حالة الطقس في كفربو |
|
 |
الاستفتاء |
|
 |
عدد زوار الموقع 
|
همسات |
 |
|
 |
 |
 |
 |
 |
سامي طه |
2011-01-31 |
نحن أمة تقرأ |
 |
نحن أمة تقرأ
منوعات
الأحد:30-1-2011
سامي محمود طه
لست أدري ماهي المعايير التي تعتمدها الدراسات وهي تبني أحكاماً سوداوية قاطعة بأننا أمة لاتقرأ, وبأن الوقت الذي يمضيه الفرد في مجتمعنا العربي في قراءة الكتب لايتعدى دقائق قليلة على مدار العام. هذه الدراسات والإحصائيات مجحفة وبعيدة عن الدقة ولاتعطي الصورة الحقيقية للقراءة, وللغاية من القراءة, ونتبيّن ذلك من وحي تساؤلات مشروعة.
تُرى إلى أي استطلاعات وإجابات استندت وأي المناطق شملت؟
أتراها راعت نسب الأمية التي لايمكن تجاهلها مع أهمية إنقاذ الغارقين في ظلمتها والإسراع إلى تحريرهم بكافة الوسائل المتاحة ؟ وهل أخذت في الحسبان ملايين العرب المنتشرين في أصقاع الأرض ودورهم الفكري والثقافي حيث يقيمون ؟
هل القراءة عندنا تعاني من مرض عضال؟ لاشك في أن غاية القراءة تجسيد حضور ثقافي وفكري اجتماعي بنّاء, وهي وسيلة من الوسائل التي تحقق هذه الغاية, فكيف هي حالة مجتمعنا الثقافية ؟
لن أدّعي بأننا نعيش حالة من أفضل حالات الفكر, ولكن للثقافة حضورها الطيب بيننا , وهذا مايدفعني إلى خوض غمار الحديث عن جانب بسيط من تجلياتها بين الناس الذين يتبادلون في مجالسهم وعلى امتداد رقعة الوطن أحاديث عن آخر ماتوصّلت إليه الزراعة والري الحديث, وعن أحدث الصناعات ووسائل الاتصال ويتحاورون في الرياضة والفنون والموسيقا والاقتصاد والتربية والتعليم إلى غير ذلك من مفردات الحياة الاجتماعية, ولو أخذنا واقع مجتمعنا المحلي في محافظة حماة مثالاً سنجد جريدة الفداء الغرّاء تضخ صباح كل يوم مايزيد عن عشرين ألف نسخة ليشرب الناس من معينها مايساهم في إرواء ظمئهم المعرفي. إن معارض الكتب تشهد إقبالاً معقولاً ويتزايد عدد روّاد تلك المعارض حين تفرد واجهاتها لعناوين متنوعة مشوقة تستحوذ على اهتمام الناس, كما أن الكومبيوتر الذي أصبح حاضراً في معظم البيوت والقراءة الإلكترونية التي يوفرها وانتشار وسيلة التواصل والاتصال الأعظم – وأعني الانترنيت- يبشّر بأجيال سيكون أحد أهم أعمدة حضورها الثقافة والفكر, كما أن الزيارات إلى المراكز الثقافية تظهر وجود أصدقاء فاعلين لتلك المراكز.
قد تكون حالة القراءة التي نحياها ليست صحية وصحيحة بالقدر المطلوب خصوصاً ونحن نعيش في زمن الحضارة والتقدم العلمي الهائل ومايفرضه علينا هذا العصر من واجب المواكبة وسرعة الإنجاز, ولكن بدلاً من المبالغة في تصوير الهوة الشاسعة بين الناس والقراءة, والإمعان في جلد الذات والحديث عن خلل كبير يصيب مجتمعنا من جرّاء انعدام الاهتمام بالقراءة, لماذا لانبحث عن حلول تقرّب الناس من الكتاب أكثر مما هو عليه الحال.
كأن نحثّ الناس على تبادل الكتب كهدايا قيّمة في كل المناسبات بادئين بأنفسنا, ونبادر إلى عقد ندوات تثقيفية تقوم على استعراض كتب مفيدة تشمل مختلف صنوف المعرفة, وندعو إلى تكريس حيّز مناسب من الدعاية والإعلان لبيان أهمية القراءة والكتاب, وخلق مبادرات فاعلة في هذا الشأن كمبادرة اتحاد الكتّاب العرب حين قرر بيع كتبه بثمن زهيد دعماً للقراءة.
نحن أمة نقرأ. أقول ذلك على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الاهتمام البنّاء بالكتاب والفكر. هذا جانب من أهم جوانب البناء الإنساني, ونظرة متفائلة أرجو أن تكون قاسماً مشتركاً مع كل من يرى في أمتنا العربية العريقة القدرة على التجدد والإبداع.
|
|
 |
 |
 |
 |
 |
 |
 |
|
|