حالة الطقس في كفربو |
|
 |
الاستفتاء |
|
 |
عدد زوار الموقع 
|
مقالات و أراء |
 |
|
 |
 |
 |
 |
 |
شاب من البلدة |
2013-02-11 |
قصة حقيقية من البلدة |
 |
في حياتنا اليومية هنالك قصص حب خفية كثيرة أكثر بكثير من نظيراتها
المعلنة وكل قصة يا سادة يا أكارم تمتاز بخصوصيتها وأما قصتنا هذه
تروي قصة شاب يبلغ العقد الثالث من العمر يعمل رسام على الحجر
يعمل بإبداع في مهنته متنقلا بين لبنان وسوريا وهو يحب بلدته كفربو
التي هي مسقط رأسه , وفي يوم من الأيام كان في بلدته و اشترى
من أحد المحلات جوالا مستعملا وذهب متجها إلى منزله بعدها,
وهو يقلب في الجوال ظهر رقم على الجهاز بدون اسم فأثاره الفضول
أن يطلب الرقم وفعلا طلب الرقم وعندما كان الهاتف يرن كان قلبه ينبض
بسرعة غير معتادة وحينها أتى الرد من صوت مخملي مفعم بالهدوء
واللطافة وما أجمله من صوت وهنا يا أعزاء مع اهتزاز الحبال الصوتية
ودفء صوتها نبعت ثقة عمياء بتلك الفتاة من أول معرفة صوتية ودار
حديث وجدال لطيف بينهما انتهى بمعرفة الاثنين ببعضهم البعض والشيء
المثير للجدل أن هذا الشاب أعطى اسما وهميا أما الفتاة فاكتفت بإعطاء
اسمها فقط بدون ذكر مكان إقامتها بينما الشاب ذكر مكان إقامته دمشق
وهو يعمل في لبنان الشقيق واستمرت المعرفة فترة من الزمن تبادلوا فيها
الأفكار والآراء بعدة مواضيع على أكثر من صعيد وكانت الأفكار متقاربة
ومتناسبة وفيها شيئا من الانسجام الفكري والعقلي ونشأت علاقة صداقة
حميمة على أساس الاحترام المتبادل بينهما وهنا نبتت أول بذور العاطفة
واستمرت العلاقة فترة أطول إلى أن أصبحت علاقة حب بين الطرفين
خلالها تعرف على الكثير من الخصوصيات والعموميات من ضمنها
إقامتها في بلدة كفربو وهي إلى الآن لا تعلم بأن الشاب الذي غير لهجته
من نفس البلدة التي تقطن هي فيها هذه الحقيقة لطالما أخفاها عليها
مع اسمه الحقيقي هي جوهر القصة يا سادة , كان هناك لوعة واشتياق
إلى أن ترى فتى أحلامها ولكن عبثا انه لا يستطيع أن يكشف عن وجهه
ويقر بحقيقته المخفية وراء ضباب الحيرة والندم ولكن هي الآن تحبه
نعم تحبه كل يوم أكثر من يوم وهي صبية في قمة الروعة والجمال والأدب
إنها تدرس حاليا في الجامعة في كلية الحقوق السنة الثانية وفي تلك الآونة
أذكر أحد المواقف النبيلة للشاب , كانت الفتاة تريد الذهاب إلى الجامعة
في مدينة حمص وأهلها لم يوافقوا على ذلك لأن الجامعة في مدينة حمص
وحمص كما يعلم الجميع أوضاعها الأمنية الغير مستقرة والفتاة جل همها
بأن تكمل تحصيلها العلمي وتتخرج وتصبح من الحقوقيين المميزين
لكن سرعان ما تبخرت أمنياتها وأصابها الشلل عندما علمت بأنها
مفصولة من الجامعة لأسباب مجهولة , طبعا هذا الشاب فعل
هذا نزولا عند رغبة الأهل لأنه على تواصل مع الجميع وبالاتفاق معهم
وهو أيضا يريد سلامتها من أي مكروه, وتمضي الأيام والفتاة شوقها
يزيد يوما بعد يوم إلى رؤية فتى أحلامها وهو عالم بأنه قد يخسرها
إذا كشف عن اسمه الحقيقي انه يدرك مدى خطورة ذلك وهو قد يخسر
كل شي إلا هي, انه متيم بها وروحه معلقة بروحها, إلا أنه شعر بعذاب
الضمير فخطا خطوة نحو التسوية بحيث اتصل بها من هاتف آخر وتكلم
بلهجته الأصلية و بإسمه الحقيقي هذه المرة وبكل لطافة و إحساس مفعم
بالصدق وطلبها بقصد الزواج إلا أن محاولته باءت بالفشل وعاود المحاولة
في وقت لاحق لكنها لم تجد نفعا طبعا رفضت لأنها أعطت وعدا إلى حبيبها
وما أعظم الصدق والوفاء, واللحظات تمضي ببطء قد أصبح الشاب في
حالة صعبة وحرجة من أمره ولكنه لم ييأس فاتصل بالمدعو خالها وطلب
منه موعد للقائه وفعلا بعد ستة ساعات وصل إلى منزل خال الفتاة واستقبله
وجلس معه وأخبره القصة كاملة فاندهش خال الفتاة وتبسم ورأى فيه
الشهامة والصدق والمحبة والإخلاص فأخذه إلى منزل الفتاة وقام الشاب
في الدفاع عن حبه الغالي وأخبر الجميع بقصته ولكن صدمة عارمة على
وجوه الجميع وهي كانت لم تصدق ما رأت عينيها وسمعت أذنيها وردت
بصوت ضعيف لماذا فعلت هكذا وكذبت علي طوال هذه الفترة فأخبرها
عن أنه عندما تعرف بها هي لم تقل له من أين وهو ذكر اسم ودار سجال
بين الجميع ولكن الشاب لم ولن يتخلى عنها مهما حدث , فوقفت الأخت
الكبيرة وصرخت بأعلى صوتها : أختي لا تريدك ولا يمكن أن توافق عليك
بعد كل هذا , فدافع عن نفسه قائلا بأنه يريد أن يسأل حبيبته بنفسه وأن
تجيبه هي بلسانها بأنها لا تريده ولا تحبه ولم تلحق الأميرة أن تتكلم كلمة
واحدة فجاءت ثانية الأخت الكبيرة صارخة بأعلى صوتها أختي يستحيل
أن ترضى بك .عندها حزن الشاب ولبرهة من الزمن أخذه خياله إلى حادثة
ابتدعها سابقا بأنه فقد احد عينيه وساقه بترت في حادث سيارة فكان جوابها
(إني أريدك بكل مشاعري حتى لو كنت هكذا ) فهز برأسه بكل أسف لم
يتركوا لها حتى مجال أن تشعر بذاتها تركهم الشاب وخرج حزينا كئيبا
والآن يعيش بدون طعام مع التدخين والخمر ولا يكف عن التفكير بها بكل
عواطف وذكريات سؤالي ما علاقة أختها بمستقبلها ’إنها لعبت دور محامي
الدفاع عن المجني عليه ألا وهي الفتاة وليس لها أي مجال للتعبير عن حبها
أو كرهها بالشاب علما بأنها تحبه بكل ما تحمله الكلمة في طياتها من
معاني والسؤال الكبير ما هو جرم هذا الشاب وهل كان القصاص عادلا
أتوجه إليكم سادتي الأصدقاء بكل الاحترام كما أود المشاركة منكم
ولكم جزيل الشكر والاحترام .
شاب من البلدة |
|
 |
 |
 |
 |
 |
 |
 |
|
|