عندما تتجه نحو الجنوب حيث هضاب المكنس الجميلة وما فيها من مرافق سياحية ويستقبلك الهواء العليل والنسيمات الرقيقة, وترى بعض الفلاحين يعملون في أرضهم بجد ونشاط,وتبتعد قليلاً نحو الجنوب لتصبح مقابل قرية سيسكون وقرية أيو حيث الأراضي التي تدعى (أراضي أبو قرام) حيث الأراضي الخصبة والواسعة وترى مزرعة الجمال وكأنها نواة لقرية جديدة.
وعندما تتجه غرباً حيث هضاب الرام والمحطة وكلها إطلالات جميلة تأخذ القلوب ,وترى تل أفيون رابضاً منذ ألاف السنين.
أما التوجه شمالاً له توجه صناعي وحرفي حيث المحلات الصناعية ومعامل الاسمنت والمطحنة والمقالع وبعدها ترى وادي مدينة حماه حيث النواعير وغيرها, أما التوجه شرقاً حيث الأراضي الخصبة ورابية جميلة تحولت إلى بلدة صناعية ولم تفعَّل بعد, وحيث الغبار المنطلق من المعامل والمطحنة والمقالع.
هنا أقول : إن الطبيعة جميلة وما وهبنا الله كبير, لكن هل حافظنا عليه؟! كيف حال المحبة محبة الله والقريب؟ كيف حال التعجرف والتواضع والتبذير؟ هل حافظنا على ما هو لنا ؟
عندما يرتبط البناء الداخلي للإنسان بإطار البناء الخارجي, يتم بناء كنيسة في داخله راسخة بالإيمان في روحه ونفسه,و تشهد القيامة الروحية في ذاته عبر الدروب الثقافية المبنية على زرع القيم الإيجابية وزرع الرقي الفني والأدبي في ذائقته ,وتسخير الثقافة لتكون العامل الأساسي في تغيير السلوك والقيم عند الفرد, وخاصة الثقافة التي تربط الحياة الاجتماعية بالجانب الروحي , وتؤكد قيم الخير والجمال.
- وعندما نرى الصروح الروحية من حيث التشييد تترافق والبناء الداخلي هذا يعني أننا استطعنا أن نوفّر الانسجام الحقيقي بين القول والفعل, ووضعنا الذات البشرية في الإطار الصحيح وتوازنَ عندها سيرُ القيم المادية والمعنوية في الحياة, وهذا أمر فيه ضرورة, ولا يمكن للحياة أن تسير بشكل متوازٍ إذا لم يتحقق هذا التوازن.
- إنّ إطار المكان للروح وللجسد يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الغاية النبيلة , ويتم انعكاس الصفاء الروحاني في حواس المرء, والمكان بحد ذاته هو يملك الهدف القريب والبعيد في المجال التربوي والمعرفي ,ويؤكد على القيم الروحية وعلى ممارستها قولاً وفعلاً.
|