- ما يؤلمني ويحز في نفسي هو الشعور بالخوف والخطر من فقدان سلتنا الغذائية,التي مصدرها الأرض الطيبة التي عشنا وترعرعنا على ترابها أن يهجرها أهلها ويكره العمل بها لكي يخلق الأعذار الواهية لبيعها بأسعار مغرية,ليتلذذ بثمنها وينفق معظمها على شهواته الرديئة,و يحلم بركوب السيارات الفارهه وبناء القصور الفخمة مدعياً ذلك ,وأما أن تطلب مني معالجة هذا الأمر ,فالعلاج هو علاج النفوس المريضة من لا أرض عنده لا وطن له, ولن يتحمس يوماً إلى هذا الوطن الذي لا يملك به شيئاً يدافع عنه وخاصة الفلاحين من أبناء هذا الوطن ولكن الإنسان هو حر التصرف بما يملك وأما هذه الحرية الشخصة لها حدود وضوابط اجتماعية .
وعن الحالة التربوية والاجتماعية أنا لست متفائلاً وبكل أسف وهنا أرى أن الأسباب عديدة وأهمها في نظري أن هذا الجيل الحاضر وصل إلى مرحلة خطيرة ألا وهي عدم الاكتراث والمبالاة بالمستقبل وما يحمله من مآسي قد تدفعه إلى الهاوية ,وقد وصلت العلاقات الاجتماعية المنحلة إلى الدرك الأسفل مبنية على المجاملات والنفاق الاجتماعي والمصالح الشخصية الآنية التي تزول بزوال الأسباب المؤدية إليها. وسبب الانحرافات هو أن متطلبات الحياة الحالية كثيرة والأحلام أكبر من الإمكانيات المادية المتوفرة وهذا ما دفع هذا الجيل للسير في طرق خاطئة وضالة لأنه يفكر ويؤمن بأنها أقصر الطرق للبلوغ إلى الهدف, ولكن ليس لهذه الأسباب ما يبرر انحدار العلاقات الاجتماعية إلى درجة لم تعد مقبولة اجتماعياً.
2013-09-29
الوجود المجروح والخريف
الوجود المجروح والخريف
مرة أخرى يتآكل الخريف مع انسياب نغمات منجيرته
ويهدأ النهر ويتلكأ في مجراه القديم
وتتصاعد زفرا....