أن تنعم بالدفء فهذا مكسب وانجاز عظيم ......أن تنتقل بين الغرف لتجد الملاذ الدافئ فهذا عمل مابعده عمل .....
الجميع أمام أمر محير محزن لم يقابلوه من قبل في حياتهم , الشتاء أنذر أنه اّت , ويبدو أنه رحيم في هذه المرة , فهو لم يشأ أن يرخي كامل برده رأفة بهذه الجموع التي لا تملك ما يقيها هذا البرد , ......
الضيعة اذا خالية , أو أخليت من المازوت , الأمر لا يتعلق بالتعليق على هذه الأزمة لو كانت طبيعية , فالبلد يعاني من أزمات أمر وأقسى , ولكن أن تكون الأزمة نتيجة جشع من أهل البلد ونتيجة عدم أمانتهم عند استلامهم وتوزيعهم مخصصات البلدة فهذا بيت القصيد وهذا الأمر المزعج .
عندما تلتقط ذاكرتك صور مثل : طفل صغير يحتار أباه في تأمين تدفئته , أهالي البلدة يترجون ويتوسلون لمازوت فلاحة الأرض , الأهل الذين استنفروا لشهادات أبنائهم يجدون أنفسهم عاجزين عن تأمين مازوت يمكنهم من الدراسة , معصرة تكلفتها ملايين متوقفة في البلدة , ناس حائرة وتائهة في الطرقات تبحث عمن يهدئ خاطرها تجاه تأمين هذا المازوت .
وفي المفابل الاّخر المحتكرين لهذه المادة والقيمين على توزيعها أصبحوا بعرف كل أهل البلدة أنهم أصبحوا أصحاب ملايين وملايين , ولكن نناشدهم ونقول لهم : أليست ملايينكم على حساب صحة رضيع أو شيخ كبير وعلى حساب كل أهل البلدة.........
لقد أصبح جليا لكل أهل البلدة من يفتعل هذه الأزمة فالكمية المخصصة للبلدة مهما كانت تكفي أو ( تمشي الحال ) أين ذهبت هذه المخصصات , أمن أجل جشع أشخاص معدودين تشل الحركة في البلدة وتتعطل فيها الحياة الاقتصادية والدراسية والانسانية ........
أصابع الاتهام تتجه إلى أصحاب الكازيات واشارة استفهام حول عمل البلدية المشرفة على التوزيع , بعد أن كانت البداية مشجعة وتم تنظيم الدور والمضي قدما به نجد الاّن فوضى وانقطاع في التوزيع وبالتالي أصابع اتهام وشك .
اذا هل هو اغراء المال والكسب غير المشروع وهل أمام هذا الاغراء لا يقف رادع ......
وهل وصلت الأمور بأهل البلدة أنه ( أنا ومن بعدي الطوفان ....)
نذكرهم أن الجشع والشر يكسب جولة ويخسر في النهاية كل المعركة .......
لم يذكر لا تاريخ البلدة ولا غيرها أن أحدا سولت له نفسه بأن يدخل حراما إلى بيته إلا واحترق به كل أهل هذا البيت , ولنتذكر قول الرب :
(ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه )
|