كيف نعيش مع الخوف والقلق.. محاضرة للأب فرانس فاندرلخت
كيف نعيش مع الخوف والقلق.. محاضرة للأب فرانس فاندرلخت
بقلم: ريم خضري
قدّم الأب فرانس فاندرلخت اليسوعي محاضرته البرنامج الثقافي، التي حملت عنوان: ' كيف نعيش مع الخوف والقلق'
عرف بداية الخوف والقلق، إذ يوجد اختلاف شاسع بين هاتين الكلمتين:
الخوف: هو ردة فعل انفعالية على خطر ما، سواء من خارج الإنسان أو من داخله وللخوف عدة أسباب أهمها خوف من عدة أشياء بالحياة ويتجلى بمظاهر جسدية ،كنقص سمعي أو ضيق في التنفس أو زيادة ضربات القلب ورجفة في اليدين والرجلين والى ما هنالك من أسباب.
أما القلق النفسي: حالة نفسية مضطربة أمام انتظار لخطر ما، بدون أن نعرف سبب لهذا الخطر /والخوف يؤدي إلى القلق أمام الشيء المكبوت وفي عدة حالات يوجد قلق وخوف في نفس اللحظة. ولقد استشهد الأب فرانس بأمثلة أهمها بأننا نخاف بالعزلة نعيش بقلق. كما تساءل أيضاً: ممن نخاف؟ ومن أي شيء نخاف احياناً؟.. من أشخاص؟ من الأهل؟.. من صاحب سلطة؟.. من الله بحد ذاته؟.. أي من المجتمع بالكامل ..
كأننا نسقط على المجتمع موقف سلبي وهذا ما نسميه بالعين. نحن عندنا عنف نكبته ونسقطه على العين والناس يخافون من العين لأن عندهم عنف كثير. فالإنسان عنده حسد ويسقطه على الناس ويوجد خوف من نفسي على نفسي كشيء سلبي يؤثر على الأنا.
ومن ثم أجاب عن سؤال: من ماذا نخاف:
1 ـ نخاف من فقدان شيء كفقدان شخص، نخاف من المرض، خوف من أن نكبر بالسن، خوف من فقدان الكرامة، خوف من فقدان صورتي أمام الناس، فقدان مال ومركز وسلطة.
2 ـ نخاف من شخص من الخارج يصير ضدي ويرفضني ويظهر عنفه تجاهي ويحاول الانتقام.
3 ـ الخوف من نفسي.. من ضعفي.. من فشلي.. أو الخوف من المشاعر الغرائزية التي تكون نتيجة الكبت... الخوف من العتمة.. (تتجلى بخوف الأطفال من الظلمة لأنهم مرتبط تفكيرهم بفقدان ناس نحبهم كفقدان الأم)، ويوجد خوف من الشارع ومن المصعد ومن الحيوانات...الخ..
4 ـ الخوف من المستقبل لأن المستقبل يكون مجهول لدينا فدائما يجب أن يكون لنا البديل لإزالة هذا الخوف وأن نتمتع بالقوة كالدراسة واللغات أو المهنة لنواجه المستقبل برضى أي نبتعد عن مجهولية المستقبل.
مصادر الخوف
هل الخوف تابع لكيان الإنسان كالخوف من القلق؟ وهل ينتقل بالوراثة؟... الجواب: نعم.. وهل الجنين يشعر بقلق؟... الجواب: نعم يأخذ قلق والدته عن طريق الرضاعة، ولدى الجنين فكرة ابتعاد أمه عنه وخوفه من التخلي..
ولدينا خوف من الانتقالية من مرحلة نحن متواجدين بها حاليا الى مرحلة اخرى
ويوجد نوعين من الخوف:
1ـ خوف فطري
2 ـ خوف مكتسب
كأن نطلب من الولد شيء ونخوفه بأننا لم نحبه إذا لم يفعل هذا الشيء او نخوفه من الله، والولد يصدق هذا الكلام فنحن نزرع بالولد أشياء سلبية عوضاً أن نزرع فرحنا بوجوده.. فالأنا الأعلى تدفع لأن يعيش الولد بالكبت ويحس بشعور الذنب عنده ونحسس الولد بالنقص وبأنه غير منحب.
كيف نعيش مع الخوف والقلق ؟
معظمنا يعيش مع خوفه وقلقه بالهروب كأن نخدر نفسنا والحل هنا ان نقوم بقراءة نفسية لتاريخ الخوف والقلق وندخل الى فكرة الخوف من العمق وندقق في ابعاد الخوف. كصبي يخاف من الشارع فإذا حللنا الخوف إلى ابعد من هذه الفكرة سنجد انه يخاف من الحصان وإذا ذهبنا إلى ابعد وابعد فنجد خوفه من الشخص الذي اسقط فيه هذا الخوف وبالأعماق نجد بأنه يكره والده الذي ادخل هذه الفكرة منذ صغره والحل في هذه المشكلة بأن نزيل الاسقاط.
أعطى الاب فرانس مثالاً ارتكز عليه ما تبقى من المحاضرة لشرح أفكاره:
فتاة عمرها 27 سنة حلوة وزكية ودارسة وناجحة بعملها ولكنها تعاني من القلق وعندها مشكلة بأنه كانت تبني علاقات مع شبّان ولكنّها تفشل.. كبرت ولم يأتي إليها العرسان!.. التقت أخيراً بشخص من دون مستواها ومتعصب وغير متعلم وكبير بالعمر، فصارت في حيرة: أترفضه أم ان تقبله لأنها كبرت؟... الحل هنا الجلوس مع نفسها والتكلم معها ولكنها تخاف من العزلة (الهروب من التكلم مع النفس).. فالإنسان يخاف من المشاعر المكبوتة بداخله وهنا يصير صراع بين الكابت والمكبوت .
السؤال هنا هل نستطيع ان نتعرف على المكبوت داخلنا؟ أأملك القدرة أن اقرأ الماضي حتى افسر الحوادث المخيفة بحياتي وافتح باب لخلفية الخوف (فتح باب الماضي)؟
تلك الفتاة إن قامت بقراءة للماضي تبين بأنها فتاة مدلّلة لدى اخوتها الصغار والى والديها ولكن اخواتها الكبيرات يغارون منها ويسقطون أفكار سلبية عليها غير متواجدة فيها، فهذه الفتاة كبتت في 'اللاوعي' عدم حبّ اخوتها لها، وكبتت الموضوع، وعندما كبرت احست بأنها بشعة، فكبتت ذلك في اللاوعي، واظهرت صورة حلوة وجديدة على نفسها وهذا أدى الى كبت الطفولة الداخلية التي لها حق للوجود.. وأخذت تطلب التحرر..
كبتت في اللاوعي جزء من شخصية البنت البشعة فاصبح اللاوعي يعطينا اشياء مدمرة عن ذاتنا فاللاوعي يخبرها انها لا تستحق سوى شخص دون مستواها ولكن عند الدخول إلى اللاوعي نصل لنتيجة ان تتزوج مع نفسها والحنان على البنت الصغيرة التي تحتاج لرعاية .
كيف انتقل من اكتشاف عقلي الى قبول عقلي
الجواب يكون بـ'الذكر'.. نُخرج هذا الشخص من الماضي ونجعله حيٌّ بيننا في الحاضر فنستقبل شخص بغيض.. أي أن الفتاة في المثال السابق جاءت من الماضي من المكبوت الى الوعي واصبحت حاضرة..
المطلوب ان نعيش مع الذي كبتناه في اللاوعي، ونكتشف الجواهر المتواجدة فينا ونعيش معها ونستقبلها ونشاركها بكل شيء متواجد عندنا.
ويمكن أن نستقبل المساعدة من شخص آخر..
وهذا يعني المصالحة بيني وبين المكبوت في الداخلي، أي الولادة الجديدة.. هنا تكبر الصغيرة وتصغر الكبيرة..
وأنهى الأب فرانس محاضرته القيمة بالإجابة على أسئلة الأخوة الحضور وتمنى للجميع السعادة والفرح في الحياة.
بقلم: ألان فينكيلكروت
2013-09-29
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
بقلم: ألان فينكيلكروت
دعوت في 2007 ال....