صورة المختار في القصة القصيرة بين كاتب وكاتبة
لا أقصد في هذه المقالة أحداً على الرغم من الصدى الكبير الذي أحاط بالسكان في مسألة انتقاء المختار الآخر,لكنني تذكرت صورة المختار في القصة على طاولة الشراب والكباب في أحد المقاصف في روابي المكنس . ووجدت المقالة مناسبة ورأيت أن الكاتب محي الدين مينو قد أظهر صورة المختار في قصة 'حمارة المختار البيضاء' التي حملت الرمز الاجتماعي، من أجلها عندما ضاعت أغلقت البلدية والمدرسة والدكاكين أبوابها' هذه الحمارة كأنها ابنة المختار، راح الكاتب يرصد حديث المنافقين: رئيس البلدية يقول :شرف المختار من شرف البلدية، والحلاّق يقول: 'لن يرتفع لنا رأس بعد اليوم' والشيخ عثمان يطيّب خاطر المختار بقوله: 'لا يجوز أن تتهمها هكذا بالزنى، فربما حملت هذا البطن من حمارك الأشهب' .
- بينما الكاتبة حسنة محمود وتصف في قصة ( ماذا يحدث بعد مغيب الشمس) أهم شخوص القرية ومنهم المختار , وتصف حال القرية , وأفعال بعض البشر فيها, تبدأ بوصف أم صالح الفلاحة النشيطة ومدبرة المنزل وعملها خلال يوم كامل , وتصف (حنان) التي تنتظر حبيبها وائل تحت شجرة البلوط وما جرى في ذلك اللقاء عبر مفاجأة عبود الفضولي, وتصف جارهم (أبو الذهب )المجدوع الناقم على النساء وقد اعتبرهن مسؤولات عن بقائه عازباً حتى تجاوز الخمسين , وتصف تصرفاته مع الأرامل والضعيفات.
- وتصف الجار أبا أحمد بقولها ص31:( وصل لتوه من حراثة أرضه الوعرة ، وعرقه لم يجف بعد فد أنهكه السير وراء ثوريه القويين,ذهاباً وإياباً , منادياً عليهما أن يلتزما السير بشكل متواز حتى يتمكن من شق الأرض عميقاً حيث تغوص السكة بين ثنايا التربة فتقلبها وتخرج ما في جوفها من كنوز وتصبح جاهزة لبداية موسم جديد) وتصف الكاتبة حال أم أحمد المطيعة المرضية وما جرى من حديث بينها وبين زوجها حول قوة الثورين وما أنجزه من حراثة.
- ويأتي دور المختار وهو ذو الجاه و السلطان والعينين الزائغتين على جارته الأرملة ,ويتظاهر باهتمامه بمصالح الناس, وتصف الكاتبة ما يجري في مجلسه من أمور،وقد رسمت صورة المختار تحمل الحيل والفساد والغرام المزيف والطمع ,وتنتقل إلى وصف الجاسوس المتعدد المواهب تقول عنه ص36:( صحيح أنه بعين واحدة , ويعرج قليلا لكن خدماته جلى للجميع ,فهو يوزّع عواطفه وخدماته وأذنيه بين المختار ورئيس المخفر ومدير المدرسة ووجهاء القرية ...الجميع يمقت حضوره ولكنهم مضطرون لمجاملته) .
- وأخيراً تصف الكاتبة الغندورة صاحبة القوام الممشوق والعينين الساحرتين , تقول عنهاص39(ومنذ دخولها إلى القرية تغير حال الرجال فكل منهم يفتعل معركة هامشية مع زوجته حتى يغادر البيت مسرعاً إلى بيت الغندورة التي يتسع قلبها للجميع قبل بيتها...أصبحت مخزن أسرار الجميع).
1- مجموعة (أوراق عبد الجبار الخاسرة') للقاص 'محي الدين مينو'
2- مجموعة ( القبلة الأخيرة)- حسنة محمود
|