حوار مع الأستاذ مرهف فرح عبدالله
في الإيقاع الاجتماعي التقينا الأستاذ مرهف عبدالله الإنسان الذي حمل التواضع والمحبة في حياته , كانت تطلعاته نحو الخير والجمال ,وهذا ما انعكس في صدى أفراد العائلة. حديثك معه يجعلك تفتخر به ,وتشعر أنك تعرفه منذ سنين يحيطك بالدفء من احترامه وجلاله .ومعه كان هذا اللقاء:
*1- أستاذ مرهف حبذا لو تحدثنا عن البطاقة الشخصية والمسيرة العلمية؟
***- أنا من مواليد 1942- بلدة كفربهم- حماه- سورية, درست المرحلة الابتدائية في غرف كنيسة القديس جاورجيوس في كفربو على يد الأساتذة الأفاضل: أمين بهنا, حنا سعادة, والمرحلة الإعدادية في مدرسة التربية الاجتماعية في حماه , والمرحلة الثانوية في ثانوية ابن رشد في حماه ,ونلت شهادة الثانوية للفرع العلمي سنة 1964م ,وسجلت في جامعة حلب في كلية التجارة والاقتصاد وتخرجت منها عام 1968م.
*2- بعد التخرج ماذا عملت؟
***- إنني خلال دراستي الجامعية كنت أساعد الأهل في العمل الزراعي ,واستمر الأمر حتى في أثناء الوظيفة حيث عملت بعد التخرج في مشروع الفرات في الطبقة عام 1968 بصفة رئيس شعبة, وفي بداية عام 1970 أدَّيت خدمة العلم ,وبعدها تعينت في دائرة الجمارك.
*3- والدك الراحل المختار فرح العبدالله وتربيت في هذا البيت العامر ماذا بقي في الذاكرة من تلك الأيام الخوالي؟
***- أذكر تلك المضافة التي تجمع الناس تحت سقفها لكي يتحدثوا عن قضايا القرية والأمور الزراعية وهي بمثابة منبر ثقافي وخدمي واجتماعي لأهل القرية,وبنفس الوقت كانت المضافة مكان المبيت للغرباء.
*4- كيف ترى صورة كفربو اليوم؟ وما وجه المقارنة مع الماضي؟
*** هذه الأيام هناك الحالة الثقافية الجيدة ,والجيل الواعي, والشعب الغيور والكريم والمضياف, والمجتهد في عمله, وخاصة تجد عدداً كبيراً يمتهن في أكثر من عمل , أما بالمقارنة مع الماضي فقد كانت البساطة وطيبة القلب والغيرة على البلدة من الصفات التي يحملها الجميع ,ومرد ذلك إلى افتقارهم إلى التكنولوجيا الموجودة حالياً التي طوَّرت الناس في شتى المجالات .
*5- ما سر السعادة عند الأجداد برأيك ؟
*** أعتقد أن الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك من ألفة ومودة وتواصل عبر السهرات اليومية جعلت الناس مقتنعين في حياتهم ,وهذه القناعة جلبت لهم هناء البال. أما اليوم مع تسارع الحضارة انشغلت الناس بكثرة أعمالها , وتغير نمط العادات والتقاليد التي كانت سائدة كدخول التلفاز والهاتف والانترنيت وغيرها.جعلتهم في منأى عن بعضهم بعضاً.
*6- أبا وائل سبق وذكرت حبك للعمل الزراعي في أرضك ما سبب هذا الحب؟
***- منذ طفولتي وأنا أعمل في أرضي وتعلقت بها لما وجدته من فوائد شتى في التعامل معها ,فهي تعطيك ولا تأخذ منك, ومن الفوائد أذكر الرياضة واستنشاق الهواء النقي و لأن الأرض صادقة وهي مصدر عطاء ,وطوال فترة وجودي في الوظيفة لم أتخل عن العمل في الأرض ,وأنا لا أحب الجلوس في البيت.فعلى الإنسان أن يكد في عمله لتأمين حياة أفضل .
*7- حبذا لو نعرف لمحة عن عائلتك؟
***- أنا متزوج من السيدة هويدا عساف,وعندي أربعة أولاد وهم:
وائل: طبيب مختص في الجراحة العامة
باسل: محامٍ
روان: معهد حاسوب وهي متزوجة
رزان: طالبة في كلية التجارة.
• 8- هل من أمنية كنت تتمناها في تعليم أولادك؟
***- كنت أتمنى أن يدرس ولدي باسل في كلية الهندسة,لكنني وافقت على رغبته في دراسة الحقوق.
*9- كيف تبدو صورة الفرح والحزن عند أبي وائل؟
*** أكثر ما أحزنني في حياتي نبأ وفاة أخي المرحوم الدكتور ناظم الذي قضى جل دراسته في الغربة , أما ما يفرحني هناك مناسبات كثيرة أحبها إلى قلبي مناسبة زواج ابني باسل .
*10- ذكرت بحزن رحيل المرحوم الدكتور ناظم حبذا لو نتحدث عنه قليلا؟
***- لأخي المرحوم ناظم مكانة في قلبي ,فهو بمثابة ولد من أولادي, كان -رحمه الله- طيب القلب كان بعيداً عن أذية الناس ومحباً للحياة الاجتماعية وأجواء الفرح.
*11- ماهي أمنيتك من أجل كفربو ولماذا؟
***- بعد وفاة الكثيرين من ذوي الحالات الخطرة في سيارات الإسعاف وهم في طريقهم إلى المشفى أجد أنه بات من الضروري بناء مشفى في كفربو , فنحن اليوم بحاجة إلى هذا المشفى أكثر من أي وقت مضى وخاصة بعد ازدياد عدد سكان البلدة وأوجه نداء من خلال موقعكم الالكتروني إلى المهتمين بهذا الأمر إلى المبادرة بوضع نواة للبدء بهذا المشروع بعد مشاورة الأطباء لوضع ثقلهم في تنفيذ هذا المشروع .
*12- في كفربو إطلالات جميلة من كل الجهات كيف ترى طبيعتها؟
*** تتألف كفربو من مساحات واسعة من الأراضي المروية ويصل الري إلى معظمها والباقي يسقى بالآبار الارتوازية لذلك تجد سهولها خضراء حتى في الصيف وهي محاطة بالروابي من جميع جهاتها, يأتيها النسيم العليل من الجبال من جهة الغرب وتمتاز بلدتنا بنسيم عليل في ليالي الصيف.
*13- هل من كلمة توجيهية للجيل الصاعد في كفربو؟
***- أقول لهذا الجيل أن يكون واعياً لتحمل المسؤولية تجاه أهله في مساعدتهم ,والجد في العمل والدراسة وأن يكون محباً لمجتمعه وبلده وان يتخلى عن جميع التصرفات غير المحببة التي تسيء له.
وبالنسبة للمغتربين عليهم أن يتواصلوا مع أهلهم و أن لا ينسوا بلدهم سورية مهما طالت إقامتهم في بلاد الاغتراب ,وأن يكونوا مثالاً للعطاء الدائم والعمل الدؤوب من أجل الارتقاء بسمعة السوريين في الخارج.
*14- منذ أكثر من سنة أطلقنا موقعاً لبلدتنا على الانترنيت كيف ترى هذا الموقع؟
***- في ظل التطوير والتحديث وإطلاق العنان للتكنولوجيا في عهد سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد وارتباطنا بجميع شعوب العالم عبر الانترنيت أصبح الانترنيت صلة الوصل السريعة بين المغترب ووطنه الأم ,فالمغترب في الماضي قبل اختراع الانترنيت كان يشعر بآلام الغربة وعذاب الحنين والشوق للوطن أما الآن فهو يرى أهله ويكلمهم ويجد متنفساً في قراءة أخبار البلدة ويعبر عن آرائه بكتابة الرسائل والحديث مع أهله وأصدقائه عبر غرف الدردشة.
*15- طرحتُ ذات يوم مشروعاً يتعلق بإنشاء ناد للمتقاعدين كيف نستطيع تحقيق ذلك؟
***- هذه فكرة جيدة ,فهو مكان لقضاء وقت الفراغ ومكان للتواصل الاجتماعي ودراسة أوضاع البلدة والعمل على طرح الحلول لبعض القضايا,ولكن بناء ناد للمتقاعدين صعب نسبياً لأنه يحتاج إلى أرض وتمويل, فأنا أرى أنه من الممكن استئجار أي بناء يكون ملاذاً للتسلية عند المتقاعدين .
*16- في سياق الحديث ذكرت أهمية العمل , نود التوضيح لو سمحت عن هذا الموضوع؟
*** العمل برأيي يجسِّد شخصية الإنسان ,فالعمل إنتاج وبالإنتاج يستطيع الإنسان تحقيق ذاته وآماله , ويزيد ثقته بنفسه .
*17- منذ أيام كنا نحتفل بقدوم عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة لو تحدثنا عن طقوس الأعياد في الماضي؟
***- في الماضي كانت كفربو قرية صغيرة وكان هناك حميمية في العلاقات الاجتماعية كنا خلال الأعياد نقوم بالمعايدة شخصياً ولمعظم العائلات , وكان يتسم العيد بمشاركة الجميع بالصلاة ,وإقامة الدبكات, وخاصة في عيد الفصح المجيد الذي كان يستمر لأربعة أيام ويتخلله عيد دير القديس جاورجيوس الذي يتميز بطقوسه المحببة للجميع .
*18- وجدت في حديثك روح التفاؤل ما مرد ذلك؟
***- إن التفاؤل بشكل عام له المردود الجميل من حيث السرور,ووفق القول (تفاءل بالخير تجده) والتفاؤل يصل بالمرء إلى دروب السعادة ويفيد الجسد والنفس.
*19- أستاذ مرهف كلمة أخيرة...............
*** كفربو بلدة جميلة وسكانها طيبون وكرماء , ويتميزون بحبهم لهذه البلدة والوفاء لها، وأدعو الجميع إلى التواصل الاجتماعي لأنه يقدم أفكاراً جديدة تفيد في تطوير البلدة وتقدمها. |