في صبيحة يوم صيفي ، في 28/6/1999 ، حملت حقيبة سفري متوجها إلى دولة الكويت ، وكانت المرة الأولى ، التي اترك فيها زوجتي وأولادي جورج وحنا وميراي وأهلي ، تاركا ورائي عقلي وقلبي ، ولم يكن معي في تلك اللحظة ، إلا جسدي ، الذي كان يخرج من البيت ، كما تخرج الروح من الجسد ، في وقت النزاع الأخير ، لحظات ، ما زالت محفورة في قلبي وروحي طالما حييت ، وصدق من قال ، الغربة مقبرة الشباب ، شئنا أم أبينا ، وعند وصولي إلى الكويت ، كتبت ما كنت أعاني ، وأنا لست شاعراً ، ولكن هكذا كتب القلم ، وعلى وقع كل كلمة ، كانت دموع الحرمان من الأهل ، تكتب عني وكانت تمتزج مع دواتي وقرطاسي.
*** بخاطرك ***
عند الصباح تركت هاك الدار
مسافر ع غربة والفكر محتار
والــروح عمبتشدني بقـوة
والعقـل بالتأكيـد مني طـار
وجـو جـو بنومو بقي غفيان
باقة زهور مشكلة بريحـان
بحسنو وجمالـو شو صفن الله
ما عاد مثلو تخلف النسوان
مـا عاد مثلو يخلق التكوين
لــو بتمشي حافية للصين
كاسي ومجدي والحلــى كلو
وخمرة اله معتقة من سنين