الهجرة emigration
لماذا يهاجر الانسان ويترك بلده وأهله وأبناء بلده ؟ ومن يهاجر ؟ وما هي أفضليات وعيوب الهجرة ؟
هناك من يهاجر أولا بسبب الدراسة ومن ثم يبقى في البلد الذي درس به أو غيره وذلك لأسباب عديدة منها أن الحياة في بلد الغرب أعجبته أكثر من بلده أو أنه ارتبط بأسرة أو عمل مرموق وما اليه من أسباب الا أن أهم الأسباب التي تدفع الانسان لأن يفكر بالهجرة هو العامل الاقتصادي فهو لايجد في بلده عمل ولا مستقبل ولا حيلة ولا قوة لذا يفكر بالخلاص من هذا الواقع عن طريق الهجرة الى الخارج لعله يجد حياة أفضل والأمر يصل الى حد المخاطرة بحياته من أجل أن يصل الشواطئ الأوروبية فكل سنة يموت الالاف في المتوسط وهم بطريقهم هربا الى أوروبا عن طريق شواطئ شمال افريقيا (ليبيا ومراكش ) الى ايطاليا ,اسبانيا وفرنسا والمهاجرين نوعين والنوع الأول نظامي legal والنوع الثاني illegal فالنوع الأول يهاجر بعد حصوله على موافقة مسبقة من سلطات الهجرة للبلد الذي يريد السفر اليه وهذا أفضل أنواع الهجرة ,
أما النوع الثاني illegal أو بالكلام الدارج (هريبة ) اذ أن المهاجر يصل الى بلد المهجر تهريب أو بهدف السياحة ومن ثم يبقى هناك .في هذه الحالة تبدأ معركته مع السلطات المحلية ومع الزمن فاما أن يشفقون عليه ويسمحوا له بالبقاء واما يعاد الى بلده قصرا.
في السبعينيات من القرن الماضي كانت الهجرة الى أوروبا سهلة وكانوا المهاجرين حتى غير النظاميين يقبلون بسهولة أما بعد التسعينيات من القرن الماضي وبعد أن فتحت أوروبا الشرقية حدودها وانضمام أكثر دول أوروبا الشرقية حدودها وانضمام أكثر دول أوروبا دول أوروبا الشرقية الى الاتحاد الأوروبي فقد هاجر الملايين منهم الى أوروبا الغربية وامريكا مما أدى الى زيادة عدد المهاجرين زيادة كبيرة حتى أصبحت تشكل مشكلة اجتماعية واقتصادية عند هذه الشعوب
ان للهجرة أفضليات كثيرة طبعا فكل انسان يطمح لأن يعيش حياة حرة كريمة تتوفر لديه الفرص من أجل أن يبني مستقبل جيد ويتمتع بالأمان والأمن وحقيقة أكثر الدول الأوروبية وكندا وامريكا واستراليا تمن الفرص وهذه الظروف لشعوبها ومواطنين .
ولكن للهجرة سيئات كثيرة أيضا أولها مشكلة الاندماج مع هذه الشعوب التي يهاجر اليها .تقول كارين زونر المختصة في مسائل الهجرة والاندماج والتي تعمل مع مجلس مدينة فيينا وفي النمسا عموما أن القسم الأكبر من المهاجرين يعيشون في مجمعات معزولة ثقافيا عن باقي فئات المجتمع فيحدث تضارب بين القيم والعادات التي حملها هؤلاء المهاجرين معهم من بلدهم وبين القيم السائدة في بلدهم الجديد .
وهناك مشكلة أخطر كما تقول كارين وهي تصاعد العذاء للمهاجرين وهذا العداء تغذية الأحزاب اليمينية بما لديها من اعلام وتقدم باستمرار صورة سلبية عن المهاجرين .
في الوقت الحالي يبلغ عدد سكان فيينا (1,6 ) مليون بينهم 20 % من أبناء المهاجرين وترتفع النسبة الى 50 % من بعض الأحياء التي يتركز فيها المهاجرين مثل المنطقة رقم 15 والمنطقة رقم 16 من فيينا .
قسم كبير من هؤلاء المهاجرين لا يريد الاندماج أو يريده حسب تقاليد بلده وعقيدته فمثلا قام حزب الخضر في ألمانيا ببرامج جيدة من أجل تأهيل الأجانب للاندماج في المجتمع الألماني فنظم دورات (كورسات )لتعلم السباحة وغيرها مجانا فحين يذهب النساء التركيات الى الكورس يريدون أن يسبحوا بثيابهم فهذه تقول أن دين لا يسمح لي أن أسبح بالمايو فقال المدرب كما أرى علينا نحن أن نندمج معكم ..
ولقد قال طيب رجب أردوغان رئيس وزراء تركيا في اخر زيارة له الى ألمانيا حين اجتمع هناك بالجالية التركية: الاندماج يعني الانصهار نحن نريد أن تحافظوا على هويتكم التركية وسنطلب من السلطات الألمانية أن يكون لكم مدارس وجامعات وأعلام ومراكز ثقافية تكون فيها اللغة التركية لغة رئيسية مما أثار غضب الألمان بالرغم من أن الدول الأوروبية ترعى حقوق الانسان بشدة ولا تفرق بين انسان واخر حسب الجنس أو الدين أو العرق أو اللون الا أنه بدأت تظهر ظاهرة العداء للمهاجرين وخاصة بعد 11 أيلول وتدمير المركز التجاري في نيويورك وحادثة التفجير في القطارات في اسبانيا وغضب المهاجرين في باريس وحرق الاف السيارات .فهم بدؤوا يخافون على وجودهم منهم هذا بالاضافة الى
أنهم يأخذون أماكن عملهم .فالى كل من يريد الهجرة من شباب البلد أقول له بعد خبرة 40 سنة في المهجر اذا قرر الهجرة عليه أن يأخذ بعين الاعتبار مايلي
1-ان أحسن الدول للهجرة هي كندا واستراليا .الدول الاسكندنافية (النروج –والدنمرك والسويد الى حد ما ).2-أن يعلم أنه لا يستطيع أن يحمل هويتين هذا يعني أنه سينسى هويته الأم فالمرء لا يستطيع أن يدخل في صراع مع نفسه فلا بد له أن يندمج نع البلد الذي يهاجر اليه ويقبل قيمه وعاداته والا سيشعر بالغربة مادام حيا ..3- ان الطريقة الأفضل للهجرة هي الطريقة النظامية (logal ) .أبدا الطريقة الغير نظامية وهناك عشرات المواقع على الانترنت للهجرة النظامية فمثلا اذا أردت أن تهاجر الى استراليا ادخل الى goggle ثم اكتب استراليا ومن ثم الهجرة immigration فتظهر له كثير .4-ان درجة فبول المهاجر من فبل سلطات الهجرة يتعلق بمدى مؤهلات المهاجر وظروفه وأهمها المهنة –التعليم –العمر الفردي أو العائلي –اللغة ومعارفه بالبلد الذي يريد الهجرة اليه –على كل دال كل هذه الأمور يستطيع المرء أن يجدها في مواقع الهجرة على الانترنت ويستطيع كذلك أن يعمل حسابه ما اذا كان مؤهل ويستقبل أم لا .كما أن السفارات الأجنبية تزود الناس بهذه المعلومات أو تمدها على صفحاتها في الانترنت وأخيرا أنا كمهاجر أحب أن أقول ان كفربو توحشني أفتقد الى أهلي وأصحابي أفتقد الى السير في شوارع كفربو وأحيي من أواجههم –مرحبا –كيف الصحة-انشاء الله بخير –تفضلوا زورونا –تفضل شراب فهوة –و.........الخ فعلا أفتقد الى هذه الكلمات .أفتقد أيضا الى حقول كفربو الواسعة ورؤية المزروعات وأصوات التركتورات وأصوات الابار الارتوازية وضجيج الأعراس ليلا .ان كل موقع بكفربو له ذكريات عميقة عندي المدرسة الكنيسة الشارع الرئيسي تل فيون مارحنا وحتى أصوات الموتورات تفتل طول النهار وذاهبة حول المدرسة .كل مهاجر مهما طال غيابه يوم ما سيشده الحنين الى موطن رأسه مهما ملك ومهما كان جمال البلد الذي يعيش فيه واننا لعائدون ان شاء الله
ت.المقدسي 21-7-2008 ploudiv
بقلم: ألان فينكيلكروت
2013-09-29
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
بقلم: ألان فينكيلكروت
دعوت في 2007 ال....