وانما الأمم الأخلاق
يمتاز الانسان على الحيوان بأنه استطاع أن يضع لنفسه مبادئ وتقاليدهي أصلا لخدمة نفسه , وبها يحاقظ على حياته ويضمن لها البفاء والاستمرار , تلك هي الأخلاق الاجتماعية التي أصبحت من سمات الحضارة , وغدت عنصرا مهما في حياة الأمم وميزانا للحكم على صلاح الفرد والأسرة والمجتمع , وركيزة عليها تستند الأمم في بناء حاضرها , وقيادة أبنائها على دروب الخير و السعادة .
والأخلاق منها الصالح والطالح , منها الحسن والقبيح وكل مجتمع يجمع النقيضين , يحاول الفاسد أن يبث سمومه في عروق المجتمع , نتيجة جهله بالمبادئ الصالحة ونتيجة طيشه وعدم قدرته على معرفة نتائج عمله ونتيجة أنانيته ونتيجة سعيه إلى تحقيق رغباته دون رادع من ضمير أو عقل وهما اللذان يميزان الانسان عاى الحيوان , وانسانا على انسان .
ولا يحسبن أحد أن الخلق السيء جزء من الحرية الشخصية لأن الحرية لا تعني التحرر من كل خلق فلكل حرية حدود وحرية الانسان تقف عندما تبدأ حرية الانسان الاّخر وما دام الفرد لبنة في بناء المجتمع المتماسك المتعاضد فان فساد اللبنة الواحدة يؤثر في البناء .
ونحن ومن هذا المنبر الاعلامي الهام (موقع كفربهم الالكتروني ) وضعنا وما نزال نضع مصلحة المجتمع نصب أعيننا وتخلينا عن الانانية والمصلحة الذاتية فأصبح لزاما علينا أن نكون دعاة الصلاح والفضيلة وأن نرشد الضالين إلى سوار السبيل وأن نسدي النصح وأن نحاول التقويم بالعمل والقول فنشير إلى مواطن الخلل الحاصل في النفوس والسلوك الذي أوجد ظواهر سلبية لا تتناسب مع مستوى الوعي والادراك الذي ندعيه لأنفسنا في هذه البلدة , ومن هذه الظواهر ظاهرة اطلاق الرصاص في الماّتم والأفراح والتي انتشرت بشكل كبير في الاّونة الأخيرة .
اننا نخشى أن يتحول المأتم إلى ماّتم والفرح إلى عزاء و والذين يطلقون الرصاص جلهم من الشباب الطائشين الذين يجدون في ذلك نوعا من التعبير عن الرجولة وحاشا أن يكون الأمر كذلك .
ان الانسان الواعي المدرك لما قد يحدث لا يفعل هذا الفعل أبدا , ولأنه من باب المشاركة الواجبة والمواساة والواجب الأخلاقي أن يخرج المرء في الجنازة , فقد ترتب على هذه الظاهرة (اطلاق الرصاص ) تخلف الكثير عن المشاركة وفضلوا البقاء قي البيت , فمن يضمن أن تذهب رصاصة هنا أو هناك من يد شخص أرعن فتقع الكارثة ويحل المحظور وعندها سيأتي الناس فيقولون هذه قضاء وقدر أو هذا ما كتبه الله له متناسين أن الفعل الخطأ والسلوك الفاسد هو الذي أوصلنا إلى هذه الفاجعة .
لذلك ومن باب النصح والغيرية والمحبة نقول أن الحفاظ على الخلق النبيل والسلوك القويم واجب اجتماعي يحتم علينا الاستقامة في أنفسنا أولا وفي نفوس الاّخرين بعد ذلك , لأن بقاء نا وبفاء مجتمعنا رهن بالأخلاق وقد أصاب القائل :
وانما الأمم الأخلاق مابقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
|