لكل عصر وزمان مشكلاته وتحدياته وأزماته وأيضاً حسناته وميزاته. وإذا كنا نتحدث عن التحديات فما هي إلا واقع وأحداث أو تجارب متأزمة يواجهها الإنسان بفكره وعقله وتفكيره ودرايته، ويحاول الخروج منها بحلول مناسبة دون خسائر فادحة. التحديات بشكل عام تقلق الإنسان، وتثبـّط لفترة من الوقت الفكر الإبداعي عنده. وربما إذا استفحلت تقوده الى حالة من اليأس وفقدان الثقة بالنفس والى ترسيخ إرادة الصراع.
ومن ناحية أخرى، لا يمكن للإنسان أن يعيش من دون تحديات أو أن يتهرّب من مواجههتها. فهي موجودة مع وجود مقومات الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية والدينية. الإنسان في النهاية هو كائن بشري اجتماعي لا يستطيع العيش بلا 'حقيقة'، ولكل انسان 'حقيقته' التي يكتشفها بذاته وتحدد له أهدافه في الحياة وتعطيه دلالة ومضمون. والصراع مع التحديات يمكـّن الإنسان ويقوّي تجربته في الحياة، ويكشف مقدرة الإنسان على التعامل معها، ومقدرة الثقافة المسيطرة على عقلية الفرد لصالح قيمها ومبادئها.
ومع كل تحوّل اجتماعي في المجتمع تولد تحديات جديدة غير متوقعة. وتصبح هذه التحديات واقعاً اجتماعياً علينا التعاطي معه بالعلاقة مع تربيتنا وثقافتنا وقيمنا الاجتماعية والدينية وتركيبتنا الاجتماعية أيضاً. سوف أتحدث في سياق حديثي عن بعض التحديات التي يواجهها شبابنا اليوم، وهي غير مرتبة بحسب الأولويات، وهي أيضاً ليست كل التحديات التي يواجهها الشباب.
1) التحدي الحضاري
يمكن وصف تاريخ تاريخ البلاد العربية الحديث بأنه في أغلبه سلسلة من ردود أفعال متتالية على التحدي الغربي لحضارتنا العربية وذلك على المستويات كافة من سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية. ولا يمكننا أن نفهم طبيعة التطور الذي يطرأ على مجتمعاتنا إلا إذا فهمنا حقيقة التحدي المستمر الذي يشكله الغرب بالنسبة الى مجتمعاتنا من جهة، ومن جهة أخرى ردود أفعالنا في وجه هذا التحدي. لقد فرض الغرب علينا منذ احتلاله لبلادنا نُـظماً سيّرت البلاد لسنين عديدة. واستطاع أن يفرّقنا إلى دويلات ويقتطع أراض وما زال يفعل ذلك. وإذا استطعنا الوقوف في وجه هذا التحدي وانتزاع بعض حقوقنا المشروعة منه، فإننا ما نزال وأقلـّه على الصعيد النفسي نتصرف بردود أفعال تجاهه. يمر شبابنا بأزمة الشعور بالنقص تجاه كل ما هو غربي مستورد، وما زال يتخذ من حياته اليومية أنماطاً ونماذج للعمل والفكر والسلوك مستمدة من الغرب دون كثير من التفحّص أو التقييم، ويقبلها بلا كثير سؤال لمجرد أن مصدرها غربي. ألسنا نلبس موضةً مستوردة من الغرب؟ ألا يهتم الشباب بمظهره الخارجي وباستيراد من الغرب؟ يتسابق شبابنا دائماً في تقليد الآخر في كل المجالات: القيم والأخلاق والسلوك والتصرفات والعلاقات الاجتماعية وأنماط التفكير. إن الانفتاح والتطور مطلوبان ولكنه في حالتنا يعكس طبيعة سيكولوجية تعبّر عن شعور بالنقص ومحاولة تعويض ما فات من كبت وضغط اجتماعي في الماضي. وهذا الشعور بالنقص هو نفسه الذي يدفع البعض الآخر من شبابنا أيضاً، وهم قِلة، في الاتجاه المعاكس أي الطعن في كل ما هو غربي والى التعلق الأعمى بالتراث والتقاليد والأصول. توجّه شبابنا بخطىً سريعة إلى الحداثة والانفتاح الذي أتيح له بشكل مفاجىء. وهذا حسن إذا كان فيه مزيج من الإبداع والخلق أيضاً. إننا نخشى أن يكون ويبقى الانفتاح نحو الحداثة يسير في خطة 'تقليد الغير'، وفرح بالـ'جديد'، ورد فعل تجاه الكبت القديم. إننا نخشى أن يكون ردُ فعلٍ على كل شيء 'قديم'، أو أن يكون انفتاحاً بالمظهر الخارجي ولا يمس تجديد في الجوهر. إننا نخشى أيضاً أن يجرف معه هذا الانفتاح العشوائي تيارات فكرية واجتماعية وقيمية لا تتجانس مع فكرنا الاجتماعي وقيمنا، وربما ستؤدي الى ضياع أجيالنا وبالتالي تخلـّفنا وليس تطورنا.
وتجدر الإشارة هنا، الى أننا لا ندعو الى رفض ونبذ الغرب وثقافته وعلمه وتطوره، بل على العكس تماماً. يجب أن يستمد شبابنا من الغرب نماذج وأفكار لتطوير ذاته والمجتمع، ولمحاولة التغلب على الشعور بالنقص تجاه الغرب. علينا أن نفهم تماماً حقيقة الغرب مثلما نفهم حقيقة أنفسنا أيضاً. ومن الضروري أن يكون لنا القدرة على تجاوز نظرية التطور ونظرية التقليد في مجابهتنا للغرب. بل السير بها على طريق حضاري نرسمه بأنفسنا، ويعبّر عن ذواتنا دون تزييف، كما نكون أحرار في صناعته. ولكي يتحقق ذلك لا بد أن نحرر أنفسنا بتغيير علاقتنا ببعضنا: 'تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم'، وبتجديد تربيتنا لأطفالنا، وتحرير نظرتنا للمرأة. وإذا لم نفعل ذلك فإننا نغترب عن أنفسنا، أي أننا نفشل في إشباع احتياجاتنا النفسية المختلفة ومنها الحب والحاجة الى الآخر والحاجة الى الأمن والاستقرار والى الإنتماء والإبداع. لا يمكن أن نسمّى حضاريين إذا توفرت بين أيدينا التكنولوجيا، بل نكون كذلك عندما نستخدمها بطريقة مفيدة.
2) التحدي الثقافي
وهذا مرتبط بسابقه التحدي الحضاري وتابع له. من المعلوم مثلاً أن أكثر من (40%) من سكان العالم العربي هم في عمر يقل عن الثامنة عشر، كما أن ثلث هذه الفئة هم في السادسة فما دون. بمعنى آخر هناك حوالي (25) مليون طفل مستقبلهم هو مستقبل المجتمع العربي. أما فئة الشباب فتشكل حوالي (27 الى 30%) من سكان العالم العربي.
الثقافة لا تعني فقط الحصول على الشهادات العلمية والأدبية. فمجرد الدراسة والحصول على الشهادات لا يضفي على الإنسان صفة المثقف بصورة آلية. العلم ما هو إلا اكتساب موضوعي ولا يشكل ثقافة بحد ذاته. إنه يصبح ثقافة بالمعنى الشامل إذا توفّر لدى المتعلم الوعي الاجتماعي، وذلك العامل الذاتي الذي من خلاله فقط يصبح الفرد مثقفاً.
يتعرض شبابنا اليوم الى تحدي التعامل مع ثقافات مختلفة عبر تقنيات الفضاء المفتوح والذي لا ضابط له ولا حدود تقيّده. هذا ما اصطلح على تسميته بـ'العولمة الثقافية'. من ناحية أولى، هي عولمة مفيدة وايجابية حيث وسّعت آفاق معرفتنا وإطلاعنا على ثقافات أخرى والتواصل مع العالم عبر شبكة عنكبوتية من المعلومات، وسهّلت حصولنا على المعلومة خلال دقائق. كل شيء أصبح في عصرنا هذا أسرع، حتى الزمن أصبحت سرعته مخيفة. فإذا قدّرنا مثلاً الحد الفاصل بين جيلين بثلاثين عاماً فإن هذه الأعوام تساوي بمقاييس الأجيال السابقة أكثر من قرنين من الزمان. كلنا نعيش اليوم في عالم المتغيرات السريعة. وثقافة شبابنا تشوبها حالة من الاضطراب والخلط وضيق الأفق. والعالم اليوم يعيش حالة من المادية والاستهلاكية تستند كثيراً على التكنولوجيا والمال، وتبتعد رويداً رويداً عن الله. في عالمنا اليوم كثير من الضياع والتشتت والقلق وكثير من العولمة التكنولوجية والعسكرية والاقتصادية والفكرية.
هناك ثلاثة مصادر يستمد منها الشباب المعاصر ثقافتهم:
أ) الثقافة العالمية: وهي ثقافة صنعت انتاجاً فكرياً قادراً أن يخاطب الإنسان أينما كان. صحيح أن قدراً كبيراً من هذه الثقافة هو غربي، ولكن التفوق الغربي إنما هو نتيجة رحلة طويلة قطعها العقل البشري وأسهم فيها الشرق بدور أساسي في العصور القديمة والوسطى. والتحدي الذي أمام جيل الشباب اليوم هو اللحاق بالركب الثقافي العالمي من خلال التواصل باللغات العالمية وتعلّمها. وتحيط بنا هذه الثقافة من كل جانب وليس بإمكاننا ولا مصلحتنا أن نعزل أنفسنا عنها. هي تفرض نفسها عبر التلفزيون والانترنت والسينما. وهذه كلها مؤثرات يستوعبها بسهولة شبابنا، ولو أنها لا تنقل اليهم دائماً أفضل ما في الثقافة العالمية، بل تنقل لهم سطحيتها ومظاهرها الخارجية. ونتيجة لذلك فالشباب يحاكي فقط القشور الخارجية للثقافة العالمية (لباس ـ طعام ـ أشكال الموضة…) دون تعمق في جوهرها.
ب) الثقافة المحلية: وهي مصدر آخر للشباب يستقي منه ثقافته. ولكن يبدو أن شبابنا اليوم قليلاً ما يلتفت إلى هذه الثقافة الموجودة في الكتب وفي المجتمع بشكل عام لأنه بات قليلاً ما يقرأ ويطالع. ويبدو أيضاً أن الثقافة المحلية اختلطت في كثير من جوابنها بالثقافة العالمية التي بدأت تغلب على المحلية. فالجلوس في مقهى عصري مع انترنت فضائي وشرب 'الأركيلة' والتحدث بالخليوي هو أمر مفضـّل بكثير وأمتع من الجلوس في مكان هادىء للمطالعة. أنا أتمنى أن أرى مثلاً مقهىً يقدم لزبائنه كتباً للقراءة والمطالعة أثناء شربهم المشروبات.
ت) الثقافة التقليدية أو التراثية: وهذه الثقافة للأسف لم تستطع أن تنجح في تقديم التراث بصورة حيوية أو فيها تجديد أو قدرة على التواصل مع ثقافة التراث الماضي وعن الاقتناع بها، لأن طريقة تقديمها إليهم في عصر التغيّر السريع تعجز عن أن تجد لنفسها منفذاً الى عقولهم. جيل اليوم هو جيل مذهل ومتعدد الوظائف يحمل في فكره شحنة وفيرة من المعلومات غير متوفرة عند الكبار. ويستطيع أن يختزلها بالضغط على بضعة أزرار ليطير الى عوالم مجهولة على شبكة الانترنت وهو جالس في مكانه لا يتحرك فيه شيء، سوى عيونه وأصابعه.
3) التحدي الإعلامي
من الطبيعي أن يتبع الحديث عن التحديين الحضاري والثقافي الإشارة إلى التحدي الإعلامي الذي يعتبر وسيلة نقل مميزة للثقافات الوافدة. بات الإعلام بكل أشكاله وسيلةً سهلةً متاحةً للكل وفي كل مكان وزمان. وهل يخلو منزل أو متجر أو مطعم أو فندق من جهاز تلفزيون موصول على الشبكة الفضائية؟ وهل تخلو جلسة اجتماعية أو منزلية من وجود تلفزيون مفتوح على الفضائيات وربما لا أحد ينظر إليه لكنه يعمل بشكل متواصل. لا شك أن وسائل الإعلام الحديثة والمتطورة والسباق لاقتناء أحدث موديلاتها ساهمت في الانفتاح على العالم وسرعة وصول المعلومة واستثمار الوقت وترشيده في المعرفة. ولكنها في ذات الوقت ساهمت في إباحة الرقابة عليها، وهدر الوقت، ونقل أفكار وتوجهات وصور غير مقبولة أحياناً، وتشجيع الاستهلاك، وبث ثقافة مخلوطة ومتعددة الاتجاهات. وبالتأكيد إن الإعلام المرئي سهـّل بشكل كبير ابتعاد الناس عن القراءة.
ما ذكره الشباب في هذا الصدد في إحدى المؤتمرات المسكونية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في سورية عام 2005: 'لا يمكن وقف أو حجب الإعلام من تأثيره على حياتنا ولكن يمكن تقليل هذا الأثر عن طريق تنقية أو تحديد المقبول منه'
(اللقاء المسكوني للشباب: 'تحديات الشباب في عالم متغير' ـ دير القديس يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس ـ سورية (5 ـ 8؟10؟2005)
إن الثقافات المشوّهة التي يبثها الإعلام المعاصر هي: ثقافة الاستهلاك من خلال الإعلانات التجارية المملة أحياناً، وثقافة الجسد التي تبيح وتحقّر جسد المرأة بالتحديد والتي تبثها الكليبات الفضائية سعياً وراء الربح المادي، وثقافة العنف والقتل والتدمير يتبعها نشوة النصر التي تروّج لها الأفلام الهوليودية، وثقافة المادة التي تروّج لها المحطات الفضائية الإعلانية، وثقافة تقديس الذات أي الاعتماد على النفس الإنسانية لقهر غير المقهور في العالم المادي، ولكن بمعزل عن القيم الإنسانية والاجتماعية وحتما الدينية السائدة.
ومما لا شك فيه أن هناك إعلاماً جاداً وراقياً ومفيداً إلى درجة كبيرة التي نتمنى أن يزداد رقياً. كما نتطلع إلى جيل الشباب أن يعي التحديات الإعلامية التي تشوّه خلقه وأفكاره وثقافته. كما نتمنى على الشباب أن يساهم في الكنيسة بتطوير إعلام مسيحي شبابي هادف. وهناك أمثلة ايجابية على ذلك في كنائسنا.
4) تحدي الحرية الجنسية
وهذا التحدي يأتي على ما يبدو كتحصيل حاصل نتيجة الانفتاح العشوائي غير المدروس الذي يقود الشباب غير الواعي إلى حالة يعتبرونها حرية كرد فعل على كبت اجتماعي. الحديث عن الجنس بين الشباب لم يعد من المحرمات الاجتماعية كما كان في الماضي. من الملاحظ أن الشباب يتحدث اليوم عن الجنس بأقل رياء وخجل وأكثر صراحة وإباحية من قبل، ولكن فيما بينهم وليس في العلن أو أمام الكبار. يرى بعض الشباب في الجنس وسيلةً تحقق السعادة والانشراح والاتزان وتأكيد الكيان الذاتي، وهو بالنسبة للبعض تعبيرٌ عن الانفتاح والمعاصرة. لا يقبل الشباب تقييده ضمن تقاليد موروثة خانقة. ولكن هل العكس هو الصحيح؟ أي هل يقبل الشباب الانفتاح الأعمى على الجنس يسيّره في ذلك الغريزة الغيبية ؟ سؤال مطروح على ضمير كل شاب وشابة ؟ هل تقبل المسيحية حرية غير مدروسة تؤدي إلى عبودية النزوات الغريزية الجسدية كبديل عن عبودية التقاليد الموروثة ؟ وأذكّر هنا بقول بولس الرسول في هذا الصدد: 'دعيتم إلى الحرية أيها الأخوة غير أنه لا تصيّروا الحرية فرصة لإشباع شهوات الجسدبل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً' (غلا 13:5(
للأسف يرى بعض الشباب في الجنس والإغراءات الجنسية المباحة لـذّة آلية اعتاد عليها كما اعتاد على آلية التكنولوجيا. لا بل إنه يستخدم التكنولوجيا المتطورة تكريساً لإشباع غريزة جنسية غير مشبعة عنده. ويعتبر بعض الشباب الجنس سلعةً تستهلك كباقي السلع. مثل هؤلاء الشباب يعيشون حالة ً من النقص والاضطراب النفسي التي تحتاج إلى معالجة اجتماعية.
علينا أن نذكّر أن المسيحية لم و لا تحتقر الجسد ولا خوف فيها من الجنس بمفهومه الإنساني. الجسد في المفهوم المادي هو الكيان البيولوجي الظاهر أمام عيوننا. أما الجسد في المفهوم المسيحي فهو الكيان الإنساني بأكمله وببُعديه المتكاملين الجسدي والروحي الذي يتعلق بالله خالقه ليكون هيكلاً لروحه القدوس من ناحية، ويرى في الله روحاً سامية من ناحية أخرى. إننا في المسيحية نحترم الآخر، ولا نريد أن نستعمله من أجل شهواتنا.
إن تشويه صورة الجسد المنظور المخلوق على صورة الله ومثاله، وجعله محط اهتمام وتأليه إنما هو فِعل عبودية جديدة غير مستباحة في المسيحية. إن نتائج الانفتاح الحضاري والثقافي والإعلامي غير الواعي، يضاف إليها الاستعداد النفسي في العقل الباطن للشباب نتيجة الكبت الاجتماعي والنظرة الخاطئة للجنس عند الناس، إنما هي انحرافات واعتقادات وممارسات غريبة على مجتمعنا.
إن تحقيق التوازن بين الانفتاح والحرية التي تغذّيها وسائل الإعلام وشبكة الانترنت وغيرها من جهة، وبين الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية التي تغذيها التعاليم المسيحية والقيم الاجتماعية من جهة أخرى هو بمثابة تحدٍ لا مفر منه أمام الشباب. وفي رأيي أننا لن نتخلص من هذا التحدي إذا لم نعِِ ونستعيد مفهوم 'حرية أبناء الله' التي مُنحت لنا بيسوع المسيح. فحرية أبناء الله هي أسمى من ممارسة حرية لذّة جنسية عابرة. حرية أبناء الله هي قيمة سامية وليست حب استهلاكي، وهي حرية لا يجوز تقييدها في ناموس.
والحق يقال أن كنائسنا مقصّرة في مسألة التربية الجنسية المسيحية لأولادنا. وما زلنا نعتبر أن هذا الموضوع من المحرمات والمكروهات. إننا نعاين في الكنائس فشل عدد من الزواجات المبكرة وأحياناً المتقدمة أيضاً لأن مفهوم الزواج عند البعض يأخذ طابعاً شكلياً جسدياً بحتاً، ليس فيه كينونة إلهية وإنسانية. يتحدث القديس يوحنا ذهبي الفم عن الزواج على أنه 'سر الحب'. والمسيحية قدّست الزواج واعتبرته الكنيسة 'سراً ' إلهياً.
ختاماً، لا بد من القول أن هناك تحديات أخرى متنوعة تواجه الشباب اليوم ومنها الهجرة والبطالة والتأخر في الزواج وغيرها من المشاكل الاجتماعية والفردية. إننا لا نستطيع أن نرفض أو نهرب أو نتجاهل هذا العالم المتغيّر سريعاً. بل علينا أن نعيشه بكل جوانبه الحلوة والمرة، متسلحين بالإيمان لنكون ملحاً للأرض ونوراً للعالم. إننا ورغم هذه التحديات قادرون أن نسمع صوت الله الذي يدعونا إلى الصلاحدائماً. إننا بحاجة إلى تحطيم القيود والأصنام التي تقيّد حرية لقائنا مع الخالق لكي 'لا أحيا أنا بل الله يحيا فيّ '.
بقلم: ألان فينكيلكروت
2013-09-29
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
بقلم: ألان فينكيلكروت
دعوت في 2007 ال....