العدد ( 29 )
3/ 8/ 2014
الأحد (8) بعد العنصرة
اللحن: السابع
الإيوثينا: (8)
القنداق: للتجلي
كاطافاسيات: التجلي
الأعياد الأسبوعية
3/8 أسحاقيوس وذلماتس وففستس الأبرار، سالومة حاملة الطيب.
4/8 الشهداء الفتية السبعة الذين في أفسس.
5/8 تقدمة عيد التجلي، أفسغنيوس الشهيد، نونة أم القديس غريغوريوس اللاهوتي.
6/8 تجلي ربنا وإلهنا يسوع المسيح.
7/8 دوماتيوس الشهيد في الأبرار.
8/8 إميليانوس المعترف أسقف كيزيكوس.
9/8 الشهيد لفرنديوس رئيس الشمامسة
{ الإنجيل: متى 14 : 14 – 22 ( متى 8 ) }
في ذلك الزمان أَبصر يسوع جمعاً كثيراً فتحنَّن عليهم وأبرأَ مرضاهم* ولمَّا كان المساءُ دنا إليهِ تلاميذُهُ وقالوا: إِنَّ المكانَ قفرٌ، والساعةُ قد فاتَتْ فاصرِف الجموعَ ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً* فقال لهم يسوع: لا حاجةَ لهم إلى الذهابِ أَعطوهُم أنتم ليأكلوا* فقالوا له: ما عندنا ههنا إلا خمسةُ أرغفةٍ وسمكتان* فقال لهم هلمَّ بها إليَّ إلى ههنا* وأمر بجلوسِ الجموع على العشب. ثمَّ أخذ الخمسةَ الأرغفةِ والسمكتينِ ونظرَ إلى السماءِ وباركَ وكسرَ وأعطى الأرغفةَ لتلاميذِهِ والتلاميذُ للجموع* فأكلوا جميعُهم وشبعوا ورفعوا ما فَضُلَ من الكِسَرِ اثنتي عشرةَ قُفَّةً مملوءةً* وكان الآكِلونَ خمسةَ آلافِ رجلٍ سوى النساء والصبيان* وللوقتِ اضطرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةَ ويسبقوهُ إلى العَبْرِ حتى يصرِفَ الجموع.
{ الرسالة 1كورنثوس 1 : 10 - 17}
يا إخوةُ أَطلبُ إليكُمْ باسمِ ربِنا يسوعَ المسيح أن تقولوا جميعكُم قولاً واحدًا وأن لا يكونَ بينَكُم شقاقاتٌ بلْ تكونوا مُكْتَمِلينَ بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحدٍ* فقدْ أَخْبَرَني عنْكُم يا إخوتي أَهلُ خُلُوي أنَّ بينَكُم خصوماتٍ* أعني أنَّ كُلَّ واحدٍ منكُم يقولُ: أنا لبولسَ وأنا لأبُّلوسَ وأنا لصفا وأنا للمسيح* ألعلَّ المسيحَ قدْ تجزأَ. ألعلَّ بولسَ صُلبَ لأجلِكُم أو باسمِ بولسَ اعتمدْتمْ* أَشكرُ الله أنّي لمْ أُعمِّدْ منْكُم أحدًا سوى كرِسْبُسَ وغايوسَ* لئلا يقولَ أحدٌ إِنّي عمَّدتُ باسمي* وعمَّدتُ أيضًا بيتَ استفانوس. وما عدا ذلكَ فلا أَعلمُ هلْ عمَّدتُ أحدًا غيرَهُم* لأَنَّ المسيحَ لمْ يُرسلْني لأعمِّدَ بلْ لأبشِّرَ. لا بحكمةِ كلامٍ لئلا يُبطَلَ صليبُ المسيح.
العظـــــة
'اعملوا لا للطعام البائد'
قال الرب يسوع: 'اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان'.
على ضوء هذا الكلام الإلهي اجتمع هذا الجمع الغفير في البرية بعيدًا عن ضجيج العالم ومتاعبه، أي خارج حدود المألوف لحركة الإنسان اليومية، في مدار الحضرة الإلهية الجاذبة لكل إنسان توَّاق إلى الخلاص، في إنجيل اليوم عبّر الجمع البسيط عن استجابته لمحبة الرب الخالصة، التي تفوق محبته لأعماله اليومية، التي نسيها بغية الاستماع لكلمة الله والتمتع الروحي الرقراق المتدفق من فم المعلم الأوحد يسوع المسيح. لقد وُجد معلمون كثر زمن السيد المسيح وقبله لكن تعليمهم كان ثقيلاً على القلب وعلى التطبيق، لقد كان جافًا لأنه يعتمد على فهمهم الحرفي للناموس وعلى ضبابية تفكيرهم ورؤيتهم للناموس، وعلى الحذلقات العقلية التي تجذب الإنسان عقليًا فقط لا روحيًا، هذا إن جذبته، لهذا قال عنهم يسوع: 'إنهم يحزمون أحمالاً عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم' (متى4:23). أما الرب يسوع بصفته المعلم، المخلص، المحسن الكبير، فهو يبحث عن منافذ يطل بها على مداخل الإنسان كي يساعده.
إنجيل اليوم يقول لنا إن الله يعطي دائمًا خيراته الروحية والجسدية لكل العالم، بشكل مباشر وغير مباشر، بشكل طبيعي وحتى فوق الطبيعي. إن الله لا تحده مقاييس وقوانين وأنظمة، إذ هو الذي أبدعها وأوجدها، فالذي حصل في إنجيل اليوم حصل بقوة سيد الطبيعة والحياة، وهو قد لا يفسر في ضوء العلوم والفيزياء، لكنه يفسر في ضوء السيادة الإلهية على خليقته من أجل الإنسان خليقته، أي أن الله أراد أن يطعم من فضَّلَ أن يضع الكلمة الإلهية في قائمة أعماله ونشاطاته، أي لهذا الجمع الذي أظهر شوقًا وحمية تجاه من سيخلصه، كل هذا لأنه أبصرهم وتحنن عليهم، إذ هو أبو الرأفات والمحبة للبشر. أما نحن فقد نبصر فقط دون التحنن إذا سلكنا على الصعيد البشري دون الإلهي. نبصر ولا نبالي، نتصرف أحيانًا بقسوة قلب، نبدي شعورًا جافًا نحو الصديق في ضيقه، ونحو الجار والمسكين والغريب، نتمنى أن نُخدَم لا أن نَخدُم، وأحيانًا أخرى يقول الإنسان في نفسه، كل إنسان، أنا تعبت بالكد والسهر حتى وصلت إلى درجة من الإشباع والغنى، وزد على ذلك جفاء وخشونة.
يا أحباء، إن إنسانًا يفكر هكذا هو بحق يحتاج إلى شفقة، ألم يسمع توبيخ المسيح للغني الجاهل الذي لم يبصر إلا مخازنه وأمواله وحياته الدنيوية، والنتيجة كانت فشل مخططاته ومستقبله، لأنها لا ترتكز على المستند الإلهي الذي يريد أن نستخدم كل شيء لمجد الله ولخير الإنسان.
من هنا نستطيع أن نقول ضمن المفهوم المسيحي للإنسان وحياته، إن الذي يبصر نفسه جيدًا يترقب نهاية حياته المستقبلية يومًا ما، لا بد له أن يبصر أخاه على وجه هذه المعمورة ويتحنن عليه بكل الوسائل المادية والروحية والمعنوية، لأننا كلنا مدعوون أن نحيا شركة قائمة على الحب، علَّ الله يقبلنا في مصف أحبائه وشركائه في ملكوته.
أخبار الأبرشية
احتفال رمضاني
بدعوة كريمة من صاحب السيادة راعي الأبرشية أقيم في الصالة الأثرية للمطرانية (حماة) عشاء رمضاني حضره نخبة من الشخصيات الرسمية المدنية والعسكرية يتقدمهم السادة أمين الفرع والمحافظ ورجال الدين المسيحي والإسلامي. أثناء العشاء ارتجل سيادته كلمة ترحيبية جاء فيها:
'باسم الله أحييكم جميعًا وأرحب بكم وأهلاً وسهلا بكم في بيتكم. أنا وانتم يجب أن نشكر الله على هذا اللقاء الأخوي في هذه الأمسية الرمضانية المباركة مشددًا على كلمة أخوي لأن الأخوة الوطنية تعنيني كثيرًا، فنحن هنا في هذه القاعة كلنا أخوة بالرغم من التعددية والفروقات بيننا فنحن هنا تشكيلة من حماه وكل المناطق المجاورة وتجمعنا الأخوة الوطنية، مثلاً نحن كمسيحيين والأخوة رجال الدين الإسلامي نخاطب الله بطريقة مختلفة (هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيح) ولكن الأخوة الوطنية تجمعنا. الأخوة الوطنية يجب أن تتخطى الأرحام الجسدية البشرية إلى أرحام أوسع (ربّ أخ لك لم تلده أمك) كما جاء في الحديث الشريف، قياسًا على ذلك نحن هنا نعتبر أنفسنا أخوة في عائلة حماة امتدادًا إلى المحافظة وأوسع إلى القطر وأوسع إلى الأمة العربية بكاملها. فأنا أؤمن بهذه الأخوّة العربية لأنها حقيقة تاريخية ولو أنكرها المغرضون'.
واستشهد سيادته ببعض الأبيات الشعرية من قصيدة الشاعر حافظ ابراهيم ومطلعها:
لمصر أو لربوع الشام تنتسب
هنا العلا وهناك المجد والحسب
وتابع سيادته: 'هذه الأخوّة وإن أصابها شيء من التضعضع سبّبه المغرضون قد بدأت تنتعش بأخوة مليئة بالقوة والمقاومة هي الأخوة الغزاوية ونحن مع هذه الاخوّة وكلنا يجب أن نشرب كأس هذه الأخوّة'، فصفق الحاضرون طويلاً ورفعوا كؤوسهم شاربين هذا النخب. ثم استطرد سيادته قائلاً: 'ونحن في هذا الجو الأخوي وعلى أبواب عيد الفطر السعيد نتوجه بالتهنئة القلبية لكل المحتفلين بهذا العيد لإخواننا المسلمين في الأمة العربية والعالم أجمع سائلين الله تعالى أن يحفظ الجميع لأمثال هذه الذكرى زمنًا طويلاً ووطننا العزيز سوريا الحبيبة متغلبة على أزمتها الحالية وسائرة بفضل قيادتها الحكيمة إلى عتبة الأمان والتقدم والازدهار'.
وفي نهاية الحفل كانت كلمة للرسميين في الاحتفال وبعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي شاكرين لسيادته هذا اللقاء الأخوي داعين له بدوام العافية والعمر الطويل.
بيان صادر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
في الوقت الذي مازال فيه جرح سوريا نازفاً منذ أكثر من ثلاث سنين ووسط جروح العراق الذي اختبر مآسي الصراعات منذ ثمانينات القرن الماضي والقلاقل التي تجتاح كثيراً من الدول القريبة والبعيدة ووسط ركون العالم إلى جرح فلسطين الذي لم يندمل منذ ما يقارب السبعين عاماً، نشهد، في هذه الأيام خصوصاً، جرحاً مضاعفاً يتمثل بتهجير مسيحيي الموصل واستباحة غزة وسط صمتٍ دوليٍّ معيب.
وكأن دوامة العنف التي تجتاح العراق وسوريا والتي هجرت الكثير من المواطنين الآمنين لم تكف، فأتت الأحداث الأخيرة في العراق وفي الموصل بالتحديد لتكمل مسلسلاً من القتل والتكفير والإرهاب. ندين بشدة التعرّض لأيّ طيفٍ من أطياف هذا المشرق ونستنكر بشكل خاص التعرض للمسيحيين في الموصل وإجبارهم بقوة السلاح على تغيير معتقدهم تحت طائلة فرض الجزية أو هجر البيوت ومصادرة الممتلكات. إن هذه الحركات الأصولية، والتي تسعى أن تكون دويلات بمنطق القوة وترهيب الآخر وبدعم ماديّ ومعنويّ من الخارج، هي أخطر ما تكون على إنسان هذا المشرق وعلى العيش المشترك في رحابه.
نطالب المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة بالتحديد وكل القوى والمنظّمات العالمية النظر بعين الحق إلى ما يجري في العراق والموصل وكل منطقة الشرق الأوسط، ونهيب بهم التعامل بشجاعة مع هذه الأوضاع الراهنة بلغة الإنسانية الحقّة لا بلغة المصالح التي تستخدم مبادئ الحقوق الإنسانية وتطوعها خدمةً للمآرب والمصالح الضيّقة. كما نطالب الدول التي تؤمّن الدعم الخارجي لهذه الحركات، مباشرة أو بشكل غير مباشر، بالوقف الفوري لكل أشكال الدعم المادي واللوجستي والعسكري والمعنوي لهذه الحركات المتطرفة وقطعِ دابر الإرهاب الذي هو خطرٌ أولٌ على شعوب وسلام تلك الدول أولاً. كما ندعو للكفّ عن اللجوء إلى كل شكل من أشكال العنف كوسيلة تعامل بين المواطنين.
نحن في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، إذ نؤكد دوماً أن المسيحيين والمسلمين هما رئتان لجسد مشرقيٍّ واحد، يقوم على المواطنة والعيش الواحد، نرفض كل ما من شأنه أن يسيء أولاً لسمعة الإسلام السمح الذي اختبرنا وإياه طيب أخوّةٍ وسلام عيشٍ، وأن يعطِّل ثانيًا حق المواطنين بممارسة حضورهم الوطنيّ بعيدًا عن أيّ ضغط فئويّ، مذهبيّاً كان أم عرقيّاً.
ووسط تفرّج العالم على ما يجري في الموصل، هاهو مسلسل العنف يتكرر في قطاع غزة تحت مبررات عدة وسط صمتٍ دوليٍّ مريب. كلّ ذلك والعالم الخارجي يكتفي بالتفرج على حمام الدم الذي لم يوفر أطفالاً ولا شيوخاً ولا نساءً. وكأن هذا المشرق قد أمسى مختبراً لفعالية كل أنواع الأسلحة وأرضاً خصبة تمر عليها كل المؤامرات. وكأن إنسانه سلعةٌ تجارية خُلقت لتكون عجينةً في يد قوى الظلام، وهو المخلوق ليكون صورة البهاء الرباني ومحط مرضاة الخالق بحسن العلاقة مع الأخ في الوطن والإنسانية.
نحن في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ندرك وحدة المصير التي تربطنا مع إخواننا في فلسطين من مسيحيين ومسلمين، ونطالب المجتمع الدولي وقفَ آلة النار في غزة ورفع الحصار الآثم عن إخوتنا في فلسطين، الذين تبقى قضيتهم قضية البشرية بامتيازٍ ويبقى تشبّثُهم بأرضهم وتوقُهم للعودة إليها مبعث أملٍ لكل معذّبٍ في هذا المشرق ووصمةَ عار في جبين من تقف 'حقوق الإنسان' عندهم عند روابي فلسطين، في حين تُجيَّرُ هذه 'الحقوق' ويُتاجَر بها للتدخل في شؤون شعوب أخرى.
نصلي إلى الله أن يعطي العالم السلام وأن يقوي كل من هم في ضيق ويديم سلامه في المشرق لتنعم الإنسانية بالخير والطمأنينة.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما - See more at: http://www.mjoa.org/cms/index.php/others/2011-12-29-09-32-16/9853-2014-02-18-15-40-18#sthash.qityfTSQ.dpuf
2014-02-23
هذه الأيّام!
هذه الأيّام!
قال لي محدِّثي: أنا محبَط وحزين! أين الله؟! كأنّه تخلّى عنّا! وحشيّة مَن يكبحها! فوضى أخلاقيّة عارمة! ق....