|
كفربو في عين العاصفة
كفربو هذا البلد الجميل القابع في وسط سوريا التي تلتهب بنيرانها ولا ندري هل هي نيران الاحتراق أم نيران خبز يتهيأ ليكون طازجا .....شهيا ..........
كفربو المعروفة بشعبها وأهلها وناسها النيرو الفكر والقادرون على حمل الهموم وصوابية التصرف :بدت جامدة ساكنة حائرة في عين العاصفة ........
الله تعالى لطف بها أنها جاءت وسط محيط غير مشتعل فالجانب الشمالي والغربي والجنوبي هادئ حيث أراضي كفربو الزراعية تطوق البلدة كما تطوق الاسوارة المعصم , وهنا يذكرنا أهمية الحفاظ على الأرض فتخيلوا لو فرط الأجداد بالأراضي التي حول البلدة وسكنها غرباء , ما ذا كان مصيرنا الاّن .........
الجانب الشرقي من البلدة مدينة حماه التي تدين بالفضل والعرفان لأهالي البلدة لاستقبالهم وكرمهم معهم في هذه الأحداث وأحداث الثمانينات .........
منة كبيرة أعطانا اياها الله بالسلام والهدوء .........
ثمة حوادث اخترقت أجواء الصفو : استشهاد قدس الأب باسيليوس والمرحوم الملازم ماهر زليق , وفي كلتا الحالتين لم تكن كفربو هي المستهدفة .......
ثم اختطاف ثلاثة من أهالي البلدة وأرجعوا .........
حادثة اختطاف السيارة منذ فترة قريبة .........
مواقف أهل البلدة كان حكيما ........ولكن ما يلفت النظر أن التمام فاعليات البلدة ومواقف هذه الفاعليات من حيث التنسيق والتدارس لم يكن في المستوى المطلوب فمثلا أثارت حادثة تسليح بعض الشباب في البلدة ووقوفهم في الحواجز علامات واشارات استفهام كثيرة وطالب الأهالي بازالتها , وقيادات البلد لم تتحرك برغم كل علاقات مسؤوليها وقدرتهم على معالجة هكذا أمر ..........
صراحة , ليس فقط من هذا الموقف , البلدة لا تتحرك بشكل جماعي وكأن حس العمل الجماعي مفقود فالفردية سمتنا ومعاداة بعضنا صفة غالبة ........في الانتخابات البلدية الأخيرة لم يتفقوا على قائمة واحدة يمكن أن تفوز بالتزكية , في وقت كنا بحاجة الى هذا التوافق , بل الكل أصر على ترشحه وكان التنازل للاّخر ضرب من المحال .........
بينما في محردة على سبيل المثال جلس المطران معهم جلسة واحدة والنتيجة أنه تشكلت قائمة فازت بالتزكية .........
لا نستطيع أن نرى مرجعية واضحة في البلدة ولا نستطيع أن نرى جهة هي فعلا لها ثقلها وثقة للناس بها واجماع على أنها يمكن أن تشكل مصدر قرار في البلد.........
هنا يتحمل الطرفان المسؤولية : الفاعليات والبلدة فكل طرف لا يعترف بالطرف الاّخر قلا المسؤولين يقيمون علاقة جيدة بالبلدة ولا أهل البلدة يقبلون بقيادة أي مسؤول منهم , وأنا أحمل مسؤولي البلد المسؤولية عن ذلك , فكيف يمكن أن يقاد بلد اذا كنا لا نقبل برأي مختار ولا نعترف بفكرة رئيس بلدية .........
سأستعير مثلا عاميا ومنتشرا في البلدة يقول : (كفربو مثل مسكبة البصل كلها روس ) .........
ثمة شيء اّخر : منذ يومين أعلنت قائمة الجبهة لانتخابات مجلس الشعب ولم تتضمن القائمة النهائية أي من أبناء البلدة والمرشح المسيحي في القائمة كان من محردة , وللتذكير لم يستطع أي مرشح من البلدة أن يكون في مجلس الشعب علما أن كفربو هي ثاني تجمع مسيحي بعد محردة وبفارق ضئيل من السكان , وهذا دليل على عجز وضعف , لأنه على أقل تقدير كل دورتين يجب أن يكون مرشح منا في مجلس الشعب .
لعل أكثر ما يقتل بلدتنا هو انتفاخ أهلها وتكبرهم على بعضهم واذا ثمة شيء سيرفعنا هو تواضعنا ومحبتنا وقبولنا لبعضنا البعض ........
فلنطلب من الله أن يمدنا بهذه المحبة ويجعلنا أهلا لنكون أبناء بلدة واحدة .
|
