لأي حديث أو نقاش اياً يكن الموضوع المطروح ، هناك دائماً قواعد وادوات سلامة ، ينبغي على المتحاورين الإلتزام بها ليكون النقاش أوالحديث حضاري مثمر ، حتى وإن لم تكن النتيجة ايجابية بفوز منطق واحد من الإثنين ، وقد يبقى الخلاف الفكري و العقائدي على تضاد مابين المتحاورين . وهذا طبيعي ومقبول ، لأن البشرهم البشر ولكل منهم فكره وعقله وخياره وقناعاته . وهذا من ضمن حرية الإنسان وحقه في الإختلاف عن الآخر.
هناك فرق كبير ما بين الحوار و بين الإلقاء أو التبليغ .
يمكن لأيٍ كان ان يجلس مع نفسة ويتحدث لنفسه طوال اليوم وتكون النتيجة ممتاز 100% فلا صراخ ولا خلاف ولا احد يقاطع ولا مزعج ولا مزعوج . وأما ان تقول الكلام نفسه مع آخر جالس امامك ، فالأمر يختلف . لأن هناك من سيقول لك رأيه ويوافقك ويخالفك في نواحٍ عديدة .
غالباً حين تقع الخلافات بين متحاورين ، يكون السبب هو أن هناك من يعتبر نفسه يملك كل الحقيقة وكل الفهم . ولا يعترف لمحاوره بحرية الخيار والفهم حتى ولو على خطأ . لأنه كثيراً ما يكون عدم التوافق هو بسبب عدم مقدرة كل طرف على ممارسة المنطق والمقدرة على الإقناع بالحجة وذلك يكون احياناً بسبب قصور نفسي كحب الظهور أو الأنانية أو عدم الصبر والتسرُّع في الإجابة بإنفعال والغرور وحب الظهور لإستعراض مقدراته ومعلوماته ، واعتبار ذاك الآخر اناءاً فارغاً ويجب ان يمتلئ مما اقدمه له... إلخ .
على المحاور ان يجهد في تحديث مستمر لطريقة حديثه وانتقاء الفاظه ، عليه ضبط النفس دائماً وخاصة عندما لا يروق له الطرف الآخر الذي يواجههُ . عليه اولاً احترام الآخر بمعزلٍ عن خلفيته وعقيدته أومستواه المعرفي .
لذلك يجب ان ننتبه إلى ان السماع والإنتباه لكلمات الآخر مهم جداً لنا لأنه يمكننا من الرد بما يناسب ماقيل وليس ان نكون ننتظر الفرصة دائماً لإفراغ ما نحضره من معلومات. وعليه لايجب ان نقاطع المتكلم إلى ان ينهي كلامه وخصوصاً عندما يكون كلامه مفيداً وصحيحاً فيجب ان نعبر له عن تقديرنا عما يقول ، وأن لا نضع هذا في ميزان الربح والخسارة ، بل هو شهادة للحقيقة .
إن احترامنا للآخر يجعلة لا يتمادى في كلامه أو يطيل . وخاصة عندما يجدك وافقته فيما يرمي اليه بصدق عماهو حق ، وليس بسخرية وكأن غايتك أن تجعله يسكت ، فيعرف عندها ان الوقت له وكما هو لغيره . وينبغي أن نلاحظ متى نتدخل في الحديث ومتى ننصت.
علينا أن نتجنب الغرور والإنتفاخ بمعرفتنا وعلومنا , وان نعترف للآخر إن قال قولنا ونعبر له عن توافقنا . وإن تعلمنا شيئاً جديداً علينا من احد ما، فلنشكره ونسشهد بذلك امامه وامام غيره ونحفظ له هذا الأمر . فهذا من نتاج المحبة . فكثيراً ما نستعمل افكاراً لغيرنا وننسبها لأنفسنا .
كما يجري احياناً بنقل ونسخ مواضيع على الإنترنت وننسبها لأنفسنا . في الأحاديث يجب ان تكون نبرة صوتنا متوسطة ومسموعة . وليست خافتة ولا مرتفعة جداً فللحوار آداب وضوابط . علينا ان نتنبه إليها دائماً ، عند السماع وعند الكلام . فإعتقادنا بامتلاك الحقيقة لايعطينا الحق في التخلي عن احترامنا لإنسانية الآخر وفرادته . ولننتبه أن لانثير القلاقل والخلافات والإنقسامات أكثر مما هي عليه بالأساس بين قطبين منقسمين ومتحاورين . يجب ان لا نفقد محبتنا للآخر وهدوئنا ولطفنا أمامه . حتى إذا فشلنا في اقناعه وخسرنا المحاولة معه ، عندها نكون قد ربحنا عليه بالمحبة واللطف والإحترام .
بقلم: ألان فينكيلكروت
2013-09-29
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
بقلم: ألان فينكيلكروت
دعوت في 2007 ال....