الشاعرة فاطمة غيبور هي من أبناء بلدة عقارب الصافية التابعة لمدينة سلمية, تكتب الزجل والشعر الفصيح منذ فترة طويلة وقد طبعت ديوانها الأول في الزجل بعنوان (صرخة مقاوم) ولديها أكثر من ديوان على المخطوط,وتكتب القصائد الفصيحة وعندها مجموعة شعرية في ذلك وتكب القصائد للأطفال , وهي عضو في جمعية الزجل في سورية, وتجيد أداء اللهجات وتكتب في اللهجة العراقية واللبنانية والسورية والبدوية والفلسطينية,و هي قنبلة إبداعية على المنبر حيث تعطي الكلمة حقها من حيث الانفعال والصدق والعاطفة وتضع قلبها وروحها في ثنايا القصائد, والكلمة عندها ملتزمة بقضايا الأمة العربية وتدخل القلب بيسر ومحبة,وللشاعر مشاركات عديدة لا تحصى في المراكز الثقافية في سورية وفي المهرجانات وفي الإعلام المرئي والمسموع والمقروء, وكان لأمسيتها في المركز الثقافي في كفربو الصدى الجميل والرائع منذ سنتين وقد قدَّم كبار شعراء الزجل في سورية باقات اعتراف وتنويه بشاعريتها أمثال الشعراء: فؤاد حيدر و ابراهيم الصالح أبو عرب وعمر الفرا ومحمود إسماعيل وغيرهم. وتربطني صداقة مع عائلتها وخاصة مع زوجها الأستاذ أحمد غيبور الموظف في مالية حماه ومع شقيقها سلطان مدرس الرياضيات ,وشقيقها أشرف المنتج في التلفزيون العربي السوري.
يقول د. جورج كوسا عن الشاعر فاطمة غيبور:( نجمة طالعة من سماء الرافدين, صرخة من أعماق تاريخ تدمر,صبية قادمة من بوادي الشام ,نفحة وحي آتية من أريدو( أرض الحرية) حيث حكمت الآلهة كما تقول الموروثات السومرية,سنديانة جبروت من جبال الساحل صمدت للأعاصير والنكبات وظلت شامخة, أرزة شامخة من ذرى لبنان,سروة جميلة القوام رشيقة القد من غابات الفرلق وجبال الأمانوس ,زهرة ياسمين من دور الشام وبساتينها تعطِّر ليالي الوطن في هذا الزمن المبتلي بالجفاف,عربية ساحرة من جبل الشيخ وزيتونة دهرية عاصية على الصهاينة من فلسطين , إنها فاطمة غيبور في شعرها المقاوم وقد جمعت في هذا الشعر خلود أرز لبنان وشموخ نخيل العراق.....فاطمة غيبور شاعرة يفيض الشعر صادقاً من قلبها وروحها وطنية وفداء ,شاعرة يتدفق شعرها أناشيد زهو وأغاني طرب ونفحة عز وفخار من العراق إلى فلسطين...... فاطمة غيبور- أديبة واعدة تسامى أدبها على التصنع وانساب معبراً عن صدق وطنيتها وحبها الواثق لبلادها. ...فاطمة غيبور.. تلحق بسرعة قافلة الأدباء والشعراء والمفكرين الذين اشتهرت بهم ديرة سلمية,إنهم كبار, مثل فاطمة مجموعة من شابات واعدات في الأدب والثقافة ولا ينقص ظهورهن الكامن إلا التشجيع والمساعدة على لانطلاق. )
لقد كتبت الشاعرة قصيدة بعنوان( خلِّي دربك عَ كفربو) عندما أطلق أهل كفربو موقعهم الالكتروني وكانت من الشاعرة قصيدة زجلية مهداة إلى أهل كفربو وموقعهم على الانترنيت تقول فيها:
- يا اللّي تعلمتو عَ الحب قالو لي كلْ الحبُّو
لو بدَّكْ شي يوم تحب خلِّي دربك عَ كفربو
***
فيها الصبايا الحلوين والشباب تملِّي العين
منتور وفل وياسمين والجوري ضحك بعبُّو
***
رحنا عَ كفربو زياره زرناها حاره حاره
ماحْلى بيوتا وحجاره وميَّتا شو بينشربو
***
يا بلدتنا لاتخافي ابنك عَ الديري لافي
قلِّلك يمَّا العوافي بالغربه كلُّن تعبو
***
بكرا رح نرجع عَ الدار نسقي الورد البعدو زرار
متل الطير ومهما طار رح يرجع يلحق سربو
***
كفربو رح تبقى بقلبي شمعة تضوِّي عَ دربي
أحلى كليل المحبي يا عالم ضلُّو حبُّو
***
من قلبي فرحت وهنِّيت موقعكم عَ الانترنيت
دْ خلتو كل عقل وكل بيت يا ربِّي تنوِّر دربو
***
يسوع بنورو تجلَّى وكرمى للورد صلَّى
وإذا بدَّك تتحلَّى خلِّي دربك عَ كفربو
وهنا رد عليها الشاعر الشعبي الأستاذ ميخائيل تامر بقصيدة شكرمهداة إلى الشاعرة الفاضلة فاطمة غيبور –
- يا طيور حرة عانقي لنسور تا نرش درب ضيوفنا منتور
لو يوم جيتي ع كفربو زايره بيشعل شمع لا فاطمة وبخور
***********
ع موقع كفربو نشرتي محبتك عالي السما والكون صارت رايتك
شو ما كتبتي والصدق من عادتك بيفوح من شعرك عطر لزهور
********
يا غارقه بحب الطبيعة والبشر يا محلِّقة فوق الكواكب والقمر
عن الحقيقة بتبحثي رغم الخطر للحق في شعرك بنيتي قصور
**************
رح تدخلي التاريخ من بابو الوسيع بالزجل فيكي تحطمي الحصن المنيع
صرتي ع كل لّسان والطفل الرضيع بيحب يسمع فاطمة غيبور
و تمدح الشاعرة فاطمة غيبور مدينة سلمية بقولها :
مهما دارت ها الأيام وتعدد شكل الآلام
سلمية أم التاريخ وأحلى وردة بأرض الشام
وفي أشعار الشاعرة فاطمة غيبور نسمع قصيدة تتحدث فيها عن قريتها عقارب ريف –سلمية- حماه تقول:
ع عقارب قوم و صال ع طول مشعشع نورا
عن كرمها يا ما انقال و بالشهامة مشهورة
الحب بضيعتنا شلال غطى الدنيا و بحورا
أهلا و سهلا بالزوار و بكل اللي بدو يزورا
والشاعرة السورية فاطمة غيبور كانت تزداد تألقاً كلما كثرت الأمسيات وكنت أرافقها في بعضها ,وهي شاعرة مجيدة في فن الشعر العامي
والشاعرة فاطمة غيبور تخاطب الصغار بقلبها .... وتحاكي الكبار بلغة البادية وهذه الجملة من حوار لها ,وقد حاورها :الصحفي نجم درويش
يوم الأحد 27-8-2006 في جريدة الفرات وهذا نص الحوار
)إن المتتبع للمشهد الشعري في سورية وخاصة الشعرالمحكي منه يجد أن للشاعرة فاطمة غيبور موقعها الذي أسسته خلال سنوات من خلال حضورها المميز وأدواتها التعبيرية التي تكاد ان تتفرد بها ، فاطمة الطالعة من قسوة مناخ البادية وسحر لياليها وحكاياتها امتلكت ثقافتها الخاصة التي اشتغلت عليها كثيراً واللافت
أن الشعراء الرجال هم من يكتب في الشعر الشعبي أما النساء فهن قليلات العدد جداً . ولأنها كذلك كان لابد من الدخول الى عوالمها لمعرفة مالا يعرفه الآخرون ، فكان معها هذا اللقاء على هامش مهرجان المقاومة الذي أقيم مؤخراً في مدينة تل أبيض حيث شارك فيه عدد كبير من الشعراء :
- من المتعارف عليه أن الشعر الشعبي أو ما يسمى بالمحكي أو الزجل يكاد أن يكون حكراً على الرجال فكيف خطت فاطمة غيبور هذه الخطوة ؟
عوامل عديدة لعبت دورها كي أكون شاعرة شعبية وفي مقدمتها الموهبة .. وهذا لا يعني أنني لا اكتب بالفصحى بل لي تجارب كثيرة اعتز بها ونالت الإعجاب في العديد من المنابر الثقافية ويضاف إلى الموهبة البيئة التي أعيش فيها بادية سلمية اعتقد ان لها دوراً كبيراً في صقل موهبتي وإنني أرى في اللهجة المحكية اقتراباً وملامسة للجمهور وخاصة في مجتمعنا الذي هو في معظمه ريفي أومن أصول ريفية . وأنا أعرف تماماً أن القليل من الشاعرات توجهن باتجاه هذا النوع من الشعر لكنني لم أتعامل معه على أنني امرأة القصيدة ، بوح يتجاوز حدود الأنوثة والذكورة .
- إذا كان للشعر المحكي جمهوره الكبير فلماذا لم يأخذ طريقه إلى الصحف والمجلات ؟ وهل هو خوف على الفصحى ؟
هناك العديد من الصحف والمجلات في الدول العربية التي تعنى به إلى جانب الفصحى فلماذا كل هذا الخوف .. أنا لا أغلب الشعبي على الفصحى بل أسعى جاهدة للحفاظ على الفصحى والدفاع عنها.. فالساحة تتسع للاثنين معاً .. أنا مع الكلمة المحكية المبسطة والمقبولة والمفهومة من أبناء المجتمع الواحد وإن كان هناك خوف على الفصحى فأنا أخاف عليها من بعض كتابها متمنية أن أجد يوماً صحيفة سورية تعنى بالشعر الشعبي على صفحاتها .
- أنت تحملين إجازة في التاريخ وتعملين في الحقل التربوي والتعليمي فهل تحاولين الوصول لتلاميذك من خلال الفصحى أم اللهجة ؟
في مجال المنهاج لا اخرج عن نطاق الفصحى واللغة التعليمية المطلوبة متمنية للفصحى ان تكون لغة المحادثة يوماً أنا أخاطب الأطفال بقلب أم وعقل مدرسة وحينما اطمئن إلى نتائج ما أقوم به أقدم لهم شيئاً من الشعبي القريب من عقولهم ، وألمس تفاعلهم وفي هذا أقدم ما هو مفيد تربوياً وتعليمياً .
- ( صرخة مقاوم ) .. هو ديوانك الأول .. ماذا عنه ؟ وهل هناك مشروع كتابة للأطفال ؟
أنا ابنة جيل عاش ويعيش محنة أمته ومن الجريمة بمكان ان ابتعد عما يجري بل إنني أعيش أحداث مغرب الأمة مثلما أعيش أحداث مشرقها . وهذا هو حال تربيتنا الوطنية والساحة اليوم تشهد أكثر من أي وقت مضى أحداث تريد النيل منا تاريخاً وتراثاً وحاضراً .. من هنا كانت الصرخة هي باكورة الاعمال ولو كان الأمر على غير هذا النحو فهذا يعني أن هناك خللاً ما . هي صرخة استنهاض - حماس - تحريض وعتب . وهذه الصرخة لا تقتصر على ديواني وما يتضمنه بل احملها معي إلى كل مكان أما مشروعي القادم فهو للأطفال ، يتضمن مجموعة من القصائد الغنائية من خلال منهجية تربوية تعليمية فرسمت حروف الأبجدية قصائد ولكل حرف قصيدته والقاسم المشترك بينها / الوطنية ، القومية ، الإنسانية / وإنني أرى في الحماسة رداً على الصمت أو اللغة المهادنة .
- كيف توفقين بين كونك أم ومدرسة وشاعرة ، خاصة أن الشعر يفرض عليك ضريبة السفر ؟
لفترة طويلة وأنا أعيش حالة الأم والمعلمة ومثلي في هذا مثل الكثير من النساء أما في الحالة الثقافية فلا أخفيك سراً فهناك معاناة خاصة وأنا أم لمعاق وأعيش حالة صراع كلما تقدمت لي دعوة ثقافية . وقد ساعدني كثيراً في هذا المجال الموقف النبيل لزوجي الذي تفهم كثيراً ما معنى أن يكون الإنسان شاعراً وهو بهذا يتحمل مسؤوليات إضافية وأنا مدينة له بذلك .
- كلمة أخيرة : دون مجاملة إن ما يشجعني على المتابعة وتحمل المسؤولية هو الجمهور .. فبطاقة محبة له . فكيف إذا ما كان الجمهور فراتياً لقد قدمت العديد من الأماسي في الرقة ومناطقها مما جعلني اقترب منه .
ومن القلب أشكركم لمتابعة النشاطات الثقافية على امتداد المحافظة .. وإجراء هذا الحوار على مسافة 100 كم من الرقة لا يعني إلا الاهتمام والتشجيع والاحترام .
وكم أتمنى أن يتفق رؤساء تحرير الصحف المحلية على صيغة تضمن وصول هذه الصحف إلى أبناء المدن الأخرى . ففي تحقيق هذا خطوة مهمة نحو الاطلاع على ثقافة ونتاج الأخر .
من شعرها الشعبي :
من كوم حجارة أنا طالع من جوا مغارة أنا طالع
لو تضربني بألف رصاصة بصرخ وبقلك أنا راجع
رح اطلعك من لبنان من شبعا وأرض الجولان
من غزة ويافا وبيسان من الناقوس وأرض الجامع
- فن الزجل فن شعبي ينطلق من القيم الاجتماعية التي يخاطبها الشاعر الشعبي ، لأن علاقة الشاعر بفنه علاقة حميمة ، والفن جزء من أحاسيسه و مشا عره ، وموضوعنا الزجل هو فن يتردد على شفاه الناس , ونسمعه عبر وسائط الإعلام وأصل الزجل في اللغة يعني : الجلبة والتطريب ورفع الصوت ، يقال سحاب زجل إذا كان فيه رعد ، ويقال لصوت الأحجار والحديد زجل . ومنذ نشأة هذا الفن اعتمد على الغناء والحركة والمعرفة بأهواء المستمعين , ليؤثر فيهم , وينال إعجابهم في حفلات الأعراس وغيرها , وفي مجالس العامة والخاصة .
- وفي ديوان الشاعرة فاطمة غيبور ( صرخة مقاوم) نرصد غرضين وهما الحماسة والغزل قد تميّزت بهما المجموعة الزجلية:
1- الحماسة:
هذه الحماسة التي تحمل الهم الوطني,وتعتبر من الشعر المقاوم الذي يتحدى العدوان
و هو حالة من التعبير الوجداني الشعبي, يتفرد عن غيره من الآداب الأخرى, في أنه حالة تعبيرية عفوية, و مباشرة, تعبر عن موقف جماعي مقاوم, يرسخ بسهولة و يسر في ذاكرة الشعب, حتى يغدو جزءاً, لا يتجزأ من تراثه, و إن انتهت حالة المقاومة التي أبدعته0
- و قد عرفه الأستاذ محمود البكر بقوله :(إنه أدب ينشأ رداً على غزو أجنبي, احتل بلاد شعب ما , أو أ جزاء منها, فيشكل النفير الذي يحرض الناس على المقاومة ,مستنفراً روح الأمة, و طاقات الشعب, يثير الحماسة بكلمات واضحة المضمون, مشحونة بالعواطف الوطنية, و الإنسانية, مغناة بألحان سهلة مؤثرة, سريعة العلوق بالذاكرة ,و يوظف في سبيل نجاح مهمته موروث الأمة الثقافي بعامة ,و يواكب الأحداث متغنياً بالبطولة, راثياً الشهداء, مرسخاً الثقة بالنصر, و لا ينتهي مهمة هذا النوع من الأدب الشعبي إلا بزوال الوضع المحرض)0
و يتميز الشعر الشعبي المقاوم بأنه( يتجنب التشاؤم و الضعف, و لا يغرق في الأحزان, و مظاهر الحداد, لأن مهمته الأساسية تأجيج المقاومة, و إثارة المشاعر الوطنية, و القومية, و تعزيز الإقدام, و ترويض النفوس لتقبل التضحيات ,و تبقى مصادر الشعر الشعبي تلك المعلومات, و المواقف, و الأفكار, و المعتقدات المأخوذة من الذاكرة الجمعية للشعب, يستعيدها الناس في مناسبات الأفراح, و الأحزان, عبر الأغنيات المناسبة, و الزغاريد, و الرقصات ذات الطابع القتالي, و هذا ما جعل الروح الشعبية في حالة جاهزة دائماً, لاستنفار قواها التعبيرية التي سرعان ما تنطلق بعفوية لدى أول شرار. و القضية الفلسطينية طوال القرن العشرين, وإلى اليوم, كانت و ما زالت مسرحا نموذجيا للشعر المقاوم)
تقول الشاعرة فاطمةغيبور على لسان الفدائي المقاوم في فلسطين :
من كوم حجارة أنا طالع من جوّا مغارة أنا طالع
لو تضربني بألف رصاصة بصرخ وبقلـك أنا راجع
وتتابع وتبقى قافية العين تردد في كل القصيدة , بينما الأشطر الثلاثة تتغير القافية فيها في كل مقطع تقول:
رح اطلعلك من لبنان من شبعا وأر ض الجولان
من غزة ويافا وبيسان من الناقوس وأرض الجامع
2- الغزل:
- كان الغزل العذري هو الذي يظهر في ثنايا المجموعة وكما هو معروف أن الغزل العذري غزل نقي طاهر ممعن في النقاء والطهارة, و( يسمى الغزل العذري و ذلك لأنه نسب إلى بني عذره إحدى قبائل قضاعة التي كانت تنزل في وادي القرى شمالي الحجاز, و لم تقف موجة الغزل العذري لهذا العصر الأموي عند عذرة وحدها, فقد شاع في بوادي نجد وحجاز, و خاصة بين بني عامر, وهذا الغزل العفيف السامي الذي يصلي المحب بناره, يستقر بين أحشائه, حتى ليصبح كأنه محنة ,أو داء, لا يستطيع التخلص منه, ولا الانصراف عنه.
وفي مجموعة الشاعرة فاطمة غيبور (( صرخة مقاوم)) قصيدة بعنوان ((حب عذري)) تقول متحدثة عن بعد الحبيب:
يا حبيبي لا تسافر و تترك عيوني حزينه
آني بعدك أقضي حاير و روحي بسجونك رهنيه
لو قالوا عنك نسينا ما يغيرنا المشيب
- وغرض الغزل العفيف يتحدث عن الشوق, و العذاب, الانتظار, و يناجي الأرواح, و حديث الروح, و الانتظار حتى الموت, و ربما يكون الانتظار في القبر, كما تقول فاطمة:
لو نفذ في يوم صبري لو متت و أنت ما تدري
خبّر الخلان عني و حط وردة فوق قبري
قلهم و الحب عذري انتظرتك جوا قبري
كل دمعاتي البكيتا ذابت بلحظات عمري
و لو غبت عني بحياتي عن ثرا يا لا تغيب
والزجل كان له الوقع المؤثر في نفوس الناس , و كان سيداًًًً في أفراحهم ,و أتراحهم, و بكل صدق و عفوية, و قد سامر هذا الزجل منذ قدومه من الأندلس الأجيال, و قطع العصور, و أعطى كل جيل نغمته, و حمّله كل جيل أفكاره, و سيبقى خالدا خلود الحياة 0
- وتبقى مجموعة (صرخة مقاوم) للشاعرة فاطمة غيبور صوتاً زجلياً نسائياً في شعرنا الشعبي , فالكلمات واضحة والمعاني إنسانية ووطنية, ونبرة الإلقاء مميّزة, وقد حملت المجموعة رسالة النضال في وجه الظلم والعدوان.
الكتاب: صرخة مقاوم
الشاعرة: فاطمة غيبور
مطبعة: اياس –طرطوس 2003
كتب الصحفي نصار الجرف في جريدة الفداء في يوم الخميس 30-8- 2007 عن خبر من نشاطات الشاعرة فاطمة غيبور يقول:( تقوم قناة فواصل الفضائية بإجراء مسابقة شعرية للشعر الشعبي على مستوى الوطن العربي بعنوان: ( قصيدة التحدي( وكانت محافظة الرقة قد استضافت الشعراء المشاركين من سورية والعراق في دار الأسد للثقافة، حيث شارك من سورية ٧٨ شاعراً وشاعرة، حسب ماصرح به للفداء السيد محمود أحمد الجدوع رئيس لجنة التنظيم والإعداد للمسابقة في سورية. وأضاف: بعد التدقيق وفحص النصوص تمت الموافقة لـ ٣٨ مشاركاً لقراءة قصائدهم، وبنتيجة التحكيم تأهّل عشرة شعراء واثنان كاحتياط للدور الثاني. ومن محافظة حماة شاركت الشاعرة فاطمة غيبور بقصيدة بعنوان ( حب عذري) أهّلتها للدور الثاني الذي سيقام لاحقاً في إحدى الدول العربية. يذكر أنه يعرض حالياً على قناة فواصل ( مسابقة التحدي) وبالإمكان التصويت للشعراء المشاركين. الفداء تتمنى للشاعرة فاطمة غيبور التوفيق والنجاح في هذه المسابقة العربية.
ومن مقالات الشاعرة النثرية نقدم مقالين الأول بعنوان( من غزة إلى بيروت) تقول فيه:
من غزة إلى بيروت مسافة قصيرة بعرض تابوت...
أشلاء تتمزق في قانا..تذروها الرياح وتزرعها في كل مكان .. وسواعد أطفال تغرق في بحر أحمر من الدماء .. الدخان مازال يصعد.. يتَّحد مع سحب الغد.... ليخبر عمن كانوا هنا كي تولد أمطار الغد مزمجرة غاضبة ممن سرق البسمة من الأطفال ... دعوني أصافح كل عين ذرفت دمعة رغماً عنها .. وكل قلب أخضر يخفق بالإحساس وهو يشاهد مجزرة (مرحين) .. وجسراً يتهاوى في (النبطية) تحت ضربات العدوان الوحشي.
دعوني أقطف أجمل عبق من ورد نبت فوق دماء الشهداء ... وتحية حب أبدية لصمود الأهل هنا وهناك... عساني أجمع بعض قواي المتناثرة من هول البارود.. من هول ذئاب بشرية ما فرَّقت بين طفل وجدار ...
مساء الصمود يحمل معه دمعتين ووردة..قمرين ونجمة.. وسط سماء هجرتها العصافير... في فلسطين ولبنان والعراق..
دعوني أسجد أمام كل بطل مقاوم رافق الليل الناري لننام بعمق صنع من صبحه رصاصة تحمي وطناً فسيحاً هاجمته الذئاب.. وأعطى مساءات بلاده الصفراء ..أملاً يولد رغم النار والإعصار ..
بطاقة حب لا تهرم من كل الأحرار إلى من اتحد نعلاه مع قدميه لا وقت لديه إلا لحراسة أرضه وعيون الأطفال..
وتحية حرّى إلى من ضاهى النخيل شموخاً في زمن الذل العربي إليك أبا الشهداء(حسن نصر الله)..
إليك وإليهم يستطع القمر رغم دخان الطيارات رغم حصار الذئاب الجائعة في زمن الجفاف ..
وردة بيضاء ستنبت غداً إلى كل الأحرار .. لنبض حيٍّ في الشارع رغم الإعصار وفي حضرة الدماء تصمت كل الكلمات ............
-وهناك مقالة ثانية عند رحيل والدها رحمه الله تقول:
حين تحاصرني الدنيا... أحتمي بالضياع.. ألوذ بالصمت وأترك أشرعتي لرياح الجنون على ضفاف الجرح وشواطئ الألم نمت ورودٌ تأبى الرحيل... تقاوم جذورها فلسفة الرياح.. فيملأ عبقها زوايا الزمن.. ماذا أقول ياأبي وأنت أكبر من كل الكلام..؟؟
يبكي اليراع فوق السطور... تضيق مساحة الذاكرة عن ذكر كل مااتسمت به من القيم السامية... جفّت دموعي- ياأبي-! فاعطني اخضرار سماتك... من طهر سنابل القمح التي عشقت... وضوء القمر... علني أوقظ ليالي العمر الغافية في زوايا رسمها الزمن على صفحات يديك الطاهرتين... دعوني أقبل هذه الكف التي ماامتدت يوماً إلا للخير والعطاء سألملم أطراف جراحي علّني أسطر فوق جبينك العالي ملحمةً للشرف والكبرياء وأنت تترك لنا ذكراك العطرة فتغسل جسدك الطاهر بماء الكرامة.
على قدميك جثت كنوز الشرف فكنت غنيّاً بما ملكت ... وتحدث عن هذا كل من عرفك... لم تحمل في جبينك سوى مايرد أو الجائعين وكنت تقول لنا دوماً: «كلوا من عرق جبينكم وكونوا في ساحة الحق مهما حاصرتكم خفافيش الليل»...فطرّزت بمواقفك المشرفة مسيرة حياتك التي شهدها الكثيرون فزرعت فينا حب الخير وعشق الوطن ونصرة المستضعفين... لن أنسى أنك كنت كلمة الفصل بين المتخاصمين لأنك ماقلت يوماً إلا الصدق باعتراف كل من عرفك... وجمعت إخوتك في دائرة المحبة والألفة رغم أنهم من أربع أمهات فصاروا مثلاً يُحتذى..
ماذا أقول ياأبي -أنا ابنتك- وقد شربت من ماء طهرك...؟ ألا يحقّ لي أن أعشق شقوقاً في قدميك تشهد على كفاحك وأنت ترسم ملحمة العمر وخطوات الأيام الصعبة على دروب الشوك... عشقت الأرض فامتزجت حبات عرقك مع الثرى ليولد ندى الورد على شفاه الصحارى .
لن ينساك مقبض المنجل... وسنابل القمح الملأى... رأيتها تبكي بلغة لايفهمها سوى المتعبون... حتى أحفادك الصغار وأولاد الحي تراكضوا جميعاً يبكون ويسألون وينتظرون فقد كنت اليد الحنون التي امتدت إليهم بالمحبة والعطف والمساعدة.
الآن فقط عرفت معنى ماكانت تردده أمي الحبيبة عندما كانت تقول وسط سيلٍ من الدموع:
<وقع عمود البيت»
نعم -ياأبا سلطان!- فأنت سلطان الكلمة الطيبة... سلطان الكرم والصدق وطيب المعاني رحلت عنا لكن عزاءنا بمحبة الناس الطيبين الذين أحاطوا بنا من كل مكان... عزاؤنا بالثمار الطيّبة التي زرعت بذورها فأنبتت طيباً وعناقيد وفاء..
فأنا وإخوتي وأمي الحنون- أطال الله في عمرها- نحفظ بعون الله وصيتك فنحن في ساحة الحق نسقي كل أشجار الكرامة.
<ولن أنسى وصيتك لي عندما قلت لي يوماً: كوني شاعرة الوطن والمحبة والفقراء... لاتتملّقي أحداً رحمك الله ياأبي... مهما فعلنا لن نفيك جزءاً ضئيلاً من حقك، فقد عشت للآخرين ونسيت نفسك... لن نودعك فأنت تسكن قلوبنا وذاكرتنا... ولن ترحل من شراييننا لأنك فانوس الكرامة لدينا...وزيت طهرك ينير مصباحنا في ليالي غربتنا علّنا نكمل طريقاً وضعته أمانةً في أعناقنا... بوركتْ كل حبة تراب فوق قبرك! ورحم الله روحك الطاهرة! ولن يفارق مخيلتي سرب من الطيور رأيته مع الفجر يدنو من المقبرة ويقترب من قبرك، ربما ليقول شيئاً ما: رحمك الله ورحم كل من رحلوا!
وإن ترحل شجرة طيب عن أرضنا... يظل شذاها عابقاً يطرّز ذاكرة الزمن... ستولد الجذور من جديد فيتبرعم الأمل وتسطع نجمة يأبى نورها فلسفة الرحيل
للتواصل مع الشاعرة :
فاطمة غيبور- أم غيث
سورية- حماه – سلمية- عقارب الصافية
هاتف:/ 880100-033/ جوَّال: /0932488738/
|