وحدة التعليم الديني المكلفة به الأسرة كما هو سارٍ على كل مناطق الأبرشية.
وسترفع تقارير خطية بحسب توجيهاته الأبوية عن كل مراكز لإطلاع سيادته على كل الخطوات وسير العمل في المراكز المنشأة.
أخبار كنسية
القدس
سيتمّ في ٣ شباط ٢٠١٤ توقيع اتفاق مصالحة وإعادة الشركة بين بطريركية اورشليم وبطريركية رومانيا يضع حدّا للخلاف بين البطريركيتين حول وضع بيت الحجاج الذي أقامته بطريركية رومانيا في أريحا. اعتبرت بطريركية اورشليم وجود هذا المكان والكنيسة التي فيه والكهنة تدخلاً، وأدّى الخلاف إلى قطع الشركة بين الكنيستين في أيار ٢٠١١. بعد مساعي الصلح وثلاث دورات من المباحثات، تم الاتفاق على إعادة الشركة على أساس أن المبنى في أريحا هو مضافة لاستقبال الحجاج الذين يأتون من رومانيا لزيارة الأماكن المقدسة وليس كنيسة أو ديرًا تابعًا لبطريركية رومانيا. تعيّن كنيسة اورشليم الكهنة العاملين فيه بناء على اقتراح كنيسة رومانيا، ويرفعون رئاسة بطريرك اورشليم في الذيبتيخا اي عند قول الكاهن في القداس: 'اذكر يا رب أولاً...'. سيوقّع بطريرك رومانيا دانيال الاتفاق وسيحمله وفد من قبله الى اورشليم حيث سيوقّعه البطريرك ثيوفيلوس الثالث.
قبرص
سيجتمع المجمع المقدس لكنيسة قبرص في دورته العادية في ٤ شباط برئاسة رئيس الأساقفة خريسوستُموس. سيطّلع المجمع على سير العمل من المطارنة الذين يشتركون في الحوارات بين الكنائس الأرثوذكسية والحوارات بين الكنائس المسيحية أو بين الأديان. وسيناقشون القرارات التي اتُخذت، وسيقرّرون التدابير المناسبة بشأنها. ثم سيبحث المجمع قلق أهالي التلاميذ والمعلّمين بشأن بعض برامج التربية في المدارس وقد عبّروا عنها برسائل عديدة. ستحال هذه القضية الى اللجنة المجمعية للتربية لدراسة الموضوع ورفع تقرير إلى المجمع.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما - See more at: http://www.mjoa.org/cms/index.php/others/2011-12-29-09-32-16/9853-2014-02-18-15-40-18#sthash.qityfTSQ.dpuf
2014-02-23
هذه الأيّام!
هذه الأيّام!
قال لي محدِّثي: أنا محبَط وحزين! أين الله؟! كأنّه تخلّى عنّا! وحشيّة مَن يكبحها! فوضى أخلاقيّة عارمة! ق....