يقول بولص الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: 'بل نعلن الحق في المحبة فننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الرأس.. فيه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله وتكامل بنيانه بالمحبة'..
* عندما يقدم لك زوجك هدية أختارها لك بنفسه ولكنها لم تعجبك هل تأخذين هذا الأمر بعين الاعتبار!
* عندما يطرد ابنك من لعبة كرة القدم بالرغم من جهوده المميزة والمشهودة له! هل بإمكانك تشجيعه لأجل ما بذله من جهود وتساعديه على الشعور بقيمته وأهميته؟
إن التشجيع هو الزيت الذي يشحّم به محامل عجلات الحياة. وهو الذي يسهل عليك الطريق لحفظك الوعود. تحتاج أعضاء عائلتك لتشجيعك مهما كانت المهمة جيدة والأداء حسنا.
هل تعتبرين نفسك مشجّعة؟ كم من المرّات كان لك هذا الموقف؟ إن كان من البديهي القول بأن النق والتذمر هو خطأ، هل تسعين للعزف على هذه القيثارة مستخدمة بعض الصفات الموجودة في زوجك وأولادك والتي تثيرك وتزعجك؟
إنه من الأسهل الانزلاق في متاهات النق والتذمر المستمر، إلا أن التمسك المستمر ببعض الأخطاء الصغيرة قادر على أذية زوجك وعائلتك روحيا وعاطفيا .
يجب علينا بالطبع أن نعلم أولادنا القيم الشخصية وكذلك المبادئ الأخلاقية نظير الوصايا العشرة. مثلا يجب أن يكون الأولاد نظيفين وعلى استعداد تام في بداية كل يوم. ويحتاج الأولاد أيضا أن يكونوا لطيفين مع العائلة وكذلك الأصدقاء. فهذه الممارسات جزء هام وضروري لتدريب الأشخاص الصغار عليها. وفوق كل هذا هناك بعض الأماكن الرمادية الغير واضحة والتي تترك مفتوحة للاختيار. إننا نحتاج لأن نتجنب النق في مواضيع التفضيل الشخصي.
* اكتشف أحد الآباء مدى النق الذي لديه على حساب التشجيع ولا سيما عندما كان يحاول تذكير ابنه المراهق وليد بأنه لا يمارس التمارين الرياضية في حمل الأثقال بقدر كاف. فكان كل يوم لمرة ومرتين وثلاث يحاول سؤال ابنه وليد مدى جدوى التمارين التي يقوم بها. 'ستكون هزيلا وضعيفاًَ، إن لم تتبع البرامج التي أعددتها لك'! كانت هذه العبارة من عبارات الوالد المتكررة على مسامع وليد. وبعد أن طفح الكيل أخذ وليد موقفا بمواجهة والده مظهراً ومعبراً عن مدى كرهه للتعليقات المستمرة وعن فقده كل رغبة في هذه التمارين وممارستها. فبدلا من هذا النوع من النق المستمر من الأفضل على الوالد أن يحمل الثقل مع أبنه وليد ويقضي وقتاً مشجعا إياه على الممارسة اليومية بروح رياضية صحيحة وسليمة.
* إن النق في حقيقة الأمر لا يقدر أن يأتي بنا إلى المستوى المرغوب به من الكمال الذي نرغبه في زواجنا وحتى في علاقاتنا مع أولادنا. والملاحظة المستمرة لعيوبنا تقودنا إلى الفشل واليأس والاكتئاب. إنها من الأساليب المضمونة لكبح النمو الروحي والعاطفي في أفراد أسرتنا وعائلاتنا.
في الواقع، ما تنظرين إليه على أنه خطأ وعيب في ولدك ليس إلا اختلافا في البنية الشخصية. فلربما لا يتصرف طفلك في الخارج كما تتمنين منه، إلا أنه يتجاوب معه بشكل مناسب على الرغم من أن هذا الشكل يكون مغايرا لما ترغبينه. فعلى سبيل المثال، نجد أن بعضا من الأطفال بطيئي الحركة. فلا فائدة من أن تحفزيهم على السرعة والعجلة. بل على العكس ، فهذا التصرف قادر أن يخلق ضغطا مؤذيا لتركيبتهم الداخلية.
* كانت سامية وهي صغرى بنات السيدة هدى، تتصف بالبطء في الحركة. على الرغم من ذلك فقد كانت قادرة على إدارة واجباتها بكل جدية وبشكل ممتاز وفي وقت مقبول. وبسبب طبيعتها بأنها عالية الترتيب، كانت تفضل التخطيط مسبقا بدلا من الاندفاع العشوائي لعمل ما . وبالإضافة إلى ذلك فكانت تتجنب أجواء العمل التي تحتاج إلى السرعة والعجلة. وهذا ساعد هدى (والدة سامية) على التحلي بالصبر لكي تدرك نمط عمل ابنتها وتعلمت أن تشجع ابنتها في عملها وكيفية أدائها وخطواتها.
* إن هذا النمط من الصبر والتشجيع إنما يميز إلهنا السماوي في تعامله معنا كأبناء.
إذا فالتشجيع يقوي إمكانيات أفراد عائلتك للتكيف وأن يكونوا مثمرين بالرغم من بعض النقائص والعيوب البشرية البسيطة. فتشجيعك لهم بكل وسيلة ممكنة ومتوفرة لديك تقدر أن تبنيهم وتوصلهم إلى المثال الذي يريده الله له بين شعبه.
خطوة عملية
· ما هي الطرق التي تتذمري بها على زوجك وأولادك؟ اكتبي أسماء أفراد عائلتك وتصرفاتهم التي تدفعك للنق والانزعاج!
· كيف بإمكانك أن تكوني مشجعة لكل منهم؟ ضعي مجموعة من الصفات التي تميز كل منهم وتفتخرين بها أو بعضا من الأعمال الجادة التي يقومون بها!
حاولي التفكير بطريقة مميزة تمكنك من تشجيعهم.
يقول بولص الرسول في رومية: 'ولا تشاكلوا هذا الدهر . بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله في حياتكم'
بقلم: ألان فينكيلكروت
2013-09-29
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
بقلم: ألان فينكيلكروت
دعوت في 2007 ال....