(عزّعليّ تهجرني عزّ علي ّ تنساني ).....هذه ليست أغنية للفنانة ألين خلف .....هذه أغنية صدحت من حناجر زوايا البلدة وشوارعها وصوتها وضميرها وقلبها , كتب كلماتها واقع مر لنزيف هجرة أمر , ولحّن مفرداتها أنين بلدة تبكي وداع وهجرة أبنائها .....
كفربو اليوم ترقب أبناءها وهم يغادرون أفرادا وعائلات يمرون من تحت أنظارها ويغادرون بدون حتى أن يرفعوا أياديهم للوداع ...
هذه البلدة التي هي أشبه بغرسة جميلة , الكل تعب وأراد لها النمو وراقبها وكبرت (كل شبر بندر ) فجأة تتمزق أغصانها وتتبعثر أوراقها ولاحقا ستمرض بهذا النزيف وهذا الوداع .....
هذه الأوراق التي سقطت بمن ستعوض ؟ ومن سيأتي بديلا ......
هاجس السفر أصبح المسيطر والمهيمن , وطرق الرحيل الان تقصد وتطرق من كل الأبواب , وما زاد الطين بلة أن السفر أصبح مؤاتيا ممكنا .....
لماذا هذا التسرع وهذه الهرولة ؟ هل كل من أطلق العنان للسفر فكر بماذا ينتظره هناك , ماذا سيعمل , ما هو ثمن البعد عن الأرض والذكريات وهواء وماء بلدنا ....
أكاد أجزم أن النور بدأنا نتلمسه في هذا النفق المظلم الذي تمر به بلادنا , وأننا في بداية مرحلة الحل .الأيام الصعبة ولّت وما كان سيحصل قد حصل , مدفوعين وواثقين من قول ربنا ( ثقوا أنا قد غلبت العالم ) ....
القرارات الكبيرة بحاجة الى رؤية عميقة , فلنتفكر في كل شيء يحيط بنا والأهم أن نطلب معونة ربنا ليرشدنا الى قرارنا ومصيرنا السليم .
|