اشتريت كيس حلوى وجلست انتظر موعد انطلاق القطار على مقعد، وبدأت أقرأ في كتاب كان معي، آكل من الحلوى التي كانت في الكيس، والتفت فلاحظت المرأة التي تجلس بجانبي تأكل من الحلوى التي كانت في الكيس! وعاودتُ القراءة، ويا للدهشة كلما مددت يدي لآكل من الكيس أجد أن المرأة التي بجانبي تمد يدها وتأكل من الكيس دون استئذان أو كلمة شكر!! كظمت غيظي وتمالكت نفسي ولم أوجه لها أية كلمة. واستمرت الحال هكذا حتى بقى في الكيس قطعة واحدة.. انتظرت قليلاً لأرى هل هذه المرأة سوف تأخذها.. مدّت المرأة يدها وأخذت القطعة الوحيدة الباقية وقسمتها نصفين وأعطتني نصفها وأخذت النصف الآخر منها. يا الله هل من المعقول أن تصل الوقاحة في تلك المرأة إلى هذه المرحلة ؟! إن القطعة الأخيرة المتبقية لم تشأ أن تحرم نفسها منها!!!
ركبت القطار وجلست أفكر في ما حدث مع هذه المرأة الغريبة. مددت يدي لحقيبتي لآخذ الكتاب لأقرأ فيه، ودهشت عندما لامست يدي كيس الحلوى الذي اشتريته في المحطة وقد كان لا يزال في حقيبتي!!.. إذا لم يكن ما أكلت منه إلا كيس هذه المرأة التي كانت تجلس بجانبي وتأكل (دون استئذان) أقصد الذي كنت أنا آكل منه دون استئذان، ولم توجه لي المرأة أية كلمة لوم أو عتاب حتى أن القطعة الأخيرة اقتسمتها معي.
2013-09-29
الوجود المجروح والخريف
الوجود المجروح والخريف
مرة أخرى يتآكل الخريف مع انسياب نغمات منجيرته
ويهدأ النهر ويتلكأ في مجراه القديم
وتتصاعد زفرا....