أخي العزيز نبيه :
أخيرا انتهى بك المطاف حيث تنتهي جميع الزهور وهي في أوج عبقها أخي الحبيب خسارتك كبيرة والألم يعتصرنا جميعا وأنا شخصيا بحكم السنين التي قضيناها معا صدمت ولازلت بعد غير مصدق أن كل هذا العنفوان وكل هذا النشاط و الطموح بلا حدود انتهى فجأة وبدون أي مقدمات رصاصة غدر من يد حاقد كانت كافية لإنهاء نبيه بكل ما يحمله من طاقة و إنسانية جفت الدموع في عيوننا صدقني يا أخي لو أن للرصاصة إدراك لاعتذرت لعينيك وعيني أمك وزوجتك وأطفالك وكل محبيك لكن للأسف نعيش اليوم زمن ثقافة الشر الذي انتشر كالجراد والتهم كل بل أغلب الحب الذي ملكه مجتمعنا يوما التهم كل يد خضراء في مجتمعنا يد الظلام الهمجية التي لم تشبع من الموت والقتل لم توفرك وقطفتك كوردة لكن عبق روحك باق بيننا
خمس وأربعون عاما أيها العصامي زمن قصير لكنه مع حجم الانجاز المجبول بالتعب والجهد بدون كلل أو ملل يبدو لي زمن طويل لا أتذكرك اليوم إلا وصوتك مبحوح من الجهد والعمل المخلص الإحباط كلمة محذوفة من قاموسك الأمل بكل معانيه عوض عن تلك الكلمة فلم يردعك الإخفاق يوما عن تحقيق هدف نشدته حتى غدوت أيقونة يعتز بها أهلك و محبوك وبلدتك.
كم شعرت بالعجز أمام دموع والدتك وشقيقتك وزوجتك الثكالى فلا كلمات بحجم الألم هل اعزي عائلتك أم اعزي أصدقاءنا أم اعزي بلدتي أو اعزي بلدي سوريا واعزي نفسي فيك يا نبيه ؟ كفربو اليوم أقل حيوية ونحن أقل فخرا فخسارتك كبيرة.!
وأقول أخيرا لقد كنت لطيفا رقيقا وأنيقا دائما لكنك كنت قاسيا جدا في رحيلك .