العدد ( 15 )
20/ 4/ 2014
أحد الفصح المقدس
اللحن: للعيد
الإيوثينا: (للعيد)
القنداق: للفصح
كاطافاسيات: الفصح
الأعياد الأسبوعية
20/4 أحد الفصح. البار ثاوذورس الشعري، أنستاسيوس بطريرك إنطاكية المعترف.
21/4 إثنين الباعوث، ينواريوس الشهيد في الكهنة ورفقته، أنستاسيوس السينائي.
22/4 ثاوذورس السيقي، الرسول نثنائيل.
23/4 العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر.
24/4 أليصابات البارة العجائبية، الشهيد سابا.
25/4 ينبوع الحياة، الرسول مرقس الإنجيلي.
26/4 الشهيد باسيلافس أسقف أماسية.
{ الإنجيل يوحنا 1: 1 - 17 }
في البدءِ كانَ الكلمةُ والكلمةُ كانَ عندَ الله وإلهًا كان الكلمة* هذا كانَ في البدءِ عندَ الله* كلٌّ بِهِ كان، وبغيرِهِ لمْ يَكنْ شيءٌ مما كوِّن* بهِ كانتِ الحياة والحياةُ كانت نورَ الناسِ* والنورُ في الظلمةِ يضيءُ والظلمةُ لمْ تدركْهُ* كان إنسانٌ مرسلٌ منَ اللهِ اسمُهُ يوحنا* هذا جاءَ للشهادَةِ ليشهدَ للنورِ لكي يؤمنَ الكلُّ بواسِطَتِهِ* لمْ يكنْ هو النورُ بلْ كانَ ليشهدَ للنورِ* كانَ النورُ الحقيقيُّ الذي ينيرُ كلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالمِ* في العالمِ كان والعالم به كوِّن والعالمُ لمْ يعرفْهُ* إلى خاصَّتِهِ أتى وخاصتُهُ لمْ تَقبلْهُ* فأما كلُّ الذينَ قَبِلُوه فأعطاهُم سلطانًا أن يَصِيروا أولادًا لله الذين يؤمنون باسمِهِ* الذينَ لا مِنْ دَمٍ ولا مِنْ مشيئَةِ لحمٍ ولا مِنْ مشيئةِ رجلٍ لكنْ مِنَ الله وُلِدوا* والكلمةُ صارَ جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبصرنا مَجْدَهُ مجدَ وحيدٍ منَ الآب) مملوءًا نعمَةً وحقًا* ويوحنا شهدَ لهُ وصرخَ قائلاً: هذا هوَ الذي قُلْتُ عَنْهُ إنَّ الذي يأتي بعدي صارَ قبلي لأنَّهُ كان مُتَقَدمي* ومنْ مِلْئِهِ نَحنُ كلُّنا أَخَذْنا ونِعْمَةً عِوَضَ نعمةٍ*. لأن الناموسَ بموسى أُعطِيَ وأمَّا النعمةُ والحقُّ فبيسوعَ المسيح حصلا*.
{ الرسالة أعمال 1: 1 - 8}
إني قد أنشأتُ الكلامَ الأولَ يا ثاوفيلسُ في الأمور التي ابتدأَ يسوعُ يعملُها ويعلّمُ بها* إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيه مِن بَعدِ أن أوصى بالروحِ القدسِ الرسلَ الذين اصطفاهم* الذين أراهُمْ أيضًا نَفسَهُ حيًّا بعدَ تألُّمِهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يتراءى لهم مدةَ أربعينَ يومًا ويكلِّمُهُمْ بما يختصُ بملكوتِ الله* وفيما هو مجتمعٌ مَعَهُمْ أوصاهُمْ أَنْ لا تبرحوا مِنْ أورشليمَ بل انتظروا موعدَ الآبِ الذي سَمِعْتُموهُ مِني* فإنَّيوحنا عمَّدَ بالماءِ وأمَّا أنْتُمْ فَسَتُعَمِّدونَ بالروحِ القدسِ لا بَعدَ هذه الأيامِ بِكثيرٍ* فسَألَهُ المُجتَمِعَونَ قائلينَ يا ربُّ أفي هذا الزمانِ تَرُدُّ المُلكَ إلى إسرائيلَ* فقالَ لَهُمْ ليسَ لَكُمْ أَنْ تَعرفوا الأزمِنَةَ أو الأوقاتَ التي جَعَلَها الآبُ في سُلْطانِهِ* لَكِنَكُمْ سَتَنالونَ قوَّةً بحلولِ الروحِ القدس عليكُمْ وتكونونَ لي شُهودًا في أورشَليمَ وفي جميعِ اليهوديةِ والسامرةِ وإلى أقصى الأرض.
الطروبارية
المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، ووطئ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للذين في القبور. لقد قام يسوع من القبر كما سبق فقال، ومنحنا حياة أبدية، والرحمة العظمى.
القـــــنداق
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلاّ أنك درست قوةَ الجحيم، وقمتَ كغالبٍ أيها المسيح الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيبِ قلتَ افرحنَ، ولرسلِكَ وهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
رســـالة فصحيــة
القيامة المجيدة
نحتفل هذه الأيام بذكرى القيامة المجيدة, قيامة الرب يسوع من بين الأموات. المسيحيون في الأرض قاطبة يرددون اليوم في الكنائس والبيوت وأينما كانوا هذا النشيد القيامي 'المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور'.
فقيامة الرب يسوع من بين الأموات حدث واقعي حقيقي جرى في التاريخ, في مكان وزمان معينين, منذ نيف وعشرين جيلاً وفي قدسنا العزيزة حيث تقوم كنيسة القيامة على أرض القبر الذي ضم يسوع وتفجر بالقيامة المجيدة. الحدث المعجز تغنى به الآباء القديسون وفي الطليعة قديسنا الذهبي الفم بقوله: 'أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا جحيم؟ قام يسوع وأنت قهرت , قام يسوع ولم يعد أحد في القبر, قام يسوع وقد صار باكورة الراقدين'. قيامة المسيح أنتجت قيامتنا كما قال القديس يوحنا الدمشقي: 'يسوع بقيامته أجازنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء, قام يسوع وأشركنا بقيامته المجيدة'.
نحن اليوم نحتفل بالذكرى, ذكرى الحدث العظيم, ذكرى القيامة المجيدة. الذكرى نحتفل بها مرة كل عام أما الحدث أي قيامة الرب يسوع فنحتفل بها كلما شئنا وقد لا نحتفل بها على الإطلاق, فالأمر يتعلق بنا وبمدى إيماننا بالحدث, فإذا كان إيماننا حياً بالحدث عندئذ يكون الحدث فعلاً مستمراً في حياتنا, وتكون حياتنا مدّاً وجزراً، موتاً وحياةً, سقطات وقيامات, فكلما ابتعدنا بتصرفاتنا عن الله سقطةٌ وكلما عدنا إليه قيامة. الخطيئة موت وسقطة والتوبة حياة وقيامة, هذا ما عناه يسوع بقوله عن الابن الشاطر: 'كان ميتاً فعاش وضالاً فوجد' وقوله: 'دعوا الموتى يدفنون موتاهم'. وهذا ما عناه الرسول بولس بقوله: 'إننا مائتون بخطايانا ولكننا أحياء بتوبتنا'، وقوله: 'إن مسيرة حياتنا على الأرض فصح مستمر وعبور دائم من الموت إلى الحياة'.
وبكلام آخر فإن حياتنا خطيئة وتوبة, سقطة وقيامة, وعلى هذا الأساس عندما نقول المسيح قام, حقًا قام إنما نقولها كذكرى وحدث ونحتفل بها لفظاً ومضمونًا أي نجسدها حياة بسقطات وقيامات في مختلف مراحل الحياة. فالسقطات والقيامات نحياها في كل لحظة, في كل دقيقة, في كل خطوة, في كل نبضة قلب, في كل صلاة وتأمل, في كل نشاط كنسي. فقيامة يسوع يجب أن تكون أساس حياتنا متجسدة بقيامات متتابعة بدون سقطات, حياة ألاّوية نقية, طاهرة وثابة نحو الكمال ليتحقق فينا القول الإلهي 'كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات كامل هو'. ومستوى الكمال هذا يجب أن يكون منطلقنا وهدفنا في الحياة تحقيقاً للقول الإلهي: 'اطلبوا ملكوت الله وبره' لتكونوا فيه بالملكوت ومع الناهض من القبر.
ونحن في جو الاحتفالات بالقيامة المجيدة ذكرى وحدثاً نمتد بأفكارنا إلى اعتبار الحدث المرحلة الهامة في مخطط الخلاص الإلهي الذي نفذه الله بمعظم مراحله بدءاً بخلق الإنسان, فسقوطه بالخطيئة وخلاصه بالتجسد الإلهي, مروراً بكل مراحل التجسد حتى حلول الروح القدس والانتظار إلى يوم القيامة والحساب الأخير. وهذا الحساب لا ينحصر بالقيامة بل يتوجها لأن القيامة تمتد إلى حياتنا الأرضية وتتمثل في مسيرة الحياة بالسقطات والقيامات التي تحدث معنا في مختلف مراحل حياتنا كما قلنا في متن البحث. وهذا الأمر ينطبق على حياة أبرشيتنا المحروسة بالله التي عانت خلال حياتها الماضية الكثير من السقطات, واليوم بعون الله وجهود العاملين فيها راعياً وإكليروساً ومؤسسات تنهض تباعاً من هذه السقطات وتحولها إلى قيامات متواصلة بنشاطاتها وإنتاجها الأمر الذي يستحق الشكر والتقدير لكل العاملين فيها.
فتحية الشكر والتقدير أوجهها إلى كل واحد من أعضاء عائلة الأبرشية وفعالياتها على اختلافها مع المحبة والدعاء بحفظ الجميع وتوفيقهم وهنائهم.
وأخيرًا نقدم السبح والشكر والتمجيد للناهض من القبر رأس الكنيسة المقدسة وحاميها وحافظها بفاعلية روحه القدوس قائلين تكراراً المسيح قام وحقاً قام .
فصح 2014
الداعي لبنوتكم
مطران حماة وتوابعها
إيليا |