هليّل موسى'.. فارسٌ من عصر الربابة
محمد القصير
الخميس 06 كانون الثاني 2011
قريحته حاضرة، لا تحاول استفزازه في العتابا، يحمر وجهه إن حاولت النيل منه، لكنه يتحفك بمعاني الكلام الجميل، هو وكما يقولون عنه آخر فرسان الربابة، إنه الشاعر الشعبي 'هليّل موسى' والمعروف في قريته 'كفربهم' باسم 'هليل الهواش- أبو سليمان' ابن السادسة والستين من عمره.
موقع eSyria التقى به في قريته لنعرف أكثر عن رجل المهمات الصعبة في زمن باتت فيه الربابة تتشبث بعشاقها.
يتحدث عن بداية تعلقه بالربابة، فيقول: «أخي الأكبر 'هواش موسى' والأعراس كانا السبب في تعلقي بالربابة».
ومرت الأيام وكبر الفتى ليصبح 'هليّل' في الثلاثين من عمره، وليكبر حلمه في الفن، فكانت وجهته العاصمة، عن هذه الرحلة يقول: «في العام 1974 توجهت إلى إذاعة دمشق وشاركت في برنامج اسمه 'قنال 99' من إعداد وتقديم كل من الإعلاميين 'إلياس حبيب' و'باسمة زنبقة'، وكنت أقدم فيه بعض المقاطع الشعبية، واستمر عملي في هذا البرنامج لفترة من الزمن».
وذكر 'هليّل' أنه والفنان اللبناني الشهير 'طوني حنا' دخلا 'إذاعة دمشق' سوياً، وعزا شهرته إلى الإذاعة المذكورة.
كل من يستمع إليه يطرب لأدائه وإن كان
فارس من عصر الربابة
العمر قد ذرف سنين طويلة لكنه حاضر بكل ثبات وهدوء أعصاب، وهو يبحث عن مفردات بيت من العتابا ولد للتو، فكيف يكتب 'هليّل'، قال: «أحمد الله على كل شيء، ذاكرتي حاضرة، ولا تخونني الكلمات، أفكر للحظة فتأتي النغمة، فما أغنّيه هو من وحي أفكاري، في كل مناسبة أو جلسة أشارك فيها أحظى بالتقدير والإعجاب وهذه نعمة من عند الله».
وأصبحت العتابا عنوانه وجواز سفره إلى قلوب الناس، وتراه يقول فيها: «العتابا مثل طفل يرضع، لو تاه عن أمه ضاع، هي عشقي، هي روحي، هي عالمي الذي أصوغه عبرها».
وسألنا الشاعر 'هليل' عن المطربين الذين التقى بهم في حفلاته، وجولاته، فقال: «كان لي الشرف أن التقيت بالشاعر والمطرب الشعبي 'إبراهيم صقر'، و'حمادي صالح'، والمطرب الشاعر 'صالح الرمضان'، والفنان الذي أخذ
المطرب الشعبي 'هليّل موسى'
شهرة واسعة 'فؤاد غازي' ومن الشعراء أيضاً التقيتهم الشاعر الشعبي 'صالح العبد الله' و'محمد الزرزوري'».
من الآراء التي قيلت في الفنان 'هليّل موسى' ما قاله الباحث بالتراث الأستاذ 'سلوم درغام سلوم': «هو من عائلة أحبت الغناء الشعبي ومارسته هواية واحترافاً، وقريبه المطرب المعروف 'عيسى موسى'، ومنذ نصف قرن تواصل مع شاعر العتابا وعازف الربابة 'عيسى العبود' ابن 'المشرفة' في محافظة 'حمص' وكانت تدور المساجلات بين 'عيسى العبود' وأفراد عائلة 'هليّل موسى' وتشمخ الجلسات الفنية بهم».
وعن الأسلوب الذي تميز به 'هليّل موسى' قال الباحث 'سلوم': «مازال يغني ويعزف وله قصائد زجلية مؤثرة تحكي القصص الاجتماعية المؤلمة، وهو يعطي أكثر مما يأخذ من خلال كسبه من هذا الفن، ولم يدعمه أحد ليجد مكاناً لفنه، بالشكل الجميل الذي يليق به، حمل راية الفلكلور في بلدة 'كفربهم' من خلال فنون الغناء الشعبي، وقد شارك بشكل متواضع في بعض المهرجانات الشعبية، في بعض المحافظات».
ويمشي 'هليّل' متأبطاً ربابته كفارس حالمٍ بيوم جديد يقوده عبر أروقة الزمن وهو في حلّه وترحاله يصارع طواحين الهواء، فهل بقي من زمن له ولربابته، أم سيغدو كالـ'دون كيشوت'.
موقع أخبار حماه
2013-09-29
الوجود المجروح والخريف
الوجود المجروح والخريف
مرة أخرى يتآكل الخريف مع انسياب نغمات منجيرته
ويهدأ النهر ويتلكأ في مجراه القديم
وتتصاعد زفرا....