حالة الطقس في كفربو |
|
 |
الاستفتاء |
|
 |
عدد زوار الموقع 
|
مقالات و أراء |
 |
|
 |
 |
 |
 |
 |
مرهج عيسى |
2013-05-02 |
الوطن والإنتماء |
 |
الوطن والإنتماء
الوطن هو ذلك البيت الكبير الذي يعيش فيه كل أبناؤه ضمن حدود معترف بها من كل جيرانه .يتقاسم فيه أبناؤه كل خيراته ويتحملون كل أعبائه .
ولو عدنا لمكونات الوطن الصغرى فهي مجموعة مدن وقرى وبيوت ضمن القرية الواحدة ونقف عند البيت الذي هو بيت القصيد فيما أقصد ,يعيش فيه عدد يتفاوت عدده من بيت لآخر تتعدد اختصاصاتهم وآراؤهم ومعتقداتهم السياسية وأحيانا الدينية ويبدأ كل يعمل في المجال الذي أعد نفسه له فعليهم واجبات ولهم حقوق :
-المسكن
-المأكل
-التعليم
-الطبابة
ولكل ماذكرنا متطلباته .يكبر الأفراد ولكل سلوكه فلكل آراؤه ولكن يبقى الجميع بنفس البيت وعلى كل منهم ما لكل منهم ومن هنا تبدأ المشاكل عندما يبدأ المسؤولون عن البيت بالتفريق بين زيد وعمرو ,فذاك لطوله وذاك لجماله وذاك لمعتقداته وآرائه ومعتقداته ,ومردود الأفراد ليس كله متساويا .فمنهم من يكون صوته عاليا وإنتاجه قليلا ,والبعض الآخر –وهم الأغلبية-لاوقت لديهم للثرثرة بل للعمل والعمل والعمل فقط .وللأسباب التي ذكرت يبدأ التمييز في معاملة الأفراد في البيت الواحد حيث أن الذي يفوز بالنصيب الأكبر من إنتاج البيت هو المنافق الذي يجيد التملق ويكون في مقدمة الصفوف عند توزيع المكاسب ...أما في العمل الجاد فيكون غائبا .
من هنا يبدأ تراجع إنتاج البيت لأن المنتجون يشعرون بالإحباط واليأس حيث لايملكون للتغيير وسيلة والمنتجون عندما يبدأ إنتاجهم بالتراجع تبدأ مساءلتهم بل مضايقتهم بعدة طرق :
1-تبدأ مساءلتهم بأنهم قليلوا الإنتاج.
2-يبدأ الشك بولائهم للبيت الذي يعيشون به واللذين هم دعائمه ومؤسسوه وآثارهم تدل عليهم فتحت كل حجر شيء يدل على ذلك.
3-يحرمون من معظم امتيازاتهم.
أي تبدأ مضايقاتهم بطرق عديدة وبوسائل بشعة .
بعد الذي تم ذكره ولكل هؤلاء المخلصون كل الحق باختيار عدة طرق للتعبير عن موقفهم ك
-إما ترك البيت للمنافقين (وهذا موقف سلبي بحد ذاته)وإما التصدي لهم وهذا الموقف يتطلب القوة والمال والشجاعة و......وأغلبهم ليجازف ويقولون كفا الله المؤمنون شر القتال.
لنوسع قطر الدائرة من الوطن الصغير للوطن الأكبر (القرية)حيث هو الخلية الثانية في هذا التركيب وأبناء القرية يعرفون بعضهم جيدا ونتيجة موقف العناصر الطيبة –السلبي –بإخلائهم الساحة لغيرهم يتقدم هذا الغير ويبدأ بقيادة المجتمع وتتشكل الخلايا القيادة منهم ومن مجموع الخلايا الصغيرة تتشكل الخلية الأكبر في المركز الأكبر ...ولكن هل هذا يستمر ويدوم ؟؟؟؟أبدا يجب ألا يدوم .
يحق لنا جميعا أن نتساءل ونقول أن هذه المجموعات ستقود المجتمع للخراب أم لا؟نعم ستقوده للخراب .
التاريخ يقول أن هذه المجموعات تكون مجتمعاتها حسب أهواءها وتستأثر بكل ماهو جيد وطيب ودسم وتترك الفتات كي تشغل به باقي الناس ,وقد يكشف فساد هؤلاء ويتم إبعادهم بطريقة أو أخرى ويؤتى بغيرهم ليمارسوا نفس الدور وتعود السبحة للكر من جديد.
وتتلاحق الأجيال ....والجيل الجديد يرى الأغنياء والفقراء ولايعرف طبعا كيف اغتنى هؤلاء وكيف افتقر اؤلائك ولكن عليه أن يتذكر قول الإمام علي (كرم الله وجهه)-ماغتنى غني إلا بشقاء فقير-بل أقول يمكن أن يكون بموته؟
وسيقال عن الأغنياء أنهم ورثوها عن أسلافهم ومن ياترى يعرف أسلافهم؟؟؟؟؟
بعد هذا الإستعراض السريع والموجز نسأل أنفسنا جميعا من منا مواطن أو من يشعر بنفسه أنه مواطن ؟
-هل المواطن هو الذي يتعلم ويتخرج وعندما يتقدم لوظيفة ولايستطيع الحصول عليها إلا بعد أن يدفع راتب سنة من رواتبه التي مقدما؟
-هل المواطن هو الذي لايكفيه راتبه لأكثر من عشرة أيام _في أحسن الأحوال_ومصروف كلب عند من نعتبره قدوة لنا أكثر من رواتب عشرة موظفين؟
-هل المواطن هو الذي يجد العديد من فرص العمل- وخاصة في القطاع الخاص –ويجد كل الترحيب لحاجة من تقدم لديهم للحصول على العمل لحاجتهم لعمله أو اختصاصه ,ولكن سرعان ما يؤسف له شديد السف ويقدم له الاعتذار والتمني له بفرص عمل أفضل في مرات قادمة أو مشاريع أخرى ,ولكن بعد أن يكتشف انتماءه الجغرافي أو السياسي أو الديني أو حتى المذهبي –لاتظنوا أني أبالغ إنها أمور حقيقية واقعية؟؟؟؟
هل المواطن هو الذي يمضي كل حياته ولايستطيع بناء منزل ليعيش به حياة كريمة ,في حين تتناثر حوله القصور من كل اتجاه وتكون للسكن الموسمي فقط؟
-هل المواطن هو الذي يقضي كل حياته كدرجة من درجات السلم الذي يرتقي عليه مديرا أو وزيرأ أو موظفا كبيرأ ثم يكتشف أن هذا المرتقي تبلغ مصاريفه الشهرية مئات الألوف من الليرات؟
لايظن أحدكم أنني أنظر سوداوية أو سلبية للمجتمع الذي نعيش بل نتيجة لما نعيش ,بل أقول ويجب أن تقولوا جميعكم أن هذا المرض بل هذه الأمراض مجتمعة بحاجة لعمليات جراحية صعبة ومؤلمة ,فأنا كإنسان يخطرني قول الأولين:(الساكت عن الحق شيطان أخرس)فما يسرقه ويبذره مسؤول أو حتى صاحب الفرن أو الكازية أو موزع الغاز هو من حقي وحقكم جميعا هذا إن استطعنا أن نعلق العام بالخاص وبالتالي يحق لي القول أننا جميعا شياطين خرس.
كما أنني أرى أن معظمنا إن أقل كلنا نعرف كل تلك العيوب ونسكت عليها لاخوفا ولاجبنا بل انتظارا لفرصة كي يمارس نفس الدور فلا ندين كي لا ندان.فلا نرى من يعترض على مسيء بل ينحي نفسه جانبا ويقول ما دخلني فهل منكم :
-من اعترض على مدخن رمى عقب سيجارته في الطريق ؟وماذا فعل .
-من اعترض على من استعمل منديلا ورقيا ورماه على الأرض ؟وماذا فعل.
-من اعترض على من يقطع غصنا أو شجرة ليزين بها بيته في عيد الميلاد أو يزين بها مدخل بيته عند عودته من رحلة الحج؟وماذا فعل.
-من اعترض على من يرمي أكياس زبالته على مداخل القرية أو المدينة؟وماذا فعل.
-من اعترض على من يسرق الماء والكهرباء من الشبكات العامة ؟وماذا فعل.
-من اعترض على من يذهبون للبنان ويأتونا بأحزاب عديدة والتي منها شهود يهوه –واللذين هم أشد خطرا على الإسلام من المشركين أيام الدعوة ,وأشد خطرا على المسيحية من هيرود س الحفيد الذي أسس الماسونية للقضاء على المسيحية –هم لايعترفون لابالمسيح ولا بمحمد ؟وماذا فعل ,,أرى أغلبنا يدعمهم بطريقة أو بأخرى بعلم أو بدون علم .
هذه الإعتراضات القليلة ليست طوباوية بل تتسم باللامبالاة بالوطن وبالتالي للشعور باللامبالاة بالبيت .
فلابأس أن تخرج الزوجة أو الأخت من البيت بدون استئذان ولاعنوان للمكان الذي ذهبت إليه قصر الوقت أم طال ولا تسأل أين كانت وماذا فعلت –إنها الحضارة والثقة- .
لايسأل الطفل عن سبب غيابه الطويل عن البيت –إنها التربية الحديثة- .
هذا الشعور بالإحباط واليأس من مستقبل ما ذكرت يدفع خيرة شباب هذا الوطن للضياع والهجرة لأي مكان يمكنهم الذهاب إليه ومهما كان نوع العمل الذي سيمارسونه هناك فمنهم العتال ومنهم الزبال ولكنهم يشعرون ويظنون أنهم يعيشون كبشر
لماذا لانستطيع أن نمنحهم هذا الشعور في وطنهم؟
أغلبهم ينامون على أبواب السفارات للحصول على تأشيرة دخول لتلك البلدان التي لاترغب بوجودهم على أراضيها وبالتالي يلجؤون للدخول لتلك البلدان حتى ولو كان دخولا غير شرعي وهم بالأساس يشعرون أنهم غير مرغوب بهم بالأوطان التي عاش فيها آباؤهم وأجدادهم , فيلجأ ون لأسوأ الطرق وأمرها وهي (اللجوء الإنساني)وهو للذي لايعرف عنه :هو من أسوأ وأقذر أنواع الهجرات حيث لايستطيع من فعلها العودة لموطنه الأصلي أبدا إلا في حالات نادرة.
لاأرى نفسي أنني وفيت الموضوع شرحا ولكن أتمنى أن أكون قد أضأت على معظم جوانبه وصدري رحب لكل تعليق.
مرهج عيسى |
|
 |
 |
 |
 |
 |
 |
 |
|
|