العدد ( 49)
25/ 12/ 2014
عيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح
المسـيح وُلِدَ فمجِّدوه
الأعياد الأسبوعية
25/12 ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد.
26/12 عمانوئيل الإلهي، عيد جامع لوالدة الإله، الشهيد أفثيميوس، يوسف خطيب مريم.
27/12 استفانوس ورئيس الشمامسة، ثاوذورس الموسوم.
28/12 الشهداء العشرون ألفًا الذين أُحرقوا في نيقوميذية.
29/12 الأطفال ال/14/ ألفًا الذين قتلهم هيرودس، البار مركلّس.
30/12 الشهيدة في البارات أنيسية.
31/12 وداع عيد الميلاد، البارة ميلاني التي من رومية.
كَانَ فيه الصَّبِيُّ. * فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. * وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، فوجدوا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا ساجدين لَهُ. وفَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا من ذَهَب وَلُبَان وَمُرٍّ. * ثُمَّ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي الحلم أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، فانْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى بلادهم.
{ الرسالة غلاطية 4 : 4 - 7}
يا إخوةُ لمَّا حانَ ملءُ الزمان أرسلَ اللهُ ابنَهُ مولودًا من امرأةٍ مولودًا تحتَ الناموس* ليفتديَ الذين تحتَ الناموس لننالَ التبني* وبما أنَّكم أبناءٌ أرسلَ اللهُ روحَ ابنهِ إلى قلوبِكم صارخًا يا أبّا الآبُ* فلستَ بعدُ عبدًا بل أنتَ ابنٌ وإذا كنتَ ابنًا فأنتَ وارثٌ للهِ بيسوعَ المسيح.
قنداق الميلاد
اليومَ البتول تَلدُ الفائق الجوهر، والأرضُ تُقربُ المغارة، لمن هو غير مقترَب إليه، الملائكة مع الرعاة يُمجِّدون، والمجوسُ مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد وُلد من أجلنا صبيٌّ جديدٌ، الإله الذي قبل الدهور.
رسالة رعائية
'المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام
وفي الناس المسرة'
بهذا النشيد الميلادي نعايد أبناءنا الأعزاء في عائلة أبرشيتنا المحروسة بالله إكليروسًا ومؤسسات ومؤمنين سائلاً الإله المتجسد أن يعيد عليهم هذه الذكريات الخلاصية المباركة، ذكريات تجسده الإلهي. وهم بملء العافية والطمأنينة والتوفيق. أغتنم الفرصة لأشكرهم على جهودهم الخيرة السابقة واللاحقة في خدمة عائلة الأبرشية ودفعها في مدارج التقدم والازدهار.
نحتفل هذه الأيام بذكريات أحداث التجسد الإلهي: الميلاد المجيد والختان (مطلع العام الجديد) والظهور الإلهي (الغطاس). الذكريات تتكرر في كل عام والأحداث صارت لمرة واحدة في التاريخ ولكننا نحييها بذكريات وأعياد في كل عام.
هذه الأيام تردد جدران الكنائس الأناشيد الميلادية وفي طليعتها: 'ميلادك أيها المسيح إلهنا قد أطلع نور المعرفة في العالم لأن الساجدين للكواكب به تعلموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل وأن يعرفوا أنك من مشارق العلو أتيت، يا رب المجد لك'.وقطع أخرى مثيلها.
يسوع الإله الإنسان، الحلم الجميل، العاصفة الصهارة الفكرة الأزلية يولد في مغارة وضيعة ويوضع في مذود حقير. من ذلك المذود حيث تتمخض جميع الأحلام البشرية أطل النور، والنور شهاب من قبس الحق، فبدد تلك الظلمة التي اكتنفت العالم منذ زمن طويل. العالم يحلم وفي قلبه شيء من مرارة الانتظار، والحلم يتحقق، لكن العالم أراد أن لا يصدق بأن أمانيه قد جاءت بالثمر المنشود لأن طبيعة الإنسان ترتكز على أساس الشك وتنفي الحقيقة التي كانت تطلبها لتفتش عن حقيقة أخرى وإن كانت تملك الحقيقة.
أحلام تعقبها أحلام وأفكار تصافحها أفكار والعالم بين حلم يروح وآخر يجيء، ينام على وسادة الاضطراب الفكري تغمره سحب من الأسرار الغامضة فلا هو يدرك الأسرار ولا الأسرار تفتح له أبوابها ليلجها. بين أمواج القلق وبين صفير الرياح السرية ولد الطفل الجديد.
طفل وليس كالأطفال، له صفات الطفل، وصفات الطفل بسمة جميلة ترمز عن سلامة في النية وطهارة في القلب، ومع ذلك ليس بالطفل العادي لأنه يضم في جوانبه كل ما في البشرية من عواطف سامية وأفكار عالية ولا غروَ فهو منذ الأزل ومنه اقتبست البشرية أفكارها وبواسطته تعلم الناس الحكمة وعثروا على الحقيقة.
وكأني بهذا الطفل الإلهي الذي تحيط به المغارة التي ولد فيها، والدةٌ عذراء وشيخٌ سكب العمر على رأسه رحيقه الأبيض. كأني بهذا الطفل الإلهي يتكلم سرًا مع أبيه السماوي قائلاً: 'لقد وصلت إلى بداية الطريق الذي أعده لي الأنبياء. إني أرى يا أبتاه صليبًا من خشب أعدته البشرية الغاشمة لتصلب عليه معلمها وفاديها. إني أرى يا أبتاه إكليلًا من شوك تحبكه الإنسانية المتغطرسة لتضعه على رأسي وحربة أعدها الجهل ليطعن بها جنبي. إن أنظاري تشق حجب الظلام الدامس وتروح تفتش بين معارج الحياة وطرقها الضيقة على ذلك الداء الدفين داء الخطيئة لأستأصله'.
الطفل يتغنى مع أبيه السماوي والطبيعة تفتح آذانها لتسمع أغاني الطفل. أجواق من الملائكة تحوم بشكل سري فوق مهد الطفل مرتلة أناشيد الألوهة الجميلة. عرس جميل تقيمه الملائكة في السماء وعرس أجمل تقيمه الرعاة على الأرض والعالم كله يصفق طربًا ويهتف:'المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة'.
هنا يطرح السؤال؟ أين يطبق هذا النشيد الميلادي؟ والجواب بنظرة واقعية إلى كونيّ السماء والأرض نرى أن المقطع الأول منه يطبق دائمًا وأبدًا في كون السماء. أما الشطر الثاني 'وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة' فأمر تطبيقه على الأرض قابل للأخذ والرد وموضع جدل ونقاش واسعين، وعلى الأرجح قد يطبق في أماكن ضيقة ومحدودة ونائية، وغير مطبق في القسم الأكبر من الكوكب الأرضي المأهول حيث لا سلام ولا وئام ولا فرح ولا مسرة بل نزاع وتقاتل وقلاقل وحروب في شتى أنحاء الأرض وباختصار أقول السبب هو إساءة استعمال الإنسان لحريته والرضوخ لأنانيته المتغطرسة التي لا تعرف الحق إلا بعد أن يموت على عتبة فجورها وظلمها. وباختصار أكثر أقول بأن التخلص من هذا الواقع المؤلم هو الارتماء في أحضان الإله المتجسد إيمانًا وحياة فهو ملجؤنا في الملمات ومصدر راحتنا أمام المصاعب، وهو القائل: 'تعالوا إلي يا ثقيلي الأحمال وأنا أريحكم' نعم وهو القائل: 'أنا الطريق والحق والحياة' وبالفعل هو مصدر حياتنا ووجودنا وحركتنا كما قال الرسول: 'به نحيا ونتحرك ونوجد' والحياة بدونه لا قيمة لها ولا معنى.
فإياه نسأل أن يكون معنا جميعًا وأن يجعل أيامنا كلها أعيادًا بأعياد مليئة بالخير والفرح والسلام فهو إله السلام ومصدر السلام مع الله والبشر وجمعهما في أقنومه الطاهر وله دائمًا العزة والإكرام والسجود إلى أبد الدهر. آمين.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما - See more at: http://www.mjoa.org/cms/index.php/others/2011-12-29-09-32-16/9853-2014-02-18-15-40-18#sthash.qityfTSQ.dpuf
2014-02-23
هذه الأيّام!
هذه الأيّام!
قال لي محدِّثي: أنا محبَط وحزين! أين الله؟! كأنّه تخلّى عنّا! وحشيّة مَن يكبحها! فوضى أخلاقيّة عارمة! ق....