حالة الطقس في كفربو |
|
 |
الاستفتاء |
|
 |
عدد زوار الموقع 
|
همسات |
 |
|
 |
 |
 |
 |
 |
د .موسى لوقا |
2008-11-27 |
رياح الخريف الحزينة- الجزء الثاني- |
 |
رياح الخريف الحزينة- الجزء الثاني-
--------------------------------------------------------------------------------
في الطريق الى المطعم, لم تكن تريد أن تفكر بأي شيء و كأنها كانت متأكدة أنه لن يكون هناك أية مفاجأة أو أنها ستقابل شخصآ تعرفه منذ زمن طويل.جلست في المقعد الخلفي للسيارة التي انطلقت الى منطقة راقية نظيفة لا تشبه المكان الذي تعيش فيه,و عندما وصلت المطعم لم تتردد بالنزول من السيارة و بدأت صعود الدرج, و عندما وصلت الى الباب الزجاجي العريض انفتح تلقائيآ فدخلت, ثم توقفت لبرهة قصيرة و بدأت النظر الى الطاولات تفتش عنه,كان المطعم هادئآ,مرتبآ,نظيفآ,و بعض الموسيقى الهادئة الرومنسية تنساب لتملأ كل أرجاء المطعم, و تضفي جوآ من الحميمية بين الجالسين.
و أخيرآ وجدته يجلس الى طاولة قرب احدى النوافذ في الزاوية البعيدة فتقدمت نحوه, و لما رآها وقف و بابتسامة لطيفة كمن يقول:تفضلي أنا هنا أنتظرك.سلمت عليه و نظرت في عينيه فابتسمت و أحست أن حرارتها قد ارتفعت قليلآ و أن وجهها قد تلون بالأحمر الخفيف, فقال: تفضلي ارتاحي,كان يرتدي ثيابه في غاية الأناقة,و رائحة عطره الجميل تسكن الزاوية.مضى بعض الوقت قبل أن يبدأ بالكلام فكانت سعيدة جدآ لأنه أخذ المبادرة بالكلام فهي لم تكن تعلم كيف و من أين تبدأ,فبدأ و علامات الفرح على و جهه باستحضار أحداث الأمس ملخصآ اياها بالتسلسل كمن يقول لقصثنا بقية. و فجأة غطت و جهه سحابة من الحزن الخفيف عندما بدأ يخبرها كيف فقد زوجته منذ سثة و عشرين عامآ في حادث سيارة و في احدى ليالي الشتاء الممطرة,بعد زواج لم يدم أكثر من سنتين و كم كان يحبها و كيف كانا يعيشان بغاية السعادة,و كيف بقى وفيآ لذكراها و لم يتزوج أبدآ.و هنا أحست ببعض الجرأة لتقول له :اذن توفيت زوجتك في السنة التي ولدت أنا بها.نظر اليها نظرة لم تفهم معناها و ارتسمت على وجهه ابتسامة حزينة قبل أن يشح بوجهه و ينظر من النافذة نحو البعيد و لم تكن تدري ما تقول فاسترسلت مع أغنية لفيروز كانت تنساب بلطف-يا حبيبي شو نفع البكي, وشو الو معنى طعم الحكي-
و فجأة نظر اليها و قال:كيف هو حال خطيبك؟نظرت في و جهه ثم نظرت الى الخاتم في يدها اليمنى و بعد تنهيدة خفيفة قالت:انه شاب لطيف,كنا ندرس في نفس الجامعة,هويكبرني بثلاث سنوات,يحبني كثيرآ و أنا أشعر معه بالأمان,فأنا فقدت والدي عندما كنت صغيرة و تكفلت أمي بتربيتي و لم تتزوج أيضآ, و لكن صحتها ساءت في السنوات الأخيرة,و أنا بحاجة لشخص يقف الى جانبي فأنا ليس لي في الدنيا سوى أمي.
قال:لا بأس.ثم غير الحديث و بدأ يحادثها بأشياء عامة,تكلم عن الأدب و الموسيقا و عن فيروز التي يحبها كثيرآ,تكلم عن الصداقة و عن الحب و الزواج .كانت الكلمات تنساب من بين شفتيه كنبع رقراق و كانت تستمع اليه بانتباه متعجبة من قدرته على استخدام مفرداته و جمله بطريقة تكاد تكون سحرية و أما هي فكانت تجلس كطفلة صغيرة أمام معلمتها و قد نسيت أن أمامها طعام للغداء.
د موسى لوقا
|
|
 |
 |
 |
 |
 |
 |
 |
|
|