أريد للشباب
الشباب درع الوطن , وحصنه الحصين , وعلى سواعدهم يقوم البناء , وهم نبض المجتمع المتحضر ومحور تقدمه ونمائه وينظر في كثير من دول العالم الى فاعلية الشباب على أنها مؤشر على قدرة الدولة على التخطيط للمستقبل .
من هنا أنطلق لأخاطب الشباب العربي عامة وشباب بلدتي كفربهم خاصة الذين هم عدتنا لانطلاق نحو ما فيه خير هذا الوطن وشاهد على فاعلية الشباب وحضارتهم وعمق انتمائهم لمجتمعهم الذين يعيشون فيه .
اني أريد أن يكون شباب هذه البلدة حرا في غير فوضى , شجاعا , في غير تهور . قادرا على ضبط نفسه والسيطرة عليها وتنظيمها , مهذبا مؤدبا في غير ضعف , متواضعا في غير خضوع . مرحا في غير تفاهة , أريد منهم أن يؤدوا واجباتهم دون أن ينسوا حقوقهم , أريد منهم أن ينموا معارفهم وان يثقفوا أنفسهم وان يعيشوا عيشة عالمية وان يجعلوا من انسانيتهم طريقا للحوار الهادف مع الاّخرين
أريد منهم أن يشعروا بالمسؤولية الكبيرة وأن يكونوا عند حسن الظن بهم وأن يشاركوا في قضايا مجتمعهم الكبرى .
ان أكثر ما يؤلمني أنني أرى بعض التلاميذ العابثين يعكفون على مناضدهم الدراسية في قاعة الصف يحفرون أسماءهم فوق المنضدة , وكان من السهل على مدير المدرسة أن يتعرف الفاعلين من أسمائهم فينزل بهم أشد العقوبات فهذه المناضد ليست ملكا لهم بل للأجيال اللاحقة .
ومن الغريب أيضا أن يجعل الطلاب من جدران الصفوف صفحات لكتابات لا أخلاقية فتقرأ وأنت في داخل الصف عبارات تنم عن تربية فاسدة , أو ليس من الحضارة بمكان أن يعبر الانسان عن ذاته فيتصرف بشكل حضاري يدل على تربيته الصحيحة فيحافظ على نظافة صفه خاليا من أية كتابة على الجدران ؟ , لقد سبق لي التدريس في الخليج العربي لسنوات لم الحظ خلالها كلمة واحدة كتبت على جدار لا في داخل الصف ولا في خارجه .
بالله عليكم هل جدار المدارس في كفربهم بهذا المنظر المقزز تعجبكم ؟ وهل هذا هو المستوى الحقيقي الذي يليق بأن ينعت به شبابنا ؟وهل الاساءة الى الطالبات على أبواب المدارس أثناء الانصراف من ثقافة شبابنا الذين نعدهم للمستقبل لقيادة الركب واستلام الراية وهل استخدام الدراجة النارية برعونة واستعراض ينم عن أخلاقيات من نريدهم أفضل منا ؟
رسالتي لكم يا شباب كفربهم أن تكونوا قادرين على التمييز بين الخطأ والصواب , قادرين على التحليل والاستنباط والنقد فلا تتبعوا كل ناعق ولا تتحكم فيكم الأهواء والشهوات فتتأثروا بالفاسدين المفسدين بل أثروا بهم لأن القاعدة هي الأخلاق الصالحة والاستثناء هو الخطأ والفوضى .
عماد ابراهيم
|