أجمـل مـن عينيـك حبـي لعينيـك ......فإن غنيـت عنـى الـوجـود
كنـت ببالي فاشتممت الشذى فيه......تـرى كنـت ببـال الـورود ؟ .
وإنما الشذى...في عالم حنا مينه الشفاف ، القادر على تنقية الروح من شوائب الحياة ومما يعكر صفوها ويكدر نقاءها ، متجاوزاً المعيقات وماديات الحياة ، إلى التأكيد على أهمية العلاقات الإنسانية التي لا يمكن أن تنمو وتتطورإلا في أفياء الحب، لتثمر معطياتها على أغصان الغيرية القادرة على إزالة ما يتعب النفوس ، من خلال دورانها مع عجلة الحياة القصيرة الممتدة ما بين الحياة والموت .
نعم ! هذا الشذى... لدى كاتبنا حنا مينه ، إنما يكون بالسمو بالأمنيات والانطلاق بها من مستوى الرغبات الضيقة إلى فضاءات الطموحات النبيلة والبعيدة المدى، وفي إيغالها في رحاب الحلم الذي تتسع دوائره. وهو يتطلع إلى مزيد من بناء النفس وعمار الشخصية حتى تبني أساس حلم جميل لحياة تكون أكثر فاعلية في بنائها الروحي والإنساني ، وتجهد على إسعاد الذات والآخر ، وتمهد لاستقرار عالمنا الممتد شرقاً وغرباً على دروب الحب والسلام .
*إن من يقرأ حنا مينه يرى نفسه أنه يصغي دائماً إلى ترتيل صلوات مشتركة فاعلة بقوة الحق والإيمان ؛ تدعو إلى عودة الوعي إلى عقل كل من يحاول أن يشوه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس ، أو يد نس صورة من صور الحياة الإنسانية الممتدة على مساحة الكون. عسى أن تدفعنا الصلوات المؤمنة إلى أن نحب بعضنا بعضاً ، ونتماسك تماسك البنيان المرصوص ، على أمل أن نوفق في صياغة حضارة إنسانية مضافة إلى حضارتنا العريقة والممتدة في جذور الأرض والتاريخ الإنساني والبشري ، وهذه الحضارة هي حضارة الحب والوفاق متعاونيين ومتآخيين تظلنا عدالة إنسانية .
ذلك العالم الجميل هو عالم حنا مينه الذي رسمه بعبقرية واقتدار ، وأودعه سر الجمال والخلود ، وقد اجتهد من أجل صياغة آفاق مستقبل إنساني سعيد ، يملؤه الفرح الذي مازلنا نبحث عن سر امتلاكه منذ نشوء الحضارات ونهضة الثقافات .
* عليك السلام يا أستاذ حنا دائماً أبداً ما حييت وما استمر عطاؤك ، وسيستمر هذا العطاء مع الدعاء في أن تكون العافية في بردك ، والصحة النفسية في جوانحك ، والحب والنار في عزيمتك المنداة بالأريحية التي تحمل الكبرياء والأمل والنور والرجاء .
· ما هذه الصرخة الغضوب يا كاتبنا ؟ في هذه الوثيقة التي قرأناها في صحيفة الثورة تحت عنوان ' وصية ' .
· إنهـا صـرخـة مـتـضـرمـة مـجـلجـلـة مـدويـة عـنـيـفـة .
· أما العين فقد سال دمعها ، وأما القلب فقد انفطر حزناً لصرخة كاتبنا الحبيب حنا مينه، النسر المحلق عالياً ، والمجنح في علياء اللغة ، الذي طال السحاب وقطف النجوم فكانت عناقيد المجرة بعض قطوفه .
· سلمت يا صاحب اليراع المنضر ... الذي رفرف من بين أصابعه ألف من النوارس ، وألف من الشحارير فوق اللجة الزرقاء ، قدّم له التحية . و أعطاه زبد الموجة المصطخبة كلماته ، وأهدته أغصان الأشجار المرجانية في قاع البحر الأحمر حروفه المنذورة للحرق في اللهب المقدس .
· إن كاتبنا في جنون الشجاعة كتب وصيته ، وقد كانت آهاً حرّى تردد في فلاة القهر من هذه الدنيا الفانية :
ما للسفينة لم ترفع مراسيها............ألم تهيّئ لها الأقدار ربانا !؟ .
نعم ! لقد كنا كللنا معك في شراكة الألم .. في هذه الآه الحرى التي سكبتها صرختك في عمق نفوسنا ، لقد تألمنا حتى العظم ؛ ولكن عندما قرأتُ وصيتك لزوجتك ، أدركت أنك رجل أصيل ، وأنك خير سند ، وأي ٌّ من الرجال مثلك يا سيد الرجال .
* لذلك إنني أرشق على سفينتك المبحرة على أنساق ومجرى التاريخ ، قارورة عطر من ياسمين دمشق التي أحببتها وانحناءة كبرياء من قاسيون وإكليل غار من الغوطة وأقول لك : سلام عليك في الأوليين والآخرين .
بقلم: ألان فينكيلكروت
2013-09-29
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
المدرسة والتعليم... في عصر العالم الرقمي السائل والآني
بقلم: ألان فينكيلكروت
دعوت في 2007 ال....