- مع مطلع عام جديد راودتني عدة أفكار حول أحلام أهل بلدي وعلى الأغلب هي حالة عامة في وطني, القضية ليست قضية (مرور عام) القضية في السؤال الآتي: ما هي الخطوات القادمة؟ لأن دخول عام جديد يعني دون ساحة مجهولة قد يكون رائعاً أو قد لا يكون, وأرى أهل بلدتي يتبادلون التمنيات بين بعضهم بعضاً بالحظ السعيد والأيام الرغيدة, وهنا تجد عند أغلبهم أن الأحلام والأماني لم تتحقق وهناك أمل بتحقيقها ,ومعظمنا يبحث عن موقع أفضل من موقعه في السنة الماضية مع العلم أن حاله في السنة الماضية لم يكن مزعجاً.
- ويبقى العام الجديد هو الكتاب الذي لم يُقرأ,وهو الصفحة البيضاء وأرجو أن يخط الناس في هذه الصفحة الأحلام الراقية ,ولكن ما هي الأحلام التي يفكرون في تحقيقها,مع أن الواقع يتحكم والبيئة ,وقدرة الشخص ومواهبه لها دور , ولا نستطيع أن نطلب من إنسان متواضع القدرة على تحقيق المستحيل والتميُّز,ولذلك هنا تكمن معرفة الذات والانطلاق بها نحو الحلم ,وبعضهم يربط حياته في عملية الحظ ولا يتحرك ولا يعمل ,وهنا كيف يتم تحقيق الأحلام بدون عمل, وحتى في اليانصيب إذا لم تبادر وتذهب وتشتري ورقة يانصيب ,كيف تطلب وتحلم بالجائزة الكبرى وأنت لم تشترِ بطاقة يانصيب.
- قد يكون للحظ دوره في النجاح أو الفشل ,وقد تكون للمصادفات أثرها ,ولكن يبقى للعمل الدور الأعمق والأفضل في كل المجالات, هذا الفعل المبني على الرؤية الصحيحة والتخطيط الصحيح, وقد يفشل الإنسان في بعض الحالات ,وهذا أفضل من ترك الأمور للقدر,والكسل والتراخي وانتظار العواقب, من دون فعل أي شيء وهو في حالة الانفعال لا الفعل, ومن هنا على المرء أن يسأل نفسه عن أعماله وحركته في العام الماضي ويكتفي بالمثلين الشعبيين (المكتوب على الجبين تراه العين أو اركضْ ركضَ الوحوش غير نصيبك لا تحوش)
- هذه الأمثال والاعتماد على الحظ يعطي العذر لصاحبه لكي يتكاسل ,والمسؤولية تتجسد في الحضور في الزمان والمكان.وأمام معادلة العمل والحظ يقف الإنسان في نهاية العام لكي يسأل نفسه : ماذا حققت؟ ماذا ينبغي أن أحقق؟ وأين تواجد التقصير؟ وأمام هذه المواجهة مع النفس بصراحة وصدق يأتي الصدى صريحاً وصادقاً,وهنا يكون السير في عام جديد.
- وهناك أفعال ينبغي النظر فيها من أصحابها,وأقدم بعض النماذج دون أن أقصد أحداً منها:
- عندنا نهضة عمرانية ولا يوجد حرفي في عدة مجالات (نجارة الباطون- التلييس- التبليط ..... وغيرها) ماذا يصنع شبابنا يا ترى لا أريد فتح الدفتر............
- فتاة تنهج في أزيائها النهج الباريسي وهي في مجتمع محافظ له تقاليده (الحجاب وغيره) كم أحلامها طائشة. وفتاة تحلم بعريس غني حتى لو لم يمتلك الأخلاق,كم أحلامها تظلم كرامتها.
- رجل ميسور يفكر في بناء مقصف في مكان لا يوجد به صرح أثري ولا سيَّاح,كم أحلامه متواضعه ووهمية ومحطمة للجيل في البيئة.إلا إذا كانت الغاية غير شريفة............
- شباب متعلمون أحلامهم في دائرة بلدتهم , وهنا أبعدتهم أحلامهم عن دائرة المسؤولية في التشريع والتنفيذ في العاصمة مثلا.
- ميسور مادياً أحلامه بسيطة(شراء سيارة) أبعدت البلدة عن المشاريع والمنشآت الصناعية الصغيرة.
- تاجر صنع من محله مصيدة وفشل بالنتيجة ولم يستطع تربية زبوناً واحداً.
- من أحلام بعض المربين التجارة في العلم وأحلامه أبعدته عن الرسالة الإنسانية.
- أطباء أحلامهم صيد المريض وتوريطه ووصف الدواء الخلبي وأحلامهم أوصلت نظرة المجتمع إليهم ملخصة بقولهم (جزارون)
- وعندما يتحقق حلم الأشرار ويتراجع تنفيذ حلم الأخيار تصبح الحياة عقيمة.
- ولكن هناك أحلام نبيلة عند بعضهم في كل مجالات الحياة ,وهي أحلام إنسانية في الإيقاع الاجتماع والفني والثقافي والخدمي وغيره, لهؤلاء أرفع بطاقة حب وأقول لهم كل عام وأنتم بخير , لكم حبي وكل عام وأنتم بخير وأتمنى أن تحققوا أحلامكم النبيلة هذا العام الجديد.
|