حالة الطقس في كفربو |
|
 |
الاستفتاء |
|
 |
عدد زوار الموقع 
|
مقالات و أراء |
 |
|
 |
 |
 |
 |
 |
قصة من كتابة الدكتور تركي المقدسي |
2008-11-13 |
الحب الثاني |
 |
الحب الثاني
طوني تلميذ مدرسة في الثامنة عشر من عمره وهو تلميذ متواضع وطيب القلب , جاد في دراسته و بعلاقته مع زملائه في المدرسة ومن عائلة ذو منشأ اجتماعي وثقافي جيد . في المدرسة أخذ يميل إلى إحدى زميلاته تدعى ديانا وهي تكن له أيضاً الاحترام والمودة وكانا يخرجان من المدرسة معاً أثناء الانصراف , يقضون بعض الوقت معاً وهم في طريقهم عائدين إلى بيوتهم , ومع الزمن تشكلت بينهم علاقة عاطفية وشعور متبادل يسوده التفارب والمحبة فبدئا يخرجان معاً من وقت لآخر خارج دوام المدرسة فتارة إلى الكافتيريا وتارة أخرى يتنزهون في الحدائق العامة وشوارع المدينة وكانوا يتحدثون عن مواضيع مثل الدراسة وعن ذاك المعلم أو تلك المعلمة و هذا الزميل وتلك الزميلة ولن ينسوا أن يتحدثوا عن طموحاتهم في الحياة و دراستهم في المستقبل فكان كل منهم يعود إلى بيته وكأنه يمشي على بساط الريح مُزوداً بطاقة إضافية تساعده على حب الحياة و حب الآخرين وفي يوم عطلة كان لطوني موعد مع صديقته ديانا وقد فوجئ حينما رآها وهي قادمة مع فتاة أخرى وحين وصلا إليه قالت ديانا : هذه صديقتي ماريا وهذا صديقي طوني وبعد أن .................. انطلقا معاً ,
وهذه ماريا صديقة ديانا تلميذة أيضاُ لكن من مدرسة أخرى وهي فتاة حسناء تتمتع بمواصفات ........ ( جسمية خارجية ) جيدة , تجيد الصيد حتى في الماء العكر فهي أتت إلى هذا اللقاء بملابس أنيقة ( تنورة سوداء أنيقة وبلوز أبيض ذو فتحة عريضة يضهر من خلاله صدرها .................................................. ..........................................
نظارة سوداء رفيعة تخبئ وراءها عيون حور ولها شعر طويل أسود بلون الليل القاتم وبشرة جلد ناعمة بيضاء وبهذا تكون أوصلت رسالتها إلى طوني ........ وكأنها تريد أن تقول له : ألا ترى أنني أجمل من ديانا ؟؟؟؟؟
إن هذا المشهد قد حرك عواطف طوني ( وياترى كم من الرجال يستطيعون أن لاتتحرك مشاعرهم عند مثل هذه المشاهد ) فبدأ يلتقي بماريا سراً عن ديانا وبعد عدة أشهر قرر طوني أن يعترف لديانا بالحقيقة وفي لقاء بينهم في إحدى المقاهي وهم جالسين على طاولة دار بينهم الحديث التالي :
طوني : ديانا هل أنت راضية عن سلوكي معك ؟؟
ديانا : طبعاً , ولماذا تسأل هذا السؤال ؟؟
طوني : أحببت أن أسمع منك الجواب
ديانا : وهل تشك أنه سيكون لي جواب آخر ؟؟
طوني : لا طبعاً , لكن الإنسان مع مرور الزمن يتغير
ديانا : اطمئن إذاً فأنا لم أتغير , هل تغيرت أنت ؟
طوني : هذا مابودي أن أقوله لك
ديانا : ماذا تريد أن تقول لي ؟ أنك تحب غيري ؟
طوني : أحب كثيراً من البشر
ديانا : أنا لا أسألك عن هذا النوع من الحب ولا تحاول أن ........................ : هل تحب غيري ؟ هل فهمت السؤال الآن ؟
طوني : نعم أحب فتاة غيرك , لكني أحبك أنت أيضاً
ديانا : إذاً أنت تحب فتاتين في وقت واحد
طوني : نعم وصمت
ديانا : هل أعرفها أنا ؟
طوني : نعم تعرفينها
ديانا : لها نظارة سوداء وفتحة صدر كبيرة , أليس كذلك ؟؟
طوني : صمت
ديانا : اسمع اذا أقول لك : من يخونني ليس له مكان في قلبي
طوني : أنا لم أخونك وأنا أحبك فعلاً ولاتنسي أنت التي قدمت لي ماريا
ديانا : آسفة , لا أعرف أنك تذهب مع الريح
طوني : أكرر لك كلامي إني أحبك
ديانا : قامت واقفة من على الطاولة وبعصبية قالت : لا أريد أن أسمع منك هذه الكلمة بعد اليوم , أنت كاذب , خطفت حقيبتها وقالت وداعاً ثم انطلقت بطريقها .
وما أن توارت عن الأنظار حتى وضع طوني رأسه بين يديه وانحنى على الطاولة واستسلم بتفكير عميق حتى أتى إليه خادم المقهى وسأله ما إذا كان كل شيء على مايرام وهل يحتاج مساعدة . شكره طوني ثم انصرف
و بقي طوني هائمٌ على وجهه في هذه الدنيا ولايعرف كيف يتصرف .
وفي يوم أخبرته ماريا أنها ستسافر مع أهلها إلى أستراليا ولا تعرف ما إذا كانت ستعود إلى البلد لذا فهي لا تريد أن تبني مستقبلاً على الأوهام وطلبت منه أن ينساها , وفي نفس الوقت كتبت ماريا هذه الرسالة إلى ديانا :
صديقتي العزيزة ديانا :
إني أشعر بذنب كبير تجاهك لأني قمتُ بعمل قذر فعلاً لذا أطلب منك أن تغفري لي . إن طوني أحبني لكنه يحبك أنت أكثر مني .
أني مغادرة البلد مع أهلي ولا أدري إذا ماكنت سأعود .
سأكون سعيدة جداً إذا سمعت يوماً أنك سامحتيني وعدت إلى طوني الذي يضمر لك الحب الحقيقي .
وفي يوم كان طوني يتصفح إحدى المجلات فقرأ إعلان يقول بأنه يهتم بحل المشاكل الاجتماعية والأسرية . أخذ العنوان وتوجه إلى الشركة في اليوم التالي . جلس أمام أحد المرشدين الاجتماعيين وقص عليه قصته ثم أخبره أنه يريد الرجوع إلى ديانا . فقال له المرشد : أعطنا عنوان ديانا وراجعنا بعد أسبوع لنقول لك ما إذا كنا نستطيع مساعدتك أو لا .
وبعد أسبوع عاد طوني إلى المكتب فقالوا له سنحاول مساعدتك ولكن عليك أن تترك لنا رسالة صوتية مسجلة بصوتك وموجهة إلى ديانا تقول فيها ماذا تريد منها وبعد فترة نحن سنتصل بك .
وبعد أن جمع أفكاره سجل الرسالة التالية :
مرحبا ديانا , كيف حالك ؟
إن طوني الذي كنت تعرفينه منذ سنين لم يعد هو طوني الآن وأنا بالفعل تغيرت لكن هذه المرة بالاتجاه الصحيح . خلال هذه الفترة كنتِ دائماً تعيشين معي أينما ذهبت . أنا أعتذر منك عن الأسى الذي سببته لك في الماضي وإن قبلتِ أن تغفري لي سأفعل مابجهدي لأن أعوضك عما ارتكبته من أخطاء تجاهك وسأحملك على ذراعيا مادمت أستطيع ذلك . أنت تعرفي أني أحبك ولا أزال كما أنني أعرف كذلك أنك أنت تحبينني أيضاً . سأنتظرك بالمكان المعتاد الذي كنا نلتقي به سابقاً .
أخذوا شريط التسجيل وأرسلوا مرشد اجتماعي امرأة لتبحث عن ديانا وحين وجدتها قدمت لها نفسها ومن ثم باقة الورود وقالت لها :
لكي عندنا مفاجأة أخرى , هل لك أن تصحبيني لتستلميها ؟ وكان ذلك أن دخلوا إلى سيارتها وبدأت ديانا تسمع الشريط المسجل وبعد سماعه قالت المرشدة لها : والآن ؟؟ هل ستغفرين له ؟ فأجابت : لا أدري ما إذا كنت سأفعل ذلك لكني سأذهب إلى لقاءه .
ودعتها المرشدة بعد أن قالت لها سوف يسرنا أن نراكم معاً في مكتبنا إذا اقتضى الأمر ذلك . وبعد أن تحركت السيارة صرخت ديانا : ستوب , ذهبت إلى نافذة المرشدة وقالت لها : نسيت أن أشكرك على باقة الورود الجميلة , شكراً لك وشكراً لمن ابتاعها , إنها فعلاً جميلة |
|
 |
 |
 |
 |
 |
 |
 |
|
|