أخبار كفربو      تويتر      أخبار كفربو      أو تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي      أخبار كفربو      فيس بوك      أخبار كفربو      انستجرام     
 

حالة الطقس في كفربو

الاستفتاء

 
   
عدد زوار الموقع

صدى البلدة

kfarbou

سلوم درغام سلوم

2010-12-05

الصرخة الإنسانية في مجموعة ((درس استثنائي )) للقاصة الدكتورة رنا أبو طوق




-هذه المجموعة من منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2003 ،تضم أربع عشرة قصة قصيرة ،تدور أحداث القصص وسط الحراك الاجتماعي و تطلق صرخة إنسانية ،و نستطيع أن نسمع بوضوح هذه الصرخة من خلال البعد الإنساني للقصص ،فالقاصة رنا أبو طوق لم تستخدم الخطابة و لا المواعظ ،و لم تشر إلى أسباب هذا الفساد الاجتماعي و الاقتصادي و التربوي و لم تضع اللوم على أحد ،و لم تحدد المكان الذي جرى فيه ذلك التقصير بل قدمت نموذجا يمكن أن يكون من سكان الوطن العربي و يمكن أن يكون من سكان دولة ما في العالم .
- ففي قصة(( مد و جزر )) فالأم مضطرة لوضع محام للدفاع عن قضيتها ،و الخصوم هم أولادها الذين يريدون أن يبيعوا البيت الذي تسكنه و يلخص الأسباب المحامي في قوله لها ص22:((سيدتي كل شي وارد في زمن لا تمتلئ فيه البطون ،و لا تشبع فيه النفوس .... لا تخافي لن أدعهم يفترسوك ....)) أنهم يريدون بيع البيت و الأرض و يدفعون بالأم للإقامة في أحدى دور العجزة هذه صرخة إنسانية في وجه هذا النموذج من الأولاد ، و الأم تستنجد بالقانون (( المحامي )) ، و يأتي التهديد موجها إلى المحامي إذا استلم قضية الأم – من قبل الأولاد . لقد هدد الأولاد بالقتل ، ويبقى المحامي ثابت في نظرته الإنسانية ، يرفض التهديد ، ولم يستمع إلى مطالبة زوجته و أمه و أخوته بالتخلي عن القضية لأنه يشكل تلك الصرخة الإنسانية وهذا هو المد الإنساني وللأسف كان في الحلم ، وعند اليقظة رفض القضية وهذا هو الجزر و قال (( أنا لست ندا لأولادها لا أستطيع مجابهتهم .. لا احد يستطيع الوقوف في وجههم .. أصرفها – قل لها إني مريض مسافر غير موجود قل لها أي شيء )) ص31 . هذا آخر حديث للمحامي مع مساعده في المكتب عبر الهاتف وتابع المحامي نومه و كالعادة في لحظات الجزر شد اللحاف إليه و غطى رأسه.
_ وتتوزع الصرخة الإنسانية في قصة(( بداية يوم رائع )) في عدة محاور وجهات الأولى: تتجلى في الظن السيئ في سائق ا لتكسي الذي أوصل الدكتورة إلى مستشفى في خارج المدينة ، وهي صرخة تربوية ، لماذا ابتعد الأمان والثقة في مجتمعنا ؟ حتى بقية الدكتورة طوال الطريق في قلق ,والثانية: في وضع السائق الذي لا يملك السيارة بل هو يعمل بأجر عند صاحبها وعندما عرف أنها دكتورة سألها عن وضع ابنه المريض ولا يستطيع أن يأخذه إلى المشفى وهي صرخة اجتماعية فالسائق يعمل ويقوم بالواجب لماذا لم يبق من أجره ثمن علاج طفله؟ وتظن الدكتورة مرة ثانية أنه صاحب السيارة عندما قال لها ص37: (( في الحقيقة لا يوجد معي نقود ترد عليه لا تملك نقودا وعملك يدر ذهبا )) والثالثة: عندما يريد السائق اختصار الطريق لكنها مستعجلة ظنت به السوء ، حيث يوجد طريق مختصر لا تعلم به الدكتورة ، وهذا ما يحصل كثيرا في مجتمعنا أصبحنا نظن سوءا بمن يريد أن يقدم الخير ونسأل لماذا فعل ذلك هناك إن ... هذه الصرخات الثلاث تجسدت في هذه القصة
أما في قصة (( درس استثنائي )) عبارة عن حوارية بين المدرس وتلاميذه حول (( الضمير )) الإنساني ، والمعلم هنا يطلق صرخة في وجه الإنسانية لتفعيل هذا الصوت الرادع لكل عمل مشين عند الإنسان ، هذا الصوت الذي لا يعرف إلا الخير و الجمال في البشرية ينبغي أن يبقى صاحيا يقظا وبعد عدة تشابيه للضمير من الطلاب, منها الساخر,فهنا وصل المعلم إلى أنّ الضمير ينبغي أن يبقى ساهرا كالكلب . إذن الضمير كلب أمين في الإنسانية (( إنه يحرس ذاتنا يقوم أخطائنا ، يهجم علينا ، يعضنا بقوة في بعض الأحيان إذا حاولنا اختلاس ميزاتنا الحسنة ورميها بعيدا عن روحنا ..)) ص44
_ وتأتي قصة (( الحذاء )) لترصد المعاملة الإنسانية وما بها من تقصير, فالتقصير الأول: يعود إلى المعاملة الفجة عند بعض الأطباء ، فالمريض العجوز الذي قدّم له جاره دواء لمرض يشابه حالته ، و لكن الدواء لم ينفع و أعطى عكس المقصود . و قصد المريض توفير ثمن الدواء لشراء حذاء لابنه ، و راح الدكتور يخاطب المريض و ينعته بالجهل و يلقي اللوم عليه و كأن المريض يعيش في مجتمع يوفر كل شيء لأبنائه ، ولا يدي ذلك الدكتور المتعجرف أن هناك أناسا لا يتوفر معهم ثمن الدواء الذي يكتبه في وصفته و نسي الطبيب نفسه أنه يدخن أثناء الحديث مع المريض و فحصه . –و التقصير الثاني: هو حال هذا المريض الفقير الذي وقع بين اختيارين الدواء أو الحذاء ، من أوصل هذا الرجل العجوز إلى هذا الاختيار الصعب ؟ ولولا حاجة ابنه إلى الحذاء هل فضل شراء الحذاء على شراء الدواء له ؟ في هذه القصة صرختان : الأولى في وجه الطبيب المتعجرف المدخن و الثانية وجه المسؤول عن فقر هذا الرجل العجوز.
وتمر قصة ((خالد العربي )) لتعقد مقارنة بين طلاب الأمس وطلاب اليوم يروي وضع طلاب الأمس الأستاذ ، هم استطاعوا تأمين غرفة و لو كانت (( الإسطبل )) عندما أراد صاحب الغرفة غرفته لكي يزوج ابنه فيها, و كانت (( جمرة الحماسة تتأجج في وجوههم و كانت عندهم لذة الاستماع التي كانت تبرق في عيون الطلاب )) ص61 وكان الطلاب يقرأ ون عنترة و طرفة و غيرهما ، و يقرأ بعضهم قصيدة أبدعتها مخيلته المذهلة ، أما طلاب اليوم تصفهم القاصة ((أطفأت لفائف التبغ داخل زوايا أدراج المقاعد ..خبأت المجلات في الحقائب ..و طوت الدفاتروفي داخلها صور خلاعية عديدة ،التصقت الأجسام بالمقاعد ))ص57 ويسأل المعلم عندما لم يجد طبشورا ((هل نتوقف عن اعطاء الدروس بسبب فقدان الطبشور وتتوقف المدرسة..همس ذلك المشاكس القابع في زاوية الصف : ليتها تتوقف و هو يختلس النظر بشهوانية إلى تلك الصور المخبأة بين طيات دفتر ))ص63 . في هذه القصة صرخة تربوية إنسانية و يأتي التساؤل : لماذا تغير وضع الطلاب بين الأمس و اليوم ؟ لماذا هذا التقاعس و الإهمال و التراخي أمام الجدية في العلم ؟ لماذا هذه التصرفات و هذه الصور ؟ أنها صرخة في وجه القائمين على التربية.
- وفي قصة ((قصة مكررة )) تنتقل بنا القاصة إلى جو المؤسسات والموظفين و رصد الجوانب السلبية فيها ، انطلاقا من ظاهرة استراق المستخدم السمع و نقل ما يسمعه في مكتب المدير ، إلى جعل الموظفين مكاتبهم طاولات للطعام ، وصولا إلى الغيرة عند ترقي أحد زملائهم أو منحه مكافأة .
- أن عبد الفتاح الذي خصص له سيارة بحسب متطلبات العمل ،و علم رفاقه ، فانهالت التقارير الكاذبة ، و أوصلته هذه التقارير إلى اللجنة المختصة للتحقيق معه . وأنتم تعلمون كيف يكون حال البريء في هذه الحالة .. يبكي دما ، يشعر باليأس ، يعيش التعب الحقيقي و بالتالي ذهبت السيارة لغيره ، و تبدلت و حل مكانها دراجة ، و التحقيق مازال جاريا ، و عندها وصلت عشرات التقارير التي تمدح أخلاق عبد الفتاح و الصرخة الإنسانية تقول : لماذا كل هذا ؟
- إهمال لواجبات الوظيفة – دجل و كذب في التقارير حسد وغيرة سلبية عندما ينال أحد حقه .
- وهذه المرة في قصة ((المذنبون ) ) توجه الصرخة إلى جهاز الطبيب ((الايكو )) الذي يعرف جنس المولود . القصة تتحدث عن امرأة عندها خمس بنات و يخبرها الدكتور أنها تحمل أنثى ، و هذا الأمر يجعلها أمام زوجها و أهلها بحالة غير مرضية ، أرادت الخلص منها عبر أدوية من عند العطار ولم تستطع التخلص من الجنين ، و المفاجأة أن المولود ذكر ولكن الأدوية قد شوهت معالم حياته لذلك راحت تصيح : ((الذنب ليس ذنبي بل ذنب هذا الجهاز ، لولاه لما حدث أي شيء )) و السؤال هنا : هل خدم هذا الجهاز الإنسانية في مثل هذه الحالة ؟
ينبغي أن يكون هناك تقدير للشعور و خاصة في مجتمعنا الشرقي .
- و في قصة ((الاجتماعي ) ) ترصد لنا الكاتبة ظاهرة خطيرة في المجتمع هي أن المبادئ التي تعلمها الإنسان تغيرت عند دخولها معترك الحياة تقول ((لقد نبذني المجتمع ..سخر مني .. وصف طيبتي و تسامحي بالبلاهة اتهمني بالجنون لأيماني بمبادئي و قيمي )) ص 86
- وفي قصة الاجتماعي ترصد القاصة مفارقة بين قيم نتعلمها و ننشأ عليها و علينا أن نغير تلك القيم عندما ندخل معترك الحياة .. و هنا أزمة البطل
- و خلال تراجع القيم و المبادئ بدأ يحاصره الصوت الداخلي في تلك المبادئ و بالتالي أوصله إلى الانتحار . و الصرخة الإنسانية في هذه القصة تقول : من المسؤول عن وصول تلك القيم المزيفة إلى الصدارة و تراجع القيم الحقيقية ؟ و نعلم جميعا ما أصعب أن يتعلم الإنسان شيئا ويفعل ضده ويعرف أن المبدأ الحقيقي أفضل من مجاراة الواقع .
- وفي قصة ((الطوقان )) وقصة ((حلم متكسر )) ترصد القاصة ظاهرة الطبقات الاجتماعية المتباينة بين غني وفقير ،في الأولى يصل الإنسان إلى الجنون والموت وفي الثانية يصل الإنسان إلى حالة مزرية عندما هجم النادل على ذلك الموظف الذي أراد أن يأكل في مطعم الأغنياء ، و المفاجأة أن راتبه كله لم يسدد الفاتورة للمطعم ، و تكوم جسد الموظف الممزق الثياب و المشبع بالكدمات أمام باب المطعم ، و مازالت المرأة الغنية تطعم كلبها الصغير ولعل في ذلك صرخة إنسانية إلى مجتمع انقسم إلى طبقتين ، الأولى تحظى بكل شيء و تفتقر ك بالقيم السلبية ، و الثانية طبقة معدومة تعيش من قلة الموت و أصبحت القيم الايجابية التي تحملها ثقلا مزعجا في حياتها لأن الطبقة الأولى تريد ذلك و في القصة الأخيرة ((سحر و امرأتان)) هناك صرخة بوجه الخرافات و السحر الذي يعتقد به بعض الناس .
- و هكذا وجدنا أن مجموعة ((درس استثنائي ))وضعت علامة مميزة في ميدان القصة القصيرة و كما قال الصحفي الصديق محمد أحمد خبازي عن الكاتبة في قراءة لمجموعتها ((متمرسة في القص ، تمتلك أدواتها التعبيرية امتلاكا يشدنا إلى عوالم قصصها القصيرة و مناحاتها ، و لا تتركنا حياديين أمام شخصياتها التي تلتقطها من قراءة الواقع و ترصد حراكها المجتمعي و تصورها لنا على الورق بعذابها الإنساني و شقائها اليومي و معاناتها من أسباب عديدة ..))
و من هنا جسدت الصرخة الإنسانية لتمتد ناقدة الواقع التربوي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي لمجتمع الشخوص ،لأن كل شخصية لها امتداد اجتماعي يتجسد هذا الامتداد من خلال الشخصية ،والمجموعة تضم 135 صفحة من القطع الوسط.





(0)

التعليقات

kfarbou

أضف تعليق

kfarbou

الاسم

 

 

البريد الالكتروني

 

 

 

 

BoldItalicizedUnderline Align LeftCenteredAlign Right Horizontal Rule Insert HyperlinkInsert EmailInsert Hyperlink 

   
Smile [:)] Big Smile [:D] Cool [8D] Blush [:I]
Tongue [:P] Evil [}:] Wink [;)] Clown [:o)]
Black Eye [B)] Eight Ball [:8] Frown [:(] Shy [8)]
Shocked [:0] Angry [:(!] Dead [xx(] Sleepy [|)]
Kisses [:X] Approve [:^] Disapprove [:V] Question [:?]

 

  

 

 

 

فعاليات كفربو

  الصفحة الرئيسية

  منتديات كفربو

  أخبار كفربو

  صدى البلدة

  تاريخ البلدة

  همسات

  صدى الراحلين

  كنسيات

  الوفيات

  مقالات و أراء

  لقاءات و شخصيات

  صور و ذكريات

  دعاية و اعلان

  خطوبة و زواج

  مولود و معمودية

  برقيات تهنئة و تعازي

  نادي أصدقاء البيئة

  نادي المغتربين

  ثقافة و فنون

  رياضة

  مكتبة الفيديو

  أرشيف

  خدماتنا

  اتصل بنا

   
 
|| || ||
 
  2012 - 2006 جميع الحقوق محفوظة لموقع بلدة كفربهم
Powered by ADA4WEB