|
أتى الحزن غزيرا هذه السنة , كحبات المطر القوي الذي لم تألفه البلدة ........
الأب باسيليوس يودعنا بطلقات غادرة أدمت جسده وأدمت قلوبنا معها .......
يصر أن يقوم بواجبه الرعائي , كيف لا وأنا مكرس لذلك يقول أبونا باسيل ......
الكل في البلدة في خلوتهم في سرهم وفي علنهم يقولون (ولماذا أبونا باسيل ,لماذا غادرنا أبونا باسيل ....ولماذا سمح ربنا بذلك وهو القادر أن يمنع كل شيء ويوجه كل شيء ....
ولكن هنا يذكّرنا الله القدير : (من الذي عرف فكر الرب أو من كان له مشيرا ) اذا لا نعرف نحن مشيئة الرب كيف هي هنا وضعفنا البشري يقودنا الى تفكير بشري وأما طرق الرب ليست كطرقنا وأفكاره ليست كأفكارنا , وعندما اقتربت ساعة الصليب حاول بطرس أن يمنعه ويبدد الفكرة فأجابه المعلم بكلمات نار وقال له ( اذهب عني يا شيطان ) لأن أفكار بطرس كانت مثل أفكار العالم ولم تشابه أفكار سيده .......
تبتل أبونا باسيل واختار طريق الرهبنة خيارا لا رجعة عنه وهذا كان بركة وعطاء للاّخرين , لأنه بهذا وهب نفسه ووقته لخدمة الكنيسة وأبنائها , ولولا ذلك لما استطاع أن يكرس هذا الوقت الذي تحولت معه النفوس الى خراف في حظيرة الاّب ......
الأربعاء مساء جاء الخبر , وتحول كصاعقة , كيف غير هذا والمنتقل عنا أبونا باسيل , توشحت البلدة بالسواد وكنتم قد تابعتم في الموقع هذا المنظر المهيب الحزين .......أكثر ما يؤلمك الدموع التي انهالت من عيون الشبيبة الصغيرة , وكيف شعرت باليتم بعد هذا الرحيل المفزع .......
اذا هذه الشبيبة أصبحت مسؤولية الكنيسة متمثلة برجالها وكهنتها الباقيين ....شبيبة ’وضعت على الطريق فمن يكمل المشوار معها ؟
غياب أبونا خلّف فراغا كبيرا ...نطلب من الله أن يبعث بمتطوعين جددوحاضرين ليتقدموا الشعب ويوصلوهم الى مملكة الاّب وجنة الكنيسة .....
أبونا باسيل كان الراهب الوحيد في البلدة عندنا في الكنيسة .......لا أدري كم سنة أخرى سننتظر ليأتينا راهب جديد يقدم نفسه على ذبيحة الخدمة ......
واذا كنا بلدة تفتخر أنها مسيحية , اين هم الذين على استعداد ليكونوا جنودا في خدمة الرب وخدمة خرافه , كم من أبناء البلدة بتذكرون حديث الرب مع بطرس , عندما قال له الرب : ( أتحبني يا بطرس ......اذا ارع خرافي ) .....
(حصاد كثير وفعلة قليلون )هذا عنوان بارز في البلدة فلنطلب من رب الحصاد أن يبعث فعلة لحصاده ......
في الجنازة الجميع شارك وظهر الحزن والألم على الجميع ......
وبدا من حجم هذه المشاركة محبة البلدة لأبيهم المنتقل عنهم , وكشف معدنا ثمينا يتمتع به أهل البلدة في علاقتهم بكنيستهم .......
مؤسسات البلدة الدينية بعضها كان فعالا في حضوره وتأثيره والبعض الاّخر من المؤسسات كان غائبا حتى بعض المؤسسات التي كان أبونا مرشدها الروحي غابت في وقت هي التي كانت يجب أن تمسك بزمام المبادرة في المراسم ........
بدا وعي أهل البلدة عندما لم يشيروا بأصابع الاتهام الى أي جهة .....والتزموا كلام صاحب السيادة المطران ايليا والشاهد الوحيد الأب بندلايمون ..........
رحم الله فقيدنا الغالي وأعطاه الملكوت الأبدي وجعل نصيبه بجوار ربنا ومخلصنا .....وأعطانا الله جميعا الصبر والتعزية .
|
